فى كل مرة تلوح فى الأفق بوادر قرب انفراج فى المفاوضات الماراثونية الجارية للتوصل إلى توافق حول المبادرة المطروحة لوقف إطلاق النار فى غزة،..، ويتصور البعض أننا على وشك أن نشهد اتفاقا أو توافقا إسرائيليا حمساويا على بنود المبادرة الأمريكية المطروحة يسمح بالبدء فى التنفيذ على أرض الواقع،..، إذ «بنتنياهو» يعرقل الأمور ويحول دون التوافق، ويعلن أنه لا يقبل بما هو مطروح. هذا هو الحال فى المفاوضات طوال الأيام الماضية وحتى الآن، فى ظل التعنت الإسرائيلى وإصرار رئيس الوزراء «نتنياهو» على إقامة العراقيل أمام الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق والبدء فى تنفيذ الهدنة المقترحة. ورغم إعلان حماس موافقتها على الإطار العام للهدنة الأمريكية، إلا أن «نتنياهو» أعلن تمسكه بعدة شروط يعلم يقينا رفضها من الجانب الفلسطينى،..، منها على سبيل المثال بقاء القوات الإسرائيلية فى العديد من الأماكن بغزة وعدم القبول بالانسحاب الشامل الذى تطالب به حماس. كما أعلن أيضا تمسكه بالاصرار على أن الاتفاق والقبول ببدء المرحلة الأولى من الهدنة، يجب ألا يمنع إسرائيل من استئناف القتال واستمرار العدوان والحرب على غزة،..، وفى هذا راح يؤكد أنه لن يوافق على وقف القتال دون تحقيق شروطه فى القضاء التام على حماس، كما أنه لا يوافق على انسحاب الجيش الإسرائيلى من ممر «موراج». وفى ظل ذلك بات واضحا أن ما يجرى فى المفاوضات هو محاولات متكررة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى للمراوغة وكسب الوقت، وتقديم مقترحات مرفوضة من الجانب الحمساوى رغم تأكدهم من أنها غير مقبولة، بحيث يمكنهم إلقاء المسئولية على حماس فى حالة فشل المفاوضات. وفى هذا السياق قامت إسرائيل بتقديم خرائط لغزة تحدد فيها المساحات التى ستبقى تحت سيطرة الجيش الإسرائيلى، والتى توضح اقتطاع ما يزيد عن «40٪» أربعين بالمائة من مساحة القطاع. وكل ذلك يهدف فى الأساس إلى التهرب من الهدنة ومن وقف إطلاق النار ومن أى احتمال لوقف الحرب، وهو ما يعنى استمرار العدوان والقتل وحرب الإبادة، مادامت الولاياتالمتحدةالأمريكية تسمح لهم بذلك ولم تتخذ أى موقف إيجابى فعال لوقف إطلاق النار، ووضع حد لجرائم الحرب المستمرة من جانب إسرائيل.