فى ظل الاعتراض الأخير للولايات المتحدةالأمريكية على إصدار مجلس الأمن الدولى، قرارا بوقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار فى غزة، ووضع حد لعمليات القتل والدمار التى تقوم بها قوات الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى فى القطاع،..، بات واضحا لكل العالم بصفة عامة ودول وشعوب منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامى على وجه الخصوص.. أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست مجرد داعم أو مساند للكيان الصهيونى فى عدوانه وجرائمة اللا إنسانية على الشعب الفلسطينى، بل أنها شريك كامل الشراكة فى العدوان وكل الجرائم اللا إنسانية التى تمارسها قوات الاحتلال فى غزة والضفة الغربية. ليس هذا فقط بل الأكثر رجحانا هو أن ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيونى من جرائم وحشية ومن عمليات إرهاب وتدمير وقتل وتجويع فى غزة يتم بناء على تنسيق واتفاق تام بين حكومة الكيان الصهيونى العنصرى المتطرف برئاسة «نتنياهو» والحكومة الأمريكية برئاسة «ترامب». والمتابع المدقق فيما جرى فى مجلس الأمن الدولى منذ عدة أيام، يدرك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست داعما أو مسانداً فقط للكيان الصهيونى، بل هى مشارك فاعل فى كل جرائمه وعدوانه. ونظرة على ما قامت به الولاياتالمتحدة فى مجلس الأمن نهاية الأسبوع الماضى، من إحباط وإفشال ومنع للمجلس من الموافقة الإجماعية على إصدار قرار مقدم من عشر دول للمجلس وبموافقة كل الأعضاء، لوقف إطلاق النار وإيقاف الحرب فى غزة، هو سلوك متكرر من الولاياتالمتحدة، التى وقفت حجر عثرة أمام قيام المجلس بدوره ومهامه فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ومنعت المجلس من إصدار قرار بوقف القتل والدمار والإبادة الجارية فى غزة. ورغم موافقة الأربعة عشر عضوا للمجلس على القرار إلا أن المندوب الأمريكى «وهو العضو الخامس عشر بالمجلس» استخدم حق «الفيتو» لرفض الموافقة على اعتماد المشروع المقدم. وهو ما دفع الأعضاء جميعا إلى الإجماع على أن أمريكا حولت مجلس الأمن إلى كيان بلا فاعلية ومصاب بالشلل لا يمكنه القيام بوظائفه، حيث أن تلك هى المرة السادسة التى يفشل فيها المجلس فى اتخاذ قرار لوقف الحرب فى غزة نتيجة الرفض الأمريكى «الفيتو» ،..، وهو ما يدفعنا للقول،..، «حقا إن لم تستح فافعل ما شئت».