إذا ما صحت الأنباء المتداولة بين واشنطون والقاهرة والدوحة وتل أبيب خلال اليومين الأخيرين، نكون على مقربة من التوصل إلى توافق فلسطينى إسرائيلي، حول إعلان هدنة لوقف إطلاق النار فى غزة، يتم بموجبها التوقف المؤقت عن الحرب الإسرائيلية اللا إنسانية القائمة على قطاع غزة لمدة ستين يوما، وتبادل لعدد من الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين. وطبقا لما أشارت إليه التصريحات الأمريكية الصادرة عن العديد من المسئولين وكبار مساعدى الرئيس «ترامب»، يكون من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى عن مبادرة خاصة بوقف القتال فى غزة، خلال الزيارة القادمة لرئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» للبيت الأبيض المقرر لها الاثنين القادم. وكانت الأيام القليلة الماضية، قد شهدت انطلاقا للمفاوضات الماراثونية الجارية فى كل من القاهرة والدوحة مع الوفدين الإسرائيلى والحمساوى حول المبادرة الأمريكية المطروحة، لعقد هدنة مؤقتة لإطلاق النار فى غزة مدتها ستون يوما، يتم خلالها تبادل الإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء لدى حماس وعدد من الجثامين لمن فقدوا حياتهم، مقابل الإفراج عن عدد من المسجونين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية. وكانت المبادرة المطروحة قد شهدت الكثير من الأخذ والرد والشد والجذب فى بعض بنودها، من الطرفين الإسرائيلى والحمساوى فى وجود ومتابعة الأطراف الثلاثة الأمريكية والمصرية والقطرية الساعية لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى توافق الطرفين. وقد استمرت هذه الجهود بكثافة خلال الأيام والساعات القليلة الماضية حيث أعلنت حماس موافقتها على المبادرة الأمريكية، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف الحرب بصورة نهائية وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر والانسحاب الإسرائيلى الشامل من قطاع غزة. ويبقى السؤال.. هل تلتزم إسرائيل بتحقيق ذلك؟!،...، وفى هذا.. أحسب أن ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى الالتزام الأمريكى بتحقيق ذلك.