طوال الأيام الماضية ومنذ توقيع وإعلان اتفاق شرم الشيخ للسلام وحتى الآن، كانت إسرائيل ولاتزال تبذل أقصى جهدها لخرق الاتفاق وإنهاء وقف الحرب وتوقف إطلاق النار فى غزة، والتملص من الالتزام بنصوص وبنود مبادرة السلام الأمريكية، التى تم اعتمادها فى قمة شرم الشيخ من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر وقطر وتركيا، بتوافق وترحيب عدد كبير من القادة العرب والمسلمين والأوروبيين، كخارطة طريق محددة ومتوافق عليها لتحقيق السلام والاستقرار والأمن فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، الأكثر قلقا واضطرابا فى العالم طوال العقود الماضية وحتى الآن. وخلال الأيام والأسابيع الماضية منذ قمة شرم الشيخ وحتى اليوم، ظهر واضحاً أن حكومة إسرائيل المتطرفة والعنصرية تسعى بإصرار للخروج على هذا التوافق الدولى الذى صدر عن قمة شرم الشيخ، بإنهاء الحرب على غزة وفتح صفحة جديدة من التاريخ فى المنطقة تقوم على السلام لكل الشعوب بالمنطقة. ومنذ إعلان قمة شرم الشيخ للسلام وحتى اليوم تأكد للجميع وظهر واضحاً للكل أن نتنياهو وعصبته الصهيونية الإرهابية يرون أن وقف الحرب يمنعهم من تحقيق هدفهم الرئيسى، وهو القضاء على الشعب الفلسطينى بالقتل وحرب الإبادة والحصار والتجويع، وصولاً إلى القضاء التام على القضية الفلسطينية ذاتها، حتى تستطيع إسرائيل ابتلاع كل الأرض الفلسطينية دون عائق. ولتحقيق ذلك لجأت إسرائيل إلى خلق وادعاء الكثير من الذرائع، حتى يمكنها التنصل من الاتفاق الذى وافقت عليه مضطرة والعودة للحرب والدمار والقتل والإبادة الجماعية. وفى هذا السياق ادعت إسرائيل أن حماس لم توف بالتزاماتها المنصوص عليها فى المرحلة الأولى من المبادرة الأمريكية للسلام، حيث إنها تراخت عن تسليم رفات الرهائن المتوفين،...، ولكن هذا الادعاء فشل فى إقناع الولاياتالمتحدة مع غيرها من الدول، وهو ما دعا إسرائيل للبحث عن ذرائع أخرى تتيح لها التملص من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق السلام. وكل هذه المحاولات المستمرة من جانب إسرائيل تتطلب الكثير من الانتباه والحذر من جانب الشركاء والأطراف الرئيسية فى عملية السلام، والتنسيق الدائم والمستمر بين مصر وقطر وتركيا والولاياتالمتحدة، حتى يمكن الوصول للتنفيذ الأمين والكامل لبنود المبادرة وقرارات قمة السلام بشرم الشيخ.