أحمد كامل -عيون ع الفن: المر والرمان واحد من الأفلام المثيرة للجدل والذي استطاعت مخرجته نجوي النجار أن تقدم الواقع الفلسطيني بصورة درامية، لافتة نظر العالم إلي ما يجري على الأراضي الفلسطينية بأسلوب مميز ومختلف عن الكثير من الأعمال التي تناولت هذه القضية. وقد شهدت دور العرض المصرية عرض الفيلم الفلسطيني المر والرمان الذي أقيم له عرض خاص حرص موقع عيون ع الفن علي متابعته نظراً لأهمية الفيلم وما أحدثه من ردود فعل كبيرة. اقتصر العرض الخاص على مخرجة الفيلم في حين غاب الأبطال نظراً لأن معظمهم كان خارج مصر ولم يتمكنوا من الحضور، كما حضر لمتابعة الفيلم المخرج خالد يوسف والناقدان سمير فريد وطارق الشناوي، ومن الممثلين آسر ياسين وأروي. بدأ العرض متأخراً بدقائق عن موعده نظراً لانشغال المخرجة بالتسجيل مع بعض القنوات الفضائية مما أغضب الناقد سمير فريد الذي هدد بترك الفيلم مهاجماً كل القنوات الفضائية، مشيراً في حديثه الجانبي مع مخرجة العمل التي شعرت بالإحراج إلى أن هذه القنوات لا تهتم بالثقافة ولا بالأعمال القيمة وأن هدفها هو تحقيق الربح التجاري فقط. حضر آسر ياسين ودخل سريعاً إلي القاعة رافضاً التسجيل مع أي قناة فضائية كما رفض التقاط الصور الفوتوغرافية بعد الضجة التي أحدثها سمير فريد في القاعة. فور حضور المخرج خالد يوسف شعرت مخرجة العمل بسعادة بالغة ولم تصدق أنه حضر حيث كانت تسجل مع إحدي القنوات وطلبت من الريبورتر أن ينهي حديثه سريعاً حتى تقوم باستقبال المخرج خالد يوسف. وفي حديثها لعيون ع الفن أكدت مخرجة العمل أنها سعيدة جداً بعرض فيلمها بدور العرض المصرية وأعربت عن أمنياتها أن يحقق النجاح الجماهيري المنشود. وعن تقديمها لعمل سينمائي يعكس الواقع السياسي الفلسطيني بصيغة درامية قالت نجوي هذا سؤال مهم فقبل هذا العمل قدمت الكثير من الأفلام الوثائقية، وكانت تجربة المر والرمان مختلفة ومميزة حيث شعرت معها بقيمة كبيرة لأني أقدم عملاً ليس سياسياً خالصاً ولكنه عمل درامي فني يعكس حياة امرأة فلسطينية تعمل راقصة شعبية ويتم اعتقال زوجها من قبل سلطات الاحتلال فتواجه الكثير من المصاعب ولكن زوجها يحثها علي الاستمرار في عملها، حتي تلتقي قيس الذي يقع في حبها ولكنها ترفض هذه العلاقة رغم المشاعر التي تملكتها. وعن الهجوم الحاد الذي تعرض له الفيلم من قبل الأسري الفلسطينيين إضافة إلي بعض الفصائل الفلسطينية قالت النجار إن ما حدث أشعرها ببعض الأسي فأثناء عرض الفيلم بأحد المهرجانات قام أحد الصحفيين بمهاجمتها ومهاجمة الفيلم بقوله إنه يسئ للأسير الفلسطيني ولفلسطين وكتب مقالاً بهذا المعني استغلته قوات الاحتلال الإسرائيلية حيث قامت بقص المقال وتقديمه للأسري في السجون مما ولّد لديهم الكثير من مشاعر الغضب. وأضافت النجار أن عدداً من الفصائل الفلسطينية مثل حماس هاجمت الفيلم وطالبت بطردها من فلسطين مع أنهم لم يشاهدوا الفيلم إلا أنها كانت حريصة على دعوتهم لمشاهدة الفيلم قبل تكوين وجهة نظر خاطئة عنه كما دعت كل من يهاجم الفيلم لمشاهدته حتي يتعرف على هدفه والقضية المهمة التي يناقشها. وقالت النجار ما أسعدني وسط هذا الهجوم هو تفهم الشعب الفلسطيني للفيلم حيث وقف الكثيرون إلي جواري ولم يسارعوا بتكوين أحكام مسبقة لمجرد الاستماع لشائعات وقف الاحتلال وراء ترويجها كما أن الكثيرين شاهدوا الفيلم وأشادوا به. وأكدت النجار أنها تجري الكثير من المحاولات لعرض الفيلم في غزة بمساعدة إحدي الفتيات هناك وأضافت أنها تتمني أن يعرض فيلمها هناك حتي يتمكن الشعب الفلسطيني بأكمله من مشاهدته. كما أشارت النجار إلى أن الفيلم عرض في 60 مهرجاناً دولياً وأنه سيعرض على الأقل في 60 مهرجاناً آخر. من جهته أعرب المخرج خالد يوسف عن تفاؤله باتجاه دور العرض المصرية لتقديم فيلم فلسطيني لافتاً إلي أن الأجيال الحالية في حاجة ماسة للتعرف واكتشاف أنواع أخري من السينما غير المصرية والأمريكية حتى تنمو ثقافتهم بشكل سليم ودعا يوسف أصحاب دور العرض لتقديم أفلام أوروبية وأسبانية وغيرها. ورفض يوسف الهجوم الذي تعرض له فيلم المر والرمان مشيراً إلي أنه ليس من حق أحد مصادرة إبداع الآخرين مهما كان مستوى هذا الابداع. وعن الحكم التاريخي الذي حصل عليه لتصوير فيلم المشير والرئيس قال يوسف إن هذا الحكم بحق هو حكم تاريخي لأنه انتصار للإبداع وتأكيد على أن الفن الحقيقي يجب ألا يحاربه أحد أو يتدخل فيه. وأضاف خالد أنه لم يبدأ تصوير الفيلم بعد، إلا أن ذلك سيكون قريباً.