أجمع عدد من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي المصري الذين عملوا بالقرب من السفير الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس الأسبق مبارك علي أنه رمز من رموز الدبلوماسية المصرية لستة عقود وأنه كان واحداً من أبرز دبلوماسيي مصر وتميز بالحكمة والرؤية الصحيحة لمختلف القضايا المصيرية لمصر والأمة العربية.. كما أنه تميز بالبساطة والزهد خلال عمله وكان من القلائل الذين يتجولون في شوارع القاهرة ودمياط مسقط رأسه دون حراسة. د. الباز الذي داهمه المرض في السنوات الأخيرة وخاصة تلك التي شهدت فيها البلاد ما اطلق عليه "لجنة السياسات للحزب الوطني برئاسة جمال مبارك. وكما أكد لي عدد من الدبلوماسيين ان سبب تدهور حالته الصحية كانت نتيجة طبيعية عكستها الحالة التي عاشها الباز كمستشار سياسي للرئيس وهو "المعلم" والمدرس السياسي لمبارك الا ان المحيطين بجمال والمقربين منه اقنعوه بأن د. الباز أصبح "دقة قديمة" ومن الحرس القديم ورجح البعض ان من بين هؤلاء مستر "جو" أو أفضل وزير مالية في العالم د. يوسف بطرس غالي وغيره. كشفت السفيرة سعاد شلبي مساعد وزير الخارجية ومديرة مركز القاهرة الاقليمي السابق لفض المنازعات في افريقيا ان ابعاده بشكل تدريجي عن عمله وحبه للوطن الذي كان يترجم في تقديم النصائح لمبارك في القضايا الداخلية والخارجية وخاصة في علاقات مصر مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع إسرائيل وملف القضية الفلسطينية. وقالت السفيرة نائلة جبر كان رحمه الله رمزاً للوطنية المصرية ومن أفضل الدبلوماسيين المصريين قدرة علي التفاوض. ** أما السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق فيصفه بأنه مهندس السياسة الخارجية علي مدي فترات طويلة من أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مروراً بالرئيس الراحل أنور السادات ثم الرئيس السابق حسني مبارك. ويتفق السفير عبدالرءوف الريدي الرئيس الشرفي للمجلس المصري للشئون الخارجية مع الوزير السابق محمد العرابي في ان د. الباز الراحل كان له دور هام جداً في مفاوضات كامب ديفيد وملف العلاقات مع واشنطن وتل أبيب. أما السفير جمال الدين بيومي مساعد وزير الخارجية السابق فإنه يعتبر د. الباز بمثابة أبو الأجيال وهو صديق للجميع. وقال انه كان وراء فكرة تدريب الدبلوماسيين في المعهد الدبلوماسي لمدة عامين مشيراً إلي انه كان يتمتع بعقلية دبلوماسية قادرة علي مخاطبة العدو والصديق بفضل انه منفتح وسعة صدره وعدم رفضه لأية فكرة فضلاً انه كان يمتلك شبكة كبيرة من الاصدقاء الدائمين ويؤمن بالمشورة ومن اشهر رفاقه السفير عبدالرءوف الريدي والسفير سعد الفرايجي والسفير د. مصطفي الفقي وغيرهم. ويصفه السفير إبراهيم علي حسن مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية السابق بأنه وطني حتي النخاع وصاحب رؤية ونظرة شاملة لمفهوم الأمن المصري.. ودوره كان هاماً جداً في اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية بشهادة كل من كتب مذكرات سياسية حول معاهدة كامب ديفيد كما كان قومياً بالدرجة الأولي يؤمن بدور مصر في المنطقة العربية وأهمية التضامن العربي.