لا تستطيع ولا ترغب إسرائيل إخفاء رغبتها الشديدة فى التملص من الالتزام بخطة السلام الواردة فى قرار مجلس الأمن مؤخرا، ولا تستطيع ولا ترغب أيضاً فى التوقف عن السعى المستمر والمتواصل لكسر هذا الالتزام والقيام بصفة متكررة بالخروج عن المقتضيات الخاصة بتنفيذ البنود والخطوات الواردة والمنصوص عليها فى القرار. والواقع يؤكد أن إسرائيل لم تكن ترغب فى الموافقة على هذا القرار،..، وإنها اضطرت إلى القبول به والموافقة عليه تحت الضغط الأمريكى، والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالقرار، والرفض الدولى الشامل لاستمرار إسرائيل فى ارتكاب ذلك الكم الهائل من الجرائم اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطينى. والواقع يؤكد فى ذات الوقت، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اضطرت للضغط على حليفتها وصنيعتها المدللة إسرائيل، للموافقة والقبول بقرار مجلس الأمن، الذى تم اتخاذه بناء على مشروع قرار أمريكى، يقوم أساسا على مبادرة ترامب للسلام التى أقرت واعتمدت فى قمة شرم الشيخ للسلام. وفى هذا الإطار جاءت الموافقة الإسرائيلية الاضطرارية على قرار مجلس الأمن،..، نظراً لكونها لا تستطيع ولا ترغب فى الانزلاق إلى مغبة الرفض المعلن والواضح لخطة السلام الأمريكية، أو المعارضة الصريحة لرؤية ومبادرة الرئيس «ترامب». وفى ظل ذلك أعلنت إسرائيل قبولها للقرار وترحيبها واستعدادها لتنفيذه،...، مع العمل فى ذات الوقت على القيام بكل ما من شأنه تعطيل تنفيذ بنوده ونصوصه، والإصرار على إثارة العقبات أمام تطبيقه على أرض الواقع، متعللة بأن الجانب الفلسطينى بصفة عامة وحماس بصفة خاصة لم تقم بتنفيذ ما يجب عليها تنفيذه، حيث لم تف بتسليم كل رفات الرهائن المتوفين لإسرائىل،..، كما لم يتم حتى الآن نزع السلاح من حماس. وخلال ذلك وطوال الأيام الماضية التى مرت على قرار وقف إطلاق النار بعد قمة شرم الشيخ، وقرار مجلس الأمن الذى تلاه، لم تتوقف إسرائيل عن خرق القرار وإطلاق النار على الفلسطينيين فى عدة حوادث واعتداءات متكررة، بما يؤكد رغبتها وسعيها الدائم فى التملص من الالتزام بالمبادرة والخروج على قرار مجلس الأمن