مازالت المفاوضات الماراثونية الجارية بهدف التوصل إلى توافق إسرائيلى فلسطينى، حول بنود المبادرة الخاصة بالسعى لوقف إطلاق النار فى غزة، تتجاذبها رياح الأمل فى النجاح وعواصف اليأس والفشل، رغم مرور عدة أسابيع على المحاولات الجارية لتنفيذها على أرض الواقع. ولا تزال المبادرة المطروحة عصية على القبول والبدء فى التطبيق على الأرض طوال الأيام الماضية وحتى الآن، حيث شهدت بنودها الكثير من الأخذ والرد والقبول والرفض بين الطرفين الاسرائيلى والحمساوى، فى وجود محاولات التوفيق التى يقوم بها الوسطاء الامريكيون والمصريون والقطريون لتقريب وجهات النظر. ووسط هذه الأجواء الغائمة والملبدة بسحب الشك وعدم الثقة بين الطرفين الإسرائيلى والحمساوى، مازالت المفاوضات تتقلب بين الساخن والبارد، فى ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة والمتناقضة، التى يتخذها رئيس الوزراء نتنياهو، الذى مازال يصر على إقامة العراقيل التى تحول دون التوصل إلى توافق بين الطرفين يسمح بالبدء فى وقف إطلاق النار وتطبيق الهدنة المقترحة. ففى كل مرة تلوح فى الأفق بوادر التوافق والتوصل إلى اتفاق إذ بنتنياهو يعلن عدم موافقته وعدم القبول بما هو مطروح،..، ورغم موافقة حماس على الاتفاق الإطارى المطروح من الجانب الامريكى بصفة مبدئية،..، إلا ان نتنياهو عاد ليؤكد تمسكه بالإصرار على أن الاتفاق يجب ألا يمنع إسرائيل من استئناف القتال فور انتهاء الهدنة، حتى تحقق أهدافها من الحرب. ثم يؤكد رفضه الانسحاب الشامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، ويقدم خرائط تسمح له باقتطاع ما يصل إلى 40٪ أربعين بالمائة من مساحة غزة،..، وكذلك يعود نتنياهو للتأكيد على ضرورة القضاء نهائيا على وجود حماس. وقد دفعت هذه المواقف المتعنتة لنتنياهو، الكثير من الخبراء والمتابعين والمهتمين بالشأن الإسرائيلى والفلسطينى بصفة عامة، والحرب على غزة على وجه الخصوص إلى القول بأن نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار ولا توقف الحرب، وانه سيظل يماطل ويراوغ ما أمكنه ذلك حفاظا على بقاء حكومته وبقائه هو فى مأمن عن الخروج من رئاسة الوزراء والتعرض للمساءلة القانونية.