بالتأكيد لم تكن مفاجأة على الإطلاق، أن تقف الولاياتالمتحدةالأمريكية موقف الدفاع عن الكيان الصهيوني الإرهابى والعنصرى فى أحد المحافل الدولية،..، وأن تعلن المساندة والتأييد والدعم الكامل لإسرائيل فى مواجهة الإدانة الجماعية الدولية للدولة العنصرية، على ما تقوم به وترتكبه يوميًا من جرائم قتل ودمار وإبادة جماعية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. لم يكن ذلك موقفًا مفاجئًا لأنه سبق لأمريكا التصرف بتلك الطريقة وأخذ ذات الموقف المساند والداعم لإسرائيل فى المنابر والمحافل الدولية،..، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة على طوال السنوات الماضية. ولكن ما لم يكن متصورًا هو أن تقف الولاياتالمتحدةالأمريكية موقف المنكر للحقائق القائمة على أرض الواقع، وتصر على المغالطة وتصوير الأمور على غير صورتها الحقيقية التى يراها العالم كله. هذا للأسف هو ما حدث فى مجلس الأمن خلال الاجتماع الأخير الذى عقده المجلس الدولى التابع للأمم المتحدة منذ أيام، لبحث الوضع فى غزة فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر عليها وانتشار المجاعة بها. فى الاجتماع أكد جميع أعضاء المجلس باستثناء المندوب الأمريكى، أن المجاعة فى قطاع غزة هى واقع حدث نتيجة فعل البشر، فى ظل الحصار ومنع الطعام والشراب الذى تمارسه قوات الاحتلال على أهل القطاع. وفى الوقت الذى أجمع فيه أربعة عشر عضوًا من أعضاء المجلس المكون من خمسة عشر عضوًا، على أن المجاعة مسئولية المحتل الصهيونى، وطالبوا بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار ورفع الحصار وإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. رفض العضو الأمريكى اتخاذ نفس الموقف وشكك فى مصداقية التقرير الدولى الذى يؤكد المجاعة ويطالب بضرورة التصدى لها ومعالجتها ووقف أسبابها. وهكذا.. رفضت المندوبة الأمريكية فى مجلس الأمن الموافقة على البيان المشترك الذى وافق عليه الأربعة عشر عضوًا، الداعى لوقف إطلاق النار فورًا ورفع الحصار وإدخال المساعدات، والتصدى للمجاعة،..، وهو ما دعا مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية «جويس موسويا» إلى القول بأن المجاعة فى غزة ليست ناجمة عن جفاف أو كارثة طبيعية بل هى كارثة من صنع البشر وأن القانون الدولى الإنسانى يحظر استخدام التجويع كأسلوب فى الحرب.