مازالت المفاوضات الماراثونية الجارية فى كل من القاهرة والدوحة تتجاذبها عواصف الأمل فى النجاح وأعاصير اليأس والفشل، فى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة، إيذانا للدخول فى الهدنة المقترحة بناء على المبادرة الأمريكية، التى طرحها الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب». ولا تزال المبادرة المطروحة تراوح مكانها ما بين القبول والتردد، فى انتظار التوافق بين الطرفين الإسرائيلى والحمساوى وبدء التنفيذ على أرض الواقع. وكانت بنود المبادرة الأمريكية المطروحة قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية ومازالت تشهد حتى الآن الكثير من الأخذ والرد والقبول والرفض، بين الطرفين الإسرائيلى والحمساوى فى وجود ومتابعة الأطراف الثلاثة الأمريكية والمصرية والقطرية، الساعية لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى توافق حول الأسس الرئيسية فى الهدنة. ووسط هذه الأجواء الغائمة والملبدة بسحب الشك وعدم الثقة بين الطرفين، مازالت المفاوضات تتقلب بين الساخن والبارد فى ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة والمتناقضة التى يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، الذى مازل مصرا على إقامة العراقيل التى تحول دون التوصل إلى توافق بين الطرفين يؤدى إلى بدء تطبيق الهدنة ووقف إطلاق النار. ورغم إعلان حماس موافقتها على المبادرة ورغبتها فى بدء التطبيق الفعلى للهدنة، إلا أن إسرائيل لا تزال تتعنت برفض القبول بمطالب حماس فى ضرورة التوصل لتوافق يؤدى إلى وقف للحرب بصورة نهائية، وإنهاء الحصار والإدخال الفورى للمساعدات الإنسانية، وفتح المعابر والانسحاب الإسرائيلى الشامل من القطاع. وفى ظل ذلك مازالت الجهود متواصلة للتوصل إلى توافق بين مواقف الطرفين يؤدى إلى تطبيق الهدنة وبدء سريانها. وفى هذا أحسب أن التوصل إلى ذلك يعتمد بصورة كبيرة على الموقف الأمريكى واللقاء القادم لترامب مع نتنياهو فى البيت الأبيض المقرر له خلال الساعات القادمة!!