أعربت الأحزاب والقوي السياسية عن غضبها الشديد من قرار الإدارة الأمريكية تخفيض المعونة الأمريكية لمصر واشتراطها عودة المعونة بتشكيل حكومة تضم الجميع بما فيهم الإخوان واعتبرتها تدخلاً مرفوضاً في الشئون الداخلية. أكد عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية يجب الحفاظ عليها من كلا الطرفين وعلي أمريكا أن تدرك أن 30 يونيو خيار مصري مطلق ويجب احترام الإرادة الشعبية المصرية لافتاً إلي أن قرار تخفيض المعونة مؤسف ويخل بموازين القوي بين مصر وإسرائيل والالتزامات الدولية التي وقعت عليها واشنطن. وأضاف عصام شيحة أن التأثيرات السلبية للقرار تشمل أن مصر لا تأخذ المعونة العسكرية بصورة مباشرة كأموال لكن تحصل عليها كأسلحة وهو ما يدعم القوات المسلحة ويساهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط فعندما تكون موازين القوي متساوية يقل احتمال الصراع وأي خلل في موازين القوي سوف يفتح باب جهنم في الشرق الأوسط. كما أن المصريين لن يغفروا للإدارة الأمريكية هذا القرار الذي يدعم فصيلاً ويمنحه الغطاء لتخريب مصر وهو ما يؤكد أن أمريكا تساعد الإرهاب وتحمي الجماعات التي تمارس العنف ضد الجيش والشرطة والشعب وتمنح تلك الجماعات الفرصة لانهاك الاقتصاد ومطالب الحكومة أن تتعامل بحكمة شديدة وأن تفتح قنوات جديدة لتنوع مصادر التسليح بما لا يخل باتفاقيات مصر مع أمريكا حتي هذه اللحظة. وقال د.محمود العلايلي سكرتير عام حزب المصريين الأحرار والقيادي بجبهة الإنقاذ إن كل شيء ممكن وعلي المصريين أن يدفعوا ثمن الحرية ومواجهة تلك الحملة الشرسة بالعمل والإنتاج والتأكيد علي استقلال القرار الوطني الذي لن يتحقق إلا باستقلال القرار الاقتصادي والاستغناء عن المعونات الخارجية لافتاً إلي أن هذا القرار دليل واضح علي تعاون جماعة الإخوان القوي الخارجية لزعزعة الاستقرار في مصر مؤكداً أن الحكومة المصرية لا يمكن أن يشارك فيها إلا المخلصون من أبناء الوطن ولا يمكن أن تضم المتآمرين والخونة وأصحاب الأجندات الخارجية وعلي أمريكا أن تكف عن ذلك مختتماً حديثه بسخرية إلا إذا قبل الإخوان أن يكونوا ممثلي أمريكا في الحكومة المصرية. أكد د.نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع علي أن تعليق المعونة الأمريكية عن مصر لا تأثير لها علي الاطلاق سوي تحرر الإدارة المصرية من أي تأثير. كما أنها لا تستفيد عملياً من هذه المعونة بل تتعرض بسببها لضغوط من الإدارة الأمريكية علي المصريين. وأوضح زكي أن مصر تستطيع أن تستغني تماماً عن هذه المعونة كما أن هذا التعليق سوف يلهب الشعور الوطني في البلاد علي نحو يؤدي إلي تعويض هذه المعونة. بل توفير إمكانيات أكبر للتعامل مع كافة دول العالم علي قدم المساواة دون حاجة إلي هذه المعونة. وأشار زكي إلي أن الولاياتالمتحدة لم تعد تلك الدولة التي تقرر شئون العالم فهي تعاني من أزمات كثيرة ويتقلص نفوذها في الساحة الدولية يوماً بعد يوم كما أنها تفقد أصدقاءها مع مرور الأيام ويسقط القناع عن وجهها القبيح كدولة لا تعرف غير لغة التهديد بالقوة وشن الهجوم والقوة علي الدول كما فعلت في أفغانستان والعراق وغيرها. قال عبدالله المغازي أستاذ القانون الدستوري وعضو البرلمان السابق إن تعليق الولاياتالمتحدةالأمريكية المعونة عن مصر يمثل لها كما تعتقد كنوع من الضغط علي الإدارة المصرية فيما يتعلق بنظرتها لجماعة الإخوان. وأكد المغازي أن أمريكا تسير في الاتجاه الخاطئ تجاه ثورة 30/6 وإرادة الشعب المصري. وعلي القاهرة أن يكون لها رد دبلوماسي علي هذا التعليق للمعونة التي تعد كأحد بنود اتفاقية كامب ديفيد. فمن حق الإدارة المصرية أن تعلق بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد ومن بينها المتعلقة بالناحية الأمنية في سيناء وزيادة عدد القوات والأسلحة بها. وأوضح المغازي أن الشعب المصري مهيأ لمثل هذه الأفعال من أمريكا لأنها تريد أن تضغط علي الشعب المصري والإدارة المصرية. ولا تؤثر كل هذه الأفعال من تعليق أو حتي قطع المعونة عن الشعب المصري تماماً. أكد محمد سامي رئيس حزب الكرامة علي أن تكرار الحديث عن المعونة الأمريكية بشروط معلنة وغير معلنة أصبح يمس السيادة المصرية ولابد أن ترفض مصر هذه المعونة وخاصة أن الأرقام التي تقدم ليست بالحجم الذي يتطلب التهديد وأن توجه مصر الشكر للإدارة الأمريكية علي هذا. أوضح أن أمريكا استفادت أضعاف ما استفات به مصر وخاصة أنها ارتبطت بكامب ديفيد فالأمر أصبح جارحاً ويجب إعادة النظر في عدم قبول هذه المعونة. قالت هبة ياسين المتحدث باسم التيار الشعبي إن أهم المكاسب في اثبات الموجة الثورية في 30 يونيو هو مطلب الاستقلال الوطني والتهديد بقطع المعونة وتنفيذه إملاء مرفوض من جانب الشعب. وطالبت بعدم الخضوع لرحمة أمريكا وأن نبحث وبأقصي سرعة بتدبير موارد لسد أي عجز لقطع المعونة ولدينا مفكرين وباحثين وخبراء قادرين علي إيجاد البدائل المناسبة وقد كان لحركة امنع معونة السبق في طلب رفض المعونة وهذا خير دليل أننا نريد الاستقلال والحس الشعبي يبارك هذا. أوضح تامر هنداوي المتحدث الرسمي لحركة "امنع معونة" أن منع المعونة بشكل جزئي ابتزاز أمريكي للحكومة المصرية وخاصة إذا كان مشروطا. وطالب بعد صمت النظام المصري لأن الصمت معناه إبقاء الحكومة المصرية داخل دائرة التبعية للإرادة الأمريكية وأن يكون رد الفعل قوية بإعلان مصر رفض الحكومة والشعب لهذه المعونة بشقيها المدني والعسكري. وتبعث برسالة إلي العالم مفادها أن مصر دولة مستقلة وشعبها قادر علي بناء دولته واقتصاده بالاعتماد علي موارده بعيداً عن الهيمنة الأمريكية.