رغم ظهور العديد من الأخبار والتقارير الأمريكية والإسرائيلية، التى طفت على السطح خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرة إلى قرب التوصل إلى توافق بين إسرائيل وحماس، يفتح الطريق إلى هدنة أو اتفاق جديد لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بناء على مبادرة أمريكية،..، إلا أن الوقائع القائمة على الأرض فى قطاع غزة وفى إسرائيل، بل وفى أجواء المفاوضات الجارية بين الوفدين الإسرائيلى والحمساوى، كلها لا تبشر بذلك ولا تؤكده. ففى غزة مازال العدوان الإسرائيلى مستمراً بلا هوادة، ومازالت عمليات الهدم والدمار والقتل والإبادة للشعب الفلسطينى مستمرة دون توقف ودون تهدئة، أو حتى بوادر للتهدئة. وفى إسرائيل مازال الخطاب الإرهابى والعنصرى للحكومة الإسرائيلية مستمراً.. ومازالت دعاوى التطرف والعدوان قائمة، ومازال «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى مستمراً فى مساعيه الرامية إلى الإفشال المتعمد لكل الجهود الهادفة إلى التوصل لتوافق يؤدى لوقف إطلاق النار، وتوقف الحرب اللاإنسانية الإسرائيلية على غزة. والحقيقة الواقعة على الأرض تؤكد إصرار «نتنياهو» على الاستمرار فى عدوانه الهمجى والإجرامى على غزة، وإصراره الدائم على رفض القبول بأى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستعداده المستمر للتراجع عن تنفيذ أى خطوات أو إجراءات يتم التوافق حولها فى هذا الخصوص. وفى هذا السياق هناك العديد من التصريحات المعلنة التى يؤكد فيها نتنياهو، أنه لن يوقف إطلاق النار، ولن يستجيب للنداءات أو المطالب الداعية لوضع نهاية للحرب اللاإنسانية على غزة. وأيضاً هناك الكثير من التصريحات التى يكرر فيها نتنياهو إصراره على الاستمرار فى الحرب حتى الوصول إلى تحقيق كل أهدافه المعلنة سلفاً، فى القضاء التام على حماس واستئصال وجودها تماماً من غزة،..، وهو ما لم يستطع تحقيقه طوال ما يزيد عن العشرين شهراً من الحرب حتى الآن. ولكن الحقيقة والواقع يؤكدان أن نتنياهو يهدف بصفة أساسية للقضاء على الشعب الفلسطينى كله وليس حماس وحدها، وذلك بالقتل والدمار والإبادة لكل صور الحياة فى قطاع غزة.