بالتأكيد ودون أدنى شك على الإطلاق.. لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» يتمنى أو يريد، أن توافق حماس على المبادرة الأمريكية للسلام، بل على العكس من ذلك تمامًا.. كان يأمل وينتظر أن ترفض حماس المبادرة، التى أطلقها الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بخصوص الأوضاع فى غزة، ووقف حرب الإبادة والمذابح الجارية هناك بفعل قوات الاحتلال الإسرائيلى، طوال العامين الماضيين دون توقف ودون مانع أو رادع. والمؤكد أن الموافقة العربية والإسلامية على المبادرة الأمريكية وضعت «نتنياهو» فى مأزق شديد، حيث إنه لم يستطع رفض المبادرة والاعتراض مباشرة على ما يقترحه الرئيس الأمريكى، ولكنه فى نفس الوقت لا يريد وقف الحرب، وإجباره على التخلى عن إتمام هدفه الرئيسى فى القضاء على الشعب الفلسطينى، والخلاص من القضية الفلسطينية نهائيًا بقتل وإبادة الشعب من خلال حرب الإبادة والدمار الشامل، والقتل بالجوع والحصار ومنع المعونات الإنسانية. ولذلك وضع «نتنياهو» أمله فى أن تقوم حماس بدلا عنه برفض المبادرة، كى تتحمل هى تبعة الرفض لخطة أو مبادرة الرئيس الأمريكى وأن تدفع هى ثمن هذا الرفض. وكان نتنياهو ولا يزال يأمل أن تجد حماس فى بعض البنود أو الشروط التى تحتويها المبادرة الأمريكية ما لا يمكنها القبول به أو الموافقة عليه، وخاصة تلك التى تنص على غياب أى وجود أو سلطة لحماس بأى شكل فى إدارة غزة بعد وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وبدء تنفيذ بقية البنود، وخاصة ما يتصل بعملية نزع سلاح حماس. وفى هذا السياق نستطيع القول بأن الرهان بالنسبة ل«نتنياهو» كان ولا يزال قائمًا على الأمل فى الرفض الحمساوى للمبادرة الأمريكية حتى يمكنه الاستمرار فى تنفيذ أهدافه. أما وقد أعلنت حماس موافقتها من خلال ردها الإيجابى على المبادرة أو المقترحات، وإعلان ترحيبها للجهود العربية والإسلامية والدولية والجهود الأمريكية التى أدت للمبادرة،...، فإن ذلك سيدفع «نتنياهو» للبحث عن وسائل وأسباب أخرى للحيلولة دون البدء فى تنفيذ المبادرة أو الالتفاف حولها بأى صورة من الصور،..، وهو ما يدعو للتنبه والحذر منا جميعًا. وفى هذا الإطار، أحسب أن الأيام والساعات القادمة تحمل فى طياتها الكثير من الاحتمالات سيكون لها انعكاساتها بالإيجاب أو السلب بالنسبة للأوضاع فى غزة والمحاولات الجارية لوقف إطلاق النار وتوقف حرب الإبادة،..، لذا فإن الضرورة تفرض على القوى والدول العربية والإسلامية والفلسطينية على وجه الخصوص المزيد من الانتباه والحذر.