متظاهرون مختلفون في ملامحهم متشابهون في مطالبهم, لاتستطيع التفريق بين كبيرهم وصغيرهم, فجميعهم ابطال تشققت حناجرهم وهم يهتفون بإسقاط الانقلاب العسكري, كان بالامس القريب بينهم شهداء يهتفون بنفس مطالبهم, صعدت ارواح وهم يعبرون عن آرائهم لرفض الاطاحة بدولة القانون ويطالبون بعودة الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي. شهر من الصمود منذ بدء دخول المتظاهرين المؤيدين لشرعية الرئيس محمد مرسي بميدان نهضة مصر في اعتصام مفتوح دعما للشرعية وتمسكهم بالرئيس محمد مرسي واحقيته في إكمال فترته كما نص الدستور, وتحديدا منذ يوم الثلاثاء 2 يوليو 2013, وحتي يومنا هذا, يواصل المعتصمون نضالهم الثوري ضد قادة الانقلاب. ففي الوقت الذي كان يظن فيه قادة الانقلاب ان يوم العاشر من يوليو, والموافق اول ايام رمضان فرصة سانحة لكسر إرادة الشعب وإعلان نصرهم الواهم بنهاية الاعتصام, إلا أن المعتصمين طوعوا الشهر الكريم ليصبح شاهد عيان على اقوى طوفان بشري ثائر للتاكيد علي مطالبهم الشرعية في اعمال دولة القانون ورفض الانقلاب بمليونيات سلمية, تجدد مطالبهم ومنها مليونية "استراد الثورة, الزحف، الصمود, الاصرار, كسر الانقلاب , حق الشهيدة , عودة الشرعية , اسقاط الانقلاب , الفرقان , شهداء الانقلاب" والتي استطاعت إظهار ضآلة حجم قادة الانقلاب اما تلك الحشود فكان قرارهم ان يقابلوها بمجازر دموية في محاولة منهم لإرهاب المعتصمين. 23 يوليو (مذبحة الفجر) خمسة شهداء و43 مصابًا جريمة دبرتها ميلشيات السيسي برعاية قوات الامن علي معتصمي النهضة السلميين عقب مليونية عودة الشرعية فجر 23 يوليو, حيث قام عدد من البلطجية المأجورين بالاعتداء على المسيرة التي انطلقت من ميدان الجيزة باتجاه ميدان النهضة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، والرصاص الحي, ورغم وصول مدرعتين تابعتين للشرطة أثناء الاشتباكات، إلا انهما لم تقوما بتفريق البلطجية كما توقع المعتصمون!!! وأسفر هذا الهجوم الوحشي عن ارتقاء خمسة شهداء من المؤيدين للشرعية في ذمة الله متاثرين بجراحهم , وهم عبد الرازق، طلق نارى بالبطن (30 سنة–عامل)، إسلام محروس صابر (20 سنة–طالب) طلق نارى بالترقوة، محمد عبد الحميد (34 سنة–محام)، طلق نارى بالعين، عبد الدائم مخيمر (25 سنة–عامل )، طلق نارى بالصدر، الطفلة إسراء لطفي، طلق نارى بالرأس، حسام الدين محمد طه (مهندس معمارى ومقيم العمرانية) والذي تم التمثيل بجثته، وعبد الرحمن عبد الله (37 سنة– مدرس) , فضلا عن اصابة 43 شخصًا بإصابات خطيرة. نصب كمائن وكماشات للمسيرات السلمية ولم يكتف زعيم الانقلاب ووزير داخليته بتصفية المتعصمين بالميادين بزج البلطجية على فترات متتابعة لاماكن اعتصامهم, بل شنت قوات الشرطة والبلطجية الممولين من محمد أبو العينين القيادى بالوطنى المنحل حملات لملاحقتهم واعتراض المسيرات التي تطالب بالشرعية , بنصب كماشة " كمين " للمسيرة السلمية التي إنطلقت من ميدان النهضة يوم 19 يوليو في طريقها إلى المنيب أثناء مرورها بشارع البحر الأعظم بميدان الجيزة أمام قسم الشرطة إلى 100 مصاب, ومسيرة اخرى بنفس اليوم بشارع الهرم اسفرت عن وقوع عشرات المصابين. مظاهر الصمود ... أفلام وثائقية لفضح مجازر الانقلاب العسكري وفي أول رد على المجازر التي قام بها قادة الانقلاب