المواقف المعلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي والتصريحات الأخيرة التى راح يرددها خلال الأيام والأسابيع الماضية، بكل الوقاحة والحماقة على مرأى ومسمع من العالم كله، تؤكد لنا ولكل العالم رفضه الواضح للتوجه للسلام، أو السعى للتوصل إلى توافق يتيح البدء فى تنفيذ الهدنة ووقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين. وأحسب أنه بات واضحاً للجميع، ان «بنيامين نتنياهو» لا يرغب فى التوقف عن حرب الإبادة الجماعية التى يشنها على الشعب الفلسطينى طوال الاثنين والعشرين شهرا الماضية وحتى اليوم، وأنه مصر على الاستمرار فى عمليات القتل والإرهاب والدمار التى يقوم بها فى قطاع غزة والضفة دون هوادة ودون رادع أو مانع. والواقع القائم على الأرض الآن ومنذ بدء العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة، يؤكد التعنت الشديد من جانب نتنياهو، وإصراره الدائم على إقامة العراقيل امام الجهود المبذولة للتوصل إلى توافق وبدء تنفيذ هدنة لوقف إطلاق النار تمهيدا أو على أمل التوصل لإتفاق شامل يوقف الحرب ويفرج عن الرهائن والسجناء. والواقع يؤكد انه فى كل مرة تلوح فيها بوادر وقرب التوصل لانفراجة فى المفاوضات تشير إلى توافق وشيك للبدء فى تنفيذ المبادرة المطروحة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والسجناء، إذ «بنتنياهو» يعلن فجأة عدم القبول بما هو مطروح ويضيف شروطا أو مطالب جديدة لتعويق الوصول لبدء الهدنة. وهذا هو الحال الذى دارت وتدور فيه المفاوضات طوال الأسابيع بل الشهور الماضية وحتى الان،..، وتكون النتيجة بالطبع الفشل فى الوصول الى توافق، وهو ما حدث ويحدث حتى الان فى ظل التعنت الإسرائيلى الدائم والمتكرر من جانب نتنياهو. وفى ظل ذلك بات واضحاً للكل أن«نتيناهو» يسعى لإضاعة الوقت، وبذل أقصى ما يستطيع لعرقلة أى توافق لوقف إطلاق النار أو وقف الحرب،..، وأنه عاقد العزم على المراوغة والمماطلة والتعنت والاستمرار فى الحرب، على أمل تحقيق أهدافه فى القضاء على القضية الفلسطينية، وذلك بالتخلص من الشعب الفلسطينى بالقتل عن طريق الإبادة الجماعية الممنهجة، أو القتل بالجوع أو المرض نتيجة الحصار ومنع المساعدات الإنسانية والطعام والدواء، فى ظل الحماية الأمريكية والدعم غير المحدود الذى توفره له.