كل الوقائع على الأرض تؤكد أنه رغم ظهور العديد من التقارير والأخبار الأمريكية والاسرائيلية، التى تطفو على السطح كل عدة أيام، مشيرة إلى قرب التوصل لتوافق بين إسرائيل وحماس، يفتح الطريق إلى هدنة أو اتفاق جديد لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتبادل الإفراج عن بعض الرهائن والمحتجزين لدى حماس، وبعض المسجونين لدى إسرائيل. إلا أن الحقيقة تؤكد عدم وجود قدر كبير أو حتى قليل من الثقة لدى غالبية -إن لم يكن كل- المتابعين والمهتمين بهذه القضية للوثوق فى صحة ذلك التوقع ومصداقية هذه التقارير وتلك الأخبار. وغيبة الثقة تعود فى حقيقتها إلى ما دأب عليه رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» من إفشال متعمد لكل الجهود الساعية لوقف إطلاق النار خلال الشهور الماضية، وإصراره على رفض كل المقترحات والمبادرات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتوقف الحرب ووضع حد لحرب الإبادة التى يمارسها ضد الفلسطينيين. والحقيقة والواقع على الأرض يؤكدان إصرار «نتنياهو» على الاستمرار فى عدوانه الهمجى والإجرامى على غزة، وإصراره الدائم على رفض القبول بأى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستعداده المستمر للتراجع عن تنفيذ أى خطوات أو إجراءات تم التوافق حولها فى هذا الخصوص. وهناك العديد من التصريحات المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلى، يؤكد فيها أنه لن يوقف إطلاق النار، ولن يستجيب للنداءات المطالبة بوضع نهاية للحرب اللاإنسانية على غزة. وهناك الكثير من التصريحات التى يكرر فيها «نتنياهو» إصراره على الاستمرار فى الحرب حتى الوصول إلى أهدافه المعلنة، فى القضاء التام على حماس واستئصال وجودها تماما من غزة وضمان عدم قدرتها على المقاومة على الاطلاق. ولكن الواقع والحقيقة على الأرض يؤكدان أنه يسعى بصفة أساسية للقضاء على الشعب الفلسطينى كله وليست حماس وحدها، وذلك بالقتل والدمار لكل صور الحياة فى غزة،..، ولتحقيق ذلك فهو مستمر فى حرب الإبادة التى يقوم بها ضد الشعب الفلسطينى طوال الثمانية عشر شهرا الماضية وحتى الآن. وبذلك أصبحت أهداف مجرم الحرب «نتنياهو» واضحة وهى الخلاص من الشعب الفلسطينى إما بالقتل بالقنابل والأسلحة والهدم والتدمير، وبالموت جوعا نتيجة الحصار ومنع الغذاء والشراب والدواء، أو بإجبارهم على الهجرة خارج وطنهم هربا من الموت أو القتل.