لا مبالغة فى القول على الإطلاق، بأن إسرائيل تبذل حالياً أقصى جهدها لخرق وقف الحرب وتوقف إطلاق النار فى غزة، والتملص من الالتزام بنصوص وبنود مبادرة السلام الأمريكية، التى تم اعتمادها فى قمة شرم الشيخ من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر وقطر وتركيا وتوافق عدد كبير من القادة العرب والمسلمين والأوروبيين، كخارطة طريق محددة ومتوافق عليها لتحقيق السلام والاستقرار والأمن فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، الأكثر قلقا واضطرابا فى العالم الآن وطوال العقود الماضية. ومن الواضح أن إسرائيل تسعى بإصرار لإفشال التوافق الذى اجتمعت عليه الإرادة الدولية فى قمة السلام بشرم الشيخ، من ضرورة طى صفحة العدوان والحرب والقتل فى المنطقة، وفتح صفحة جديدة من التاريخ تقوم على السلام والاستقرار والأمن لكل الدول والشعوب بالمنطقة. ومن المؤكد أن «نتنياهو» وحكومته المتطرفة والإرهابية لا يريدون ولا يرغبون فى وقف إطلاق النار، وإنهاء جرائم الإبادة الجماعية التى يقومون بها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، طوال العامين الماضيين دون رادع أو مانع ودون حسيب أو رقيب. ومن المؤكد كذلك أنهم يرون أن وقف إطلاق النار وتوقف الحرب يمنعهم من تحقيق هدفهم الرئيسى، وهو القضاء على القضية الفلسطينية، وذلك بالقضاء على الشعب الفلسطينى فى غزة وفى الضفة أيضاً، ..، وبالقضاء على الشعب بالقتل والتدمير وحرب الإبادة والحصار والتجويع لن تكون هناك قضية، بل ستكون هناك أرض بلا شعب، وهو ما يتيح لإسرائيل ابتلاع كل الأرض الفلسطينية. تلك هى الحقيقة القائمة على أرض الواقع، والتى كانت ولا تزال معلنة ومؤكدة على لسان «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى، وبقية المسئولين فى حكومة التطرف والعنصرية والإرهاب الصهيونية. وفى ظل هذا الموقف الإسرائيلى المصر على العودة للحرب وإفشال جهود السلام، هناك مسئولية على الولاياتالمتحدةالأمريكية لابد من القيام بها لدفع إسرائيل للالتزام بتنفيذ بنود ونصوص مبادرة السلام الأمريكية، ..، فهل تقوم أمريكا بذلك؟!