عمال النظافة بمصر هم أقل الفئات دخلاً رغم ان كثيراً من دول العالم يأتي راتب عامل النظافة في مرتبة متقدمة مقارنة بالعديد من الوظائف وذلك لصعوبة المهنة ومعاناة العمل الشاق والجهد علاوة علي نظرة المجتمع السيئة لهم مما دفع البعض منهم للتسول في ظل تلك الرواتب الضعيفة وساعات العمل المتزايدة. عطا محمد عامل نظافة بمترو الأنفاق يقول أعمل لفترتين رغم المشقة والمعاناة ومع ذلك فمرتبي لا يكفي احتياجات أسرتي فأبنائي بمراحل التعليم المختلفة ومطالبهم لا تنتهي بخلاف ايجار الشقة والذي يصل الي 250 جنيهاً ودائما نطالب المسئولين بالنظر لنا ولكن دون جدوي مما جعل البعض منا يقف علي سلالم المترو أو بالشارع ليحصل علي حسنة من المارة وذلك الأمر أصبح مؤسف ويؤلمني. سعيد إبراهيم عامل نظافة يضيف أقوم بجمع القمامة من المنازل وأتقاضي جنيهين عن كل شقة وهذا مبلغ غير مجز تماما لذا أقوم الآن بجمع الكراتين وأحصل علي مبلغ 200 جنيه وبالرغم من ذلك فتلك المبالغ لا تكفي قوت يومي أنا واولادي إلا أنني لا أفكر في العمل بهيئة النظافة نظرا لضعف اجرها فأنني أفضل أن أكون حر نفسي. فئة مهمشة محمد إبراهيم عامل نظافة تابع للهيئة يصرخ قائلاً لا أشعر بأننا فئة مهمشة بسبب تجاهل المسئولين لنا في الخدمات الصحية والتأمينات التي حرمنا منها كأننا خدام إذا مرضنا لا نجد أي خدمة صحية فاعمل في تلك المهنة منذ 23 سنة ولدي 5 أولاد واعاني من ضألة المرتب والذي يصل ل 500 جنيه بخلاف المعاملة السيئة وخصم اليوم بيومين فلا توجد أي مراعاة لحالة العامل وظروفه الصحية فبدلاً من تقديرنا لا نجد مرتبات مجزية توازي نصف مرتبات الموظفين علي مكاتبهم. حمدي السيد - عامل نظافة - يقول أعمل منذ 5 سنوات ولولا أنني معين لتركتها ولكن للأسف أجد مهانة من المشرفين وألفاظ نابية لدرجة منع الاجازات الرسمية فنحن نعيش يوميا وسط أكوام من القمامة والقاذورات تحت حرارة الشمس ونتعرض للاصابة بالعديد من الأمراض بسبب عدم توافر الأدوات والامكانيات التي تحمينا حتي الدواء يكون علي حسابنا. صلاح سالم - عامل نظافة - يشير الي عدم وجود تأمينات لهم نتيجة التعامل مع اكثر من شركة فالشركات غير ثابتة بأي إدارة كما أعاني دائما من الجزاءات من غير اي اسباب فلا توجد اي مراعاة لظروفنا المرضية علاوة علي إجبارنا علي تحمل ما يتلف من الأدوات التي تسلم لنا من مكانس ومعدات نظافة. مخاطر المهنة يلتقط طرف الحديث مظلوم كمال عامل نظافة باحدي دورات المياه قائلا أعمل بتلك المهنة رغم نظرة المجتمع السيئة لنا ولأولادنا بالرغم من انه لا ذنب لهم في ذلك ومع ذلك لا نجد العائد منها فقد كنا تابعين للحي وبعد ذلك استلمتنا شركة خاصة ومن وقتها لا يوجد علاوات او حوافز فمرتبي 500 جنيه منذ 5 سنوات مما يضطر العامل لمد يده للمواطنين ويترك عمله ويتجه لجمع القمامة من أمام الدكاكين ليحصل علي أي "حسنة" من أصحاب المحلات. عادل أحمد محمود - عامل نظافة بأحد المستشفيات - يؤكد نعامل بطريقة غير آدمية فانا اسكن بمحافظة المنوفية ودخلي 500 جنيه وبعد الثورة اصبح 800 جنيه وأبلغ من العمر 50 عاماً وحتي الآن لم يتم تثبيتي بالرغم من كبر سني ولدي خمس أبناء ومواصلاتي تصل ل20 جنيهاً فلماذا لا يكون هناك بدل مواصلات علاوة علي عدم وجود تأمين علينا علي الرغم من أن هناك ما يسمي بتأمين جماعي ولكننا غير مسجلين بها. الحكومة تعترف المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يؤكد أن كل عمال النظافة سواء في الهيئة أو الشركات يصابوآ بالكثير من الأمراض الصحية مثل أمراض الصدر والفشل الكلوي والتهاب الكبدي وذلك بسبب العمل علي مدار اليوم وسط الروائح الكريهة التي تضر الجسم بشكل سريع والعامل التابع للهيئة يعالج كأي موظف حكومي بالمستشفيات الحكومية التابعة للتأمين الصحي رغم انه يستحق أن يكون له مستشفيات خاصة ترعاه خصوصا أن مرتبات عمال النظافة أقل مرتبات في الدولة فالعامل الجيد راتبه 500 جنيه والذي عمل لمدة 20 عاماً يصل راتبه ل 1000 جنيه والذي عمل لمدة أكثر من ذلك وقبل خروجه للمعاش يصل راتبه ل 1200 جنيه وعند خروجه علي المعاش يحصل وقتها علي معاش 400جنيه!! يضيف رضا معروف - الأمين العام لجمعية حقوق الإنسان - ان مشكلة عمال النظافة بصفة عامة قضية متراكمة وعميقة خاصة أن النظافة في بلدنا هي أحد الأولويات فلابد من مراعاة استقرار عامل النظافة الذي يقوم ببذل مجهود قاس سواء في الشارع أو في الشركات أو في المستشفيات ويقوم بعمله علي أكمل وجه فيحب الاهتمام به صحيا واجتماعيا ورفع الأجور ونحن كأعضاء في حقوق الانسان نحاول المساعدة لتوصيل صوت عمال النظافة لما يعانوه من مشاكل وبالفعل العام الماضي قمنا بعمل ورشة لهم والتقينا من خلالها المسئولين المختصين وطالبنا بالعدالة الاجتماعية وبحقوقهم فهم حماة الصحة العامة.