قام الشباب بميدان النهضة بعرض أفلام تسجيلية تبين الانتهاكات التي تعرض لها مؤيدو الشرعية على ايدي قادة الانقلاب , لتوثيق الفيديوهات والصور بمجازر الانقلاب ومنها الحرس الجمهورى وأحداث رمسيس وبين السرايات والمنصورة لعرضها على شاشات كبيرة "داتا شو" عند مدخل ميدان كوبري الجامعة وشاشة اخرى عند مدخل ميدان الجيزة واستخدامها لمتابعة اهم الاخبار للقنوات التى تبث الاعتصامات الخاصة بمؤيدى مرسى مثل الجزيرة والقدس واليرموك. كما دشن شباب الإخوان بالاشتراك مع شباب التيارات الإسلامية والوطنية المتواجدة في الاعتصام دورات رمضانية تضمنت العاب كرة قدم, ومسابقات ثقافية, ومسابقات لتكريم حفظة القرآن الكريم. وبين أوراقه وأقلامه نجده جالسا عند رصيف مدخل بين السرايات الفنان " شعبان جودة " يطوع موهبته في كتابة الشعارات واللافتات بميدان النهضة المناهضة لحكم طغاة الانقلاب, وتعددت كتاباته ما بين لافتات غاضبة ثائرة ملئية بالتوعد , واخري تستبشر بالنصر , واكثرها ساخرة ومنها " عدلي منصور طرطور , البرادعي مآجور , السيسي صرصور " " اديك تفويض لما الديك يبيض !! " يوميات معتصم حول المنصة يلتف المعتصمون كل صباح عقب صلاة الفجر وقراءة الاذكار , ليبدأوا يومهم بمسيرة هتافية ضد الانقلاب تجوب ارجاء الميدان, ثم تبدأ المنصة في قراءة نشرة الصباح, ويعقبها حملة نظافة يقودها المعتصمون بتنظيف محيط الاعتصام، وإزالة المخلفات , وقبل أداء صلاة الظهر يقوم المعتصمون بعمل تمرينات جماعية. ويقسم المعتصمون انفسهم لاربعة فرق, فريق (لجان التامين) ومهمته تامين الميدان من كافة المداخل وبتفتيش الواردين علي الاعتصام والتاكد من خلو الاعتصام من اي بلطجية او مثيري الشغب, وفريق حول المنصة لتنظيم الالاف من الموجودين امام المنصة ويتزايد في ايام المليونيات, وفريق لإعداد وتوزيع الواجبات على الصائمين قبل أذان المغرب, وفريق لعمل حلقات لختم القرآن وتتبادل مهام كل فريق بشكل يومي. وبعد الانتهاء من صلاة التراويح يقوم المعتصمون بتنظيم مسيرات ليلية تجوب شوارع محافظة الجيزة لتعريف الجماهير بمخاطر الانقلاب العسكري وضحاياه, ثم يعودون للميدان مرة أخرى لاستئناف اعتصامهم , واداء صلاة التهجد والتجهيز للسحور والدعاء حتي اذان الفجر , ليشرق صباح يوم آخر, يحمل معه اسماء لمصابين وشهداء جدد. نساء ولكن.. وفيما يخص المشاركة النسائية فقد تجلت في أبهى صورها بميدان النهضة, حيث وقفن كتفا إلى كتف بجوار الرجال يشاركونهم نضالهم في الدفاع الشرعية واسترداد الحرية التي اغتصبها قادة الانقلاب, فقمن بإعداد الواجبات والعصائر وإطعام الصائمين بالميدان . وتطوع الكثير منهن في المستشفى الميداني لمساعدة طاقم العمل الذي يضم ما يزيد على 60 طبيبا متطوعا لإسعاف المصابين والجرحى, كما نظمن العديد من المسيرات النسائية لمديرية امن الجيزة للمطالبة بتطهير وزارة الداخلية من قتلة مذبحة الفجر, ومسيرات اخرى للمركز القومي لحقوق الإنسان للمطالبة بتوثيق جرائم الانقلاب العسكري. كما شاركن الرجال بلجان التأمين لتفتيش السيدات, وبمجموعات رشاش المياه والتي ابتكرها مجموعة من الشباب يحملون على ظهورهم أجولة خاصة برش المبيدات، لكنهم استعاضوا عنها بمياه مضاف إليها ماء ورد، ويقومون بالطواف بها في أرجاء الميدان، ورشها على المتظاهرين للتلطيف من حدة الحرارة.