الأستاذ الفاضل، المشكلة التى أعرضها فى رسالتى تتعلق بصديقة لى تجعلنى حائرة فى تحديد طريقتى فى التعامل معها فمشكلتها تتلخص فى أنه رغم أن الله عز وجل من عليها أنعم عليها بصفات حميدة إلا أن عصبيتها واندفاعها كادتا تخفى هذه الصفات بل إنها تسببت فى وجود مشاكل عديدة لها مع كل المحيطين بها من الأقارب والأصدقاء، ما أريد أن أوضحه هو أن هذه الصديقة عانت من ظروف قاسية فى حياتها الشخصية بعد وفاة والدها حيث تزوجت من إنسان يكبرها لتأخر زواجها نتيجة سحر قامت به زوجة أخيها بسبب زواج الأخ بأخرى فضلا عن رسوبها المتكرر فى الكلية رغم تفوقها ورغم مداومتها على الاستذكار ورغم مواظبتها على صلاة الفجر وحفظ القرآن ولكن منذ سنة تقريبا تبدلت أوضاعها وازدادت فى عصبيتها فسؤالى الآن: كيف أساعد صديقتى للتخلص من غضبها السريع وكراهيتها المتزايدة للناس؟ يجيب عن هذه الاستشارة، الشيخ محمود القلعاوى، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، فيقول: أختى الكريمة.. أهلا وسهلا بك على صفحات جريدتنا نلتقى ونتناصح فى الله ولله.، بداية لابد أن أقدر حرصك على صديقتك وحبك لها، تقبل الله منكما وجعل ذلك فى موازين حسناتكما، وجمع بينكما فى الخير دائما. حقيقة مشكلة صديقتك تحتاج منك جهدا كبيرا فمن الواضح أن صديقتك نالت قسطا من قسوة فى بيئة قاسية لا تعرف التعبير عن المشاعر، لا تعرف كلمة الحب، ترى التعبير عن المشاعر لا قيمة له، بل قد يكون عيبا وخطأ وهذا واضح بجلاء فى رسالتك، وهذا -أختى الكريمة- يستوجب عليك أن تتحركى فى علاج صديقتك. أختى الكريمة، علاج صديقتك يبدأ بأن تزرعى الحب فى قلبها وأن تشعريها بحلاوة الحب وأن تغرسى بداخلها قيمة الحب، لتجعليها تشعر بدفء وحلاوة وجمال مشاعر الحب بين الأصحاب والأحباب التى أظنها لم ترها فى بيتها الذى تربت ونشأت فيه، بقدر نجاحك فى إيصال مثل هذه المشاعر لقلبها بقدر نجاحك فى علاجها. أختى الكريمة، هيا بنا إلى نصائح وخطوات نسير عليها أسأل الله أن تكون علاجا ناجحا لمشكلتها: - أكثرى من الدعاء لربك، أن يهدى صديقتك، وأن يرقق قلبها وأن يطرد القسوة من قلبها. - لابد من الصبر فى العلاج.، فصديقتك تربت وترعرعت على هذه الحالة ومحاولة التغيير يحتاج لجهد كبير منك. - أكثرى من تعبيرك لحبك لها مهما بدا منها التجاهل وعدم الرد من طرفها ولكن داومى على ذلك. - أشعريها بحلاوة ودفء أجواء الصحبة من خلال حديثك لها بكلماتك الرقيقة. - أرسلى لها هدية بأى طريقة كانت، فالهدية طريق الحب: " تهادوا تحابوا". - مهما كانت طريقتها فى الرد عليك فلابد أن تستمرى فى طريقك ولا تيأسى من الإصلاح والباب مفتوح لكل فكرة تخرج صديقتك مما هى فيه.. أسأل الله أن يفرج كربك وييسر لك أمرك ويهدى لك صديقتك.، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.