كان لقرار الكنيست الإسرائيلى بتمرير قانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربيةالمحتلة تمهيداً لضم الضفة لإسرائيل رسمياً، آثار بالغة الحدة من الرفض والإدانة من جميع الدول والشعوب العربية والإسلامية والأوروبية بصفة عامة، والدول التى شاركت فى قمة شرم الشيخ على وجه الخصوص. والواقع يؤكد أن القرار الفج للكنيست الإسرائيلى فجر حالة شديدة من الغضب والاستنكار لدى المجتمع الدولى كله، باعتباره اعتداء سافراً على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى وانتهاكا متعمداً للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن، بالإضافة إلى كونه خرقاً واضحاً لاتفاق السلام الذى تم إقراره فى شرم الشيخ،..، وهو ما مثل موقفاً لافتاً بالنسبة للإدارة الأمريكية. وقد أدى هذا الموقف إلى رد فعل غاضب وحاد من جانب الإدارة الأمريكية، التى اعتبرته تحدياً إسرائيلياً مباشرا لخطة السلام الأمريكية، وما أسفرت عنه من إعلان لوقف الحرب على غزة،..، وهو ما يحتاج إلى تحرك عاجل من وجهة النظر الأمريكية. وبالفعل لم يتأخر الرد الأمريكى حيث أعلنت واشنطن رفضها لقرار الكنيست، وأكدت أنه لن يتم تنفيذه، وأكد الرئيس ترامب أن ضم إسرائيل للضفة لن يحدث.. وذكر أنه تعهد بذلك خلال لقائه مع المجموعة العربية والإسلامية فى البيت الأبيض. كما أكد نائب الرئيس الأمريكى فانس وكذلك وزير الخارجية روبيو أن القرار الإسرائيلى يهدد وقف إطلاق النار وإيقاف الحرب الذى تم إقراره فى قمة السلام،..، وذكر أن هذا القرار لن يتم تنفيذه. وليس هذا فقط، بل أن ترامب عاد وأكد أن إسرائيل ستفقد كل الدعم من واشنطن إذا أقدمت على ضم الضفة الغربية. وفى هذا السياق أصبح السؤال المطروح على الساحة الآن هو هل نحن بصدد مواجهة أمريكية قوية مع إسرائيل تضع حداً للتأييد والمساندة والتحيز المستمر طوال السنوات والعقود الماضية من جانب الولاياتالمتحدة لإسرائيل؟ وهذا التحيز كان يتمثل دوما فى الدعم والتأييد الكامل والمباشر لإسرائيل فى كل قراراتها وخطواتها العدوانية،..، وهو ما كان ولا يزال واضحاً خلال العامين الماضيين خلال الشراكة الكاملة بين أمريكا وإسرائيل طوال الحرب والعدوان وحرب الإبادة على غزة وبرفقة هذا السؤال واستكمالاً له برز تساؤل آخر حول ما إذا كان ذلك الموقف الخلافى بين أمريكا وإسرائيل هو... مجرد موقف عارض سيتم تجاوزه وتعود ريما لمواقفها القديمة؟. وفى كل الأحوال.. أحسب أن الإجابة لن تتأخر كثيراً.