هل كان من الضرورى وضع علامة تعجب فى نهاية عنوان هذا المقال، نعم، فالأصل والبدهى والمنطقى أن تتاح لجمهور السينما فى كل الدول العربية مشاهدة كل الأفلام العربية، ولكن هذا لم يحدث أبداً منذ أن عرف العرب السينما. نعم، اليوم، ولأول مرة، وأكرر لأول مرة، يتاح لجمهور السينما فى مصر مشاهدة فيلم فلسطينى فى دور العرض، وعنوانه «المر والرمان»، وهو أول فيلم طويل لمخرجته نجوى نجار. وقد سبق عرض «الجنة الآن» إخراج هانى أبوأسعد، ولكنه فيلم هولندى لمخرج فلسطينى أما «المر والرمان» فهو فيلم فلسطينى لمخرجة فلسطينية. لا يزيد مجموع الأفلام الروائية الطويلة لصناع السينما الفلسطينيين سواء من الأفلام الفلسطينية أو من أفلام المهجر، التى بدأ إنتاجها منذ نحو 25 سنة على 25 فيلماً، بمتوسط فيلم كل سنة، ولكن الكثير من هذه الأفلام استطاعت بمستواها الفنى المرتفع، وتعبيرها عن قضية الشعب الفلسطينى بوعى يدرك أبعادها، أن تكون سلاحاً فى أيدى هذا الشعب للدفاع عن حقوقه، وصوتاً له فى مختلف دول العالم من خلال عرضها فى المهرجانات السينمائية الدولية، وخاصة أفلام المخرجين ميشيل خليفى ورشيد مشهراوى وهانى أبوأسعد وإيليا سليمان وأفلام الممثل محمد بكرى، والآن أيضاً أفلام المخرجتين أن مارى جاسر ونجوى نجار. «المر والرمان» فيلم واقعى جميل وعميق تدور أحداثه فى مدينة رام الله فى الزمن الحاضر عن حياة شاب وشابة يبدأ الفيلم بزواجهما، وبينما يعمل هو فى مزرعة الزيتون التى تملكها أسرته، تعمل هى راقصة فى فرقة للرقص الحديث.. وفى معادل درامى موضوعى لجوهر قضية فلسطين تصادر قوات الاحتلال الإسرائيلية مزرعة الأسرة، ويقبض على الشاب وهو يدافع عن أرضه بتهمة الاعتداء على أحد جنود قوات الاحتلال. وبينما هو فى السجن، تعانى الشابة من الحرمان العاطفى، وتقاوم غواية مدرب الفرقة، وتلجأ إلى محامية إسرائيلية تدافع عن حقوق الفلسطينيين لعل «القانون» الإسرائيلى ينصف الزوج الغائب، وينتهى الفيلم بعودته إلى أرضه، وإقامة العرض الراقص الذى تشترك فيه الزوجة، وعنوانه «المر والرمان». وللوهلة الأولى تبدو هذه النهاية «نهاية سعيدة» لواقع يخلو من أى سعادة، ولكن الصحيح أنها نهاية متفائلة بانتصار الحق على الباطل.. تحية إلى من صنعوا هذا الفيلم فى ظل الاحتلال، وإلى جابى خورى مدير شركة مصر العالمية التى توزعه فى مصر، وإلي كل من يدعم الفيلم ويذهب إلى السينما لمشاهدته. [email protected]