رحلة العمر للسفير عبدالرءوف الريدي من أهم الكتب التي سوف تطرح في معرض القاهرة للكتاب ولاشك ان القارئ السياسي والمهتم بالشأن العام سوف يطلع علي حقبة مهمة من تاريخ مصر من خلال السيرة الذاتية لدبلوماسي مخضرم. كشف الريدي في كتابه عدة حقائق مهمة, وهي وجوده في مجري الأحداث الدبلوماسية الكبري منذ عام1955 ومأساة حرب67 وقبول وقف إطلاق النار وإجهاشه هو وعمرو موسي بالبكاء. الصديق العزيز عبدالرءوف الريدي بانوراما كاملة لأهم الأحداث الدبلوماسية في تاريخ مصر كشهادة مهمة للأجيال القادمة. ويعيد عنوان رحلة العمر إلي أذهاننا أوراق العمر للويس عوض ويحكي لنا كيف استطاع ان يستخلص من تجربته علي مدي سنة وهو سفير لمصر في باكستان خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان رؤية مستقبلية وتأتي حقبة اعتماده سفيرا للولايات المتحدة علي مدي ثماني سنوات ليكشف فيها الريدي عن خبايا وأسرار العلاقة بين مصروأمريكا محللا شخصيات مؤثرة مثل ترومان وروزفلت وجونسون ونيكسون وتآمر كيسينجر علي رئيسه من خلال استعماله أسلوب الخطوة خطوة ويصف الريدي غزو صدام حسين للكويت بأنه كان أكبر شق للصف العربي. وينقل لنا الريدي حقبة كامب ديفيد ودور جهابذة الدبلوماسية المصرية وعلي رأسهم أسامة الباز عندما كان يستدعيه كارتر لمناقشة حل قضية القدس الشريف, ولاشك ان مولود الريدي الجديد كتاب شيق يكشف ثقافته الغزيرة والجادة وحبه للتاريخ منذ ان انتقل من دمياط إلي القاهرة متابعا شفوفا لأحداث مثل اغتيال أحمد ماهر باشا وفتح كوبري عباس وتقسيم فلسطين واغتيال حسن البنا والنقراشي, كما يبوح الريدي في رحلة العمر عن تكوينه الرومانسي المتوسطي الدمياطي من خلال عشقه للقاهرة الإسلامية وشارع المعز وحبه لمسقط رأسه دمياط ورأس البر وعزبة البرج وحبه لأسرته واعتزازه بشريكة حياته فريدة الوكيل وابنتيه.