يطلقون عليهم عفوا الزبالين والبعض يقول جامعي القمامة والمسئولون يقولون عمال النظافة.. إلا أنهم في حقيقة الأمر صانعوا الجمال رغم تواضع مظهرهم إنهم حماة الصحة العامة فهم أحد تروس جهاز النظافة في كل حي ومدينة ومركز. وهم المسئولون عن الارتقاء بالذوق العام.. معاناتهم لا تنتهي.. حتي اتهمهم البعض بالتسول.. رصدت الأهرام معاناتهم: يؤكد محمد عبدالرحيم عامل نظافة بان معاناته مع هذه المهنة لا تنتهي بدءا من نظرة المجتمع رغم اننا نقوم بمايستكبر به غيرنا مشيرا إلي ان النظرة الدونية للعاملين بالنظافة تؤثر في أولادنا علي الرغم من أنه لا ذنب لهم في ذلك وفي نفس الوقت فنحن نقوم بتربيتهم تربية سليمة علي عكس بعض الفئات في المجتمع من الذين يتركون الحبل علي الغارب لأولادهم. ويضيف عندي5 أولاد ثلاثة منهم في تعليمه الجامعي والباقيان في الثانوية العامة والاعدادية.. ويؤكد أننا نعيش بستر ربنا خاصة أن مانتقاضاه لا يكفي فردا واحدا حيث كنا نتقاضي96 جنيها راتبا أساسيا و60 جنيها حوافز وبدل عدوي ومنذ نحو شهرين أصبحنا نتقاضي400 جنيه.. ويتساءل: هل تكفي هذه الجنيهات لفتح بيت مكون من زوج وزوجة فقط؟! ثم يتهمنا البعض بأننا نتسول!! ويشير ياسر الشرقاوي عامل نظافة إلي أنه يعمل منذ17 عاما في هذه المهنة ولولا أنه معين لتركها فورا نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي وصل فيها كيلو اللحم الي أكثر من50 جنيها مشيرا إلي أنه يمارس عملا آخر بجانب عمله في النظافة لكي يوفر لأولاده مصاريف الدراسة والدروس الخصوصية التي اشتعلت أسعارها خاصة هذا العام بسبب انفلونزا الخنازير وعدم ذهاب الأولاد الي المدارس بانتظام. ويضيف محمد منصور عامل نظافة: إننا نتعرض يوميا للاصابة بالعديد من الأمراض بسبب عدم توافر الأدوات والامكانيات التي تحمينا وتقينا من خطورة المخلفات والقمامة التي من كل شكل ولون وعلي الرغم من أننا معرضون للاصابة بالمرض في أي وقت فإن الخدمة الطبية ليست علي المستوي اللائق حيث نشتري كل الأدوية علي حسابنا. ويؤكد: الود ودنا أن يكون مظهرنا مناسبا إلا أن الإيد قصيرة رغم أن عين المسئولين بصيرة.. ويطالب بضرورة قيام وسائل الاعلام بتصحيح المفاهيم لدي المواطنين حيث ان كل مواطن أو موظف أو عامل يؤدي دوره في مجاله ولولا عمال النظافة أو الزبالين كما يسميهم البعض لأصيب الناس بالأمراض المختلفة نتيجة تراكم القمامة في كل ركن وكل شارع وحارة. في حين يشير عبدالله محمود حاصل علي دبلوم صناعي ويعمل في وظيفة عامل نظافة إلي أنه لم يعد يتم تعيين عمال جدد رغم خروج الكثيرين علي المعاش وأن عدم التعيين يترتب عليه عدم الاستقرار خاصة بعد أن وصلت يومية اي نفر في الزراعة حاليا الي50 و60 جنيها في الوقت الذي تصل فيه يومية عامل النظافة الي12 جنيها تقريبا, ويطالب بتعيين العمالة المؤقتة وتثبيتها حتي تشعر بالاستقرار ويكون ذلك حافزا لجذب عمال آخرين من أصحاب المؤهلات الذين لايجدون عملا. ويقول محمد عبدالباسط حاصل علي مؤهل متوسط ويعمل بالنظافة لماذا ينظر لنا المجتمع علي اننا زبالون في الوقت الذي يتم فيه تكريم عمال النظافة في دول أخري لأنهم الذين يحافظون علي الوجه الحضاري لأي بلد؟ ويضيف لقد قرأت علي النت أن الرئيس السوري بشار الأسد أقام مأدبة إفطار لعمال النظافة المتميزين في شهر رمضان الماضي تقديرا وتكريما لهم في أداء عملهم.. بل إنه طالب أجهزة الاعلام بتعميم ثقافة النظافة بشكل أكبر في المجتمع, ليحافظ المواطنون جميعا علي الصورة المشرقة لبلدهم خاصة ان النظافة مقياس لرقي الأمم وحضارتها, ويطالب عبد الباسط بضرورة تكريم المتميزين من عمال النظافة, مثلهم في ذلك مثل كل أصحاب المهن والحرف من الذين يتم تكريمهم في المناسبات, حتي يتم تغيير ثقافة المجتمع بالنسبة لعامل النظافة, وأن ابن الزبال مثله مثل ابن أي مواطن شريف علي أرض مصر. ويقول: لن نتقدم مادامت النظرة الرونية لبعض المهن موجودة, فالكل سواسية المهم أن يؤدي كل منا عمله بإخلاص, من جانبه, يؤكد أحمد زهير, رئيس جهاز النظافة بمركز ومدينة طنطا أن أهم المشكلات التي تواجه جهاز النظافة يتركز في: قلة العمالة, وعدم الإقبال علي العمل بالنظافة, رغم توفير مميزات: التأمين والاشتراك في المعاشات والتأمين الصحي, والأجر الاضافي بعد7 ساعات عمل, إلا أن الذين يعملون بعقود مؤقتة يطالبون بالتثبيت ليشعروا بالاستقرار. ويضيف المشكلة الثانية تتمثل في شركة النظافة المتعاقدة مع المحافظة, والتي لاتلتزم برفع المخلفات من المنازل مما يترتب عليه قيام المواطنين بإلقاء القمامة في الشوارع والأزقة. ويؤكد أنها السبب في تدني مستوي الأداء, رغم توقيع العديد من الغرامات والعقوبات عليها, حتي وصلت مخالفاتها في أحد الشهور إلي90 مخالفة, ويشير إلي أن المشكلة الثالثة تتمثل في المخلفات الصلبة الناتجة عن أعمال هدم المباني, ويطالب بضرورة توفير مساحات واسعة تستوعب هذه المخلفات, وإنشاء مصانع لاستغلالها والاستفادة منها, ويؤكد أن مشكلة المشاكل التي تواجه أي جهاز نظافة علي مستوي مصر كلها ترجع إلي سلوكيات المواطنين, ويقول: نحن في حاجة إلي توعية مستمرة بأهمية النظافة وضرورة تصحيح سلوكياتنا, من أجل الحفاظ علي صحتنا وصحة أولادنا.. لابد أن يعرف المواطن جيدا أنه بإلقائه كيس زبالة فإنما يلقي بكيس مملوء بالأمراض التي ستصيب أطفاله وجيرانه. ويطالب أحمد زهير رئيس جهاز النظافة بمركز ومدينة طنطا بضرورة التعاقد مع شركات نظافة تمتلك ضمانات كافية لتؤدي عملها علي الوجه الأكمل, لأن النظافة واجب قومي, ولابد أن يكون جهاز النظافة مزودا بالآلات والمعدات التي نمكنه من أداء عمله بكفاءة, كما يطالب بإنشاء كوادر ودرجات مالية ووظيفية لمن يعملون في هذه المهنة حتي تكون عنصر جذب, وليس عنصرا طاردا للعمالة. ويشير زهير إلي تجربة مدينة طنطا في القضاء علي القمامة, خاصة في النقاط الساخنة الأسواق العشوائية حيث تم إجراء عمليات إحلال وتجديد للجرارات والمقطورات القديمة, ووضع الحاويات الكبيرة في بداية السوق لإلقاء القمامة بها, ثم يقوم الجهاز بسحب أي حاوية ممتلئة بالقمامة ووضع أخري مكانها, مما كان له أكبر الأثر في القضاء أولا بأول علي قمامة الأسواق العشوائية.