التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التى أكد فيها على استمراره فى الحرب على غزة، فور انتهاء هدنة الستين يوما التى يجرى التفاوض بشأنها الآن بناء على مبادرة أمريكية، هى تأكيد إسرائيلى جديد قديم بعدم الرغبة فى وقف إطلاق النار ووقف الحرب اللاإنسانية على غزة. هذه التصريحات وغيرها كلها تصب فى مجرى واحد وهو الرغبة المستمرة فى العدوان والقتل والدمار،..، وهى تؤكد لنا ولكل العالم أنه لا لبس ولا غموض فى الموقف الإسرائيلى الحقيقى من قضية الحرب والسلام، وهو الموقف الرافض تماما للجنوح للسلم ووقف إطلاق النار وتوقف الحرب. وأقول الموقف الحقيقى لإسرائيل للتفرقة بينه وبين حالة اللبس والغموض المقصود والضبابية المتعمدة من جانب إسرائيل حول ادعاءاتها غير الحقيقية بقبولها المبادرة الامريكية وموافقتها على الهدنة المقترحة لوقف إطلاق النار لمدة ستين يوما، وما يتلوها ويتخللها من تفاوض لوقف نهائى للحرب. حيث من الواضح من خلال التصريحات المعلنة والمتكررة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، أنه لا يرغب ولا يسعى لوقف جدى لإطلاق النار، والقبول بما نصت عليه المبادرة من تبادل للإفراج عن عدد من المحتجزين والأسرى الإسرائيليين لدى حماس مقابل الإفراج عن عدد من المسجونين والمعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية. ومن الواضح أيضا من خلال الشروط والمطالب المتعنتة المقدمة من الجانب الإسرائيلى لإتمام الصفقة والبدء فى تطبيق المبادرة وتنفيذ الهدنة، سعى إسرائيل لوضع العراقيل فى طريقها بما يؤدى إلى دفع الجانب الحمساوى إلى رفض هذه الشروط وعدم القبول بتلك المطالب... وهو ما يتيح لإسرائيل إلقاء التبعة على حماس وتحميلها مغبة عدم إتمام الصفقة. وهدف إسرائيل من وراء ذلك هو المراوغة وكسب الوقت، للتمكن من الاستمرار فى حرب الإبادة الإجرامية التى تقوم بها ضد الشعب الفلسطينى، والخلاص بالقتل والدمار والإرهاب من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.