هناك حقيقة باتت مؤكدة على أرض الواقع المأساوى القائم فى قطاع غزة المبتلى، فى ظل الحرب الإجرامية اللاإنسانية التى تتعرض لها من جانب الكيان الصهيونى العنصرى الإسرائيلى، طوال الاثنى والعشرين شهرًا الماضية وحتى الآن. تلك الحقيقة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك على الإطلاق بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا ينتوى اتخاذ أى خطوة إيجابية لوقف إطلاق النار فى غزة، أو وقف حرب الإبادة التى يقوم بها دون رادع أو مانع، سواء كان ذلك عن طريق هدنة مؤقتة أو اتفاقية شاملة. والواقع يؤكد أنه فى كل مرة تلوح فى الأفق بوادر قرب انفراج فى المفاوضات الماراثونية الجارية للتوصل إلى توافق حول المبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار فى غزة، ويتصور البعض أننا على وشك أن نشهد اتفاقًا أو توافقًا حمساويًا إسرائيليًا على بنود المبادرة يسمح بالبدء فى التنفيذ على أرض الواقع،..، إذ بنتنياهو يعرقل الاتفاق ويعلن أنه لا يقبل بما هو مطروح. هذا هو الحال القائم حتى الآن فى ظل التعنت الإسرائيلى ورفض «نتنياهو» التوافق على تنفيذ هدنة وقف إطلاق النار أو وقف الحرب،..، وهكذا تستمر الحرب ويستمر القتل والدمار وتستمر حرب الإبادة. ليس هذا فقط بل إن «نتنياهو» راح يؤكد أنه لن يوافق على وقف القتال دون تحقيق شروطه فى القضاء على حماس كما أنه لن يوافق على الانسحاب من غزة.. بل سيقوم باحتلالها بالكامل. وفى ظل ذلك بات واضحا أن ما يجرى فى المفاوضات هو محاولات دائمة ومتكررة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى للمراوغة وكسب الوقت، ورفض كل المقترحات والمبادرات الهادفة لوقف إطلاق النار أو وقف الحرب وفى ذلك أصبح مؤكدا أن نتنياهو يسعى جاهدًا للقضاء على القضية الفلسطينية بالخلاص من الشعب الفلسطينى عن طريق القتل والتدمير بالطائرات والقنابل والمدافع، أو بالقتل عن طريق التجويع ومنع المساعدات الإنسانية والحرمان من الطعام والشراب والدواء وبذلك يتم إخلاء الأراضى الفلسطينية من الفلسطينيين وتصبح مهيأة لابتلاعها بالكامل من جانب إسرائيل... أو جاهزة لإقامة المشروع الأمريكى المقترح.