أثار صاروخ أطلقه الحوثيون فى اليمن على مطار بن جوريون فى دولة الاحتلال حالة غير مسبوقة من الرعب بين الصهاينة، وفى هذا السياق أعلنت حكومة الاحتلال عن إلغاء اجتماع الكابينت الأمني والسياسي حول توسيع العملية العسكرية في غزة كما تم تأجيل زيارة الرئيس القبرصى بعد إغلاق مطار بن جوريون أمام الإقلاع والهبوط. فى المقابل قرر عدد من شركات الطيران الأجنبية تعليق أو إلغاء رحلاتها الجوية إلى دولة الاحتلال، بعد سقوط الصاروخ ما أثار مخاوف أمنية واسعة في الأوساط الدولية.
شركات الطيران وقالت مصادر إعلامية صهيونية ان شركات طيران سويسرية وأسترالية طلبت توضيحات من سلطات الاحتلال بشأن الوضع الأمني في مطار بن جوريون، عقب الحادث الذي تسبب في وقف كامل لحركة الإقلاع والهبوط داخل المطار الحيوي الواقع في تل أبيب. وفي خطوة احترازية، أعلنت شركتا الطيران السويسرية والأسترالية عن إلغاء رحلاتهما المقررة إلى دولة الاحتلال في حين أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية، وهي من أكبر شركات الطيران الأوروبية، تعليق رحلاتها إلى تل أبيب اليوم. كما أكدت كل من سويسرا والنمسا عزمهما إلغاء الرحلات الجوية المتجهة إلى دولة الاحتلال خلال الساعات المقبلة، في ظل استمرار حالة التأهب الأمني وغياب ضمانات كافية لسلامة الطائرات والمطارات. وتخشى شركات الطيران الدولية من تكرار استهداف البنية التحتية المدنية، وهو ما قد يؤثر على ثقة المسافرين ويعيد إلى الأذهان أزمات أمنية سابقة تسببت في عزل دولة الاحتلال جويًا لعدة أيام. "ثاد" و"حيتس" كان جيش الاحتلال الصهيونى قد أعلن أنه تلقى تقارير عن سقوط مقذوف في وسط دولة الاحتلال، مشيرا إلى أنه رصد صاروخًا أُطلق من اليمن. واعترف جيش الاحتلال بأن منظومتي الدفاع الجوي "ثاد" الأمريكية و"حيتس" الصهيونية فشلتا في اعتراض الصاروخ في تطور لافت على صعيد المواجهة مع الحوثيين . وقال إن القوات الصهيونية تعكف حاليًا على تقييم الأضرار المادية الناتجة عن الهجوم، وتحديد مسار الصاروخ وكيفية اختراقه منظومة الدفاع الجوي، في ظل ما وصفه مراقبون ب "إخفاق أمني" أمام تطور القدرات الصاروخية القادمة من مناطق بعيدة مثل اليمن. وأكدت مصادر عسكرية صهيونية سقوط مقذوف في وسط البلاد بعد سلسلة من محاولات الاعