إذا ما صدقت الأنباء القادمة من واشنطن التى تؤكد على جهود أمريكية مكثفة يتم القيام بها حاليا، للتحرك نحو البدء فى الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام الأمريكية، التى جرى إقرارها فى قمة شرم الشيخ للسلام، ..، نكون أمام خطوة إيجابية جيدة ولازمة بل وضرورية. والخطة الأمريكية كما نعلم هى ما تم الأخذ بها فى قمة السلام، وتم اعتمادها من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر وقطر وتركيا، فى إطار توافق من القادة العرب والمسلمين والأوروبيين وتأييد شامل من كل الدول المحبة للسلام والساعية لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى. وفى هذا السياق ينعقد فى العاصمة القطرية مؤتمر دولى برعاية أمريكية، لبحث ودراسة الخطوات والإجراءات اللازمة لتشكيل قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها فى غزة، للإشراف على الاستقرار واستتباب الأمور، والالتزام بسريان وتطبيق مقررات القمة وقرار مجلس الأمن رقم «2803». والأمل معقود على المستويين الإقليمى والدولى أن يتمكن المجتمعون فى المؤتمر الدولى من التوصل إلى الصيغة الصحيحة والمتوافق عليها لتشكيل وتكوين القوة الدولية للاستقرار فى غزة، ..، لعلها تكون وسيلة فعالة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة لوقف إطلاق النار وتوقف اعتداءاتها المستمرة على الشعب الفلسطينى فى القطاع رغم قرارات قمة السلام وبالرغم من قرار مجلس الأمن الذى نص على وقف إطلاق النار وتوقف الحرب. وأحسب أننا لا نأتى بجديد إذا ما قلنا، إنه كان واضحا خلال الأيام القليلة الماضية على أرض الواقع الإقليمى، أن إسرائيل تبذل أقصى الجهد لخرق وقف إطلاق النار، والخروج عن الالتزامات المنصوص عليها فى مبادرة السلام الأمريكية بضرورة وقف إطلاق النار. والحقيقة والواقع على الأرض يؤكدان طوال الأيام الماضية ومنذ القمة وقرار مجلس الأمن أن إسرائيل لم تتوقف عن السعى للتملص من الالتزام بتنفيذ القرارات ولم تتوقف عن الاستمرار فى العدوان على الشعب الفلسطينى وقتل المواطنين الفلسطينيين. وفى ظل ذلك يصبح من المطلوب والضرورى أن يقوم الجانب الأمريكى بتحمل مسئولياته لدفع إسرائيل إلى الالتزام بقرارات القمة وما نصت عليه المبادرة الأمريكية للسلام، حتى يمكن الانتقال فعلا وعملا إلى المرحلة الثانية من خطة السلام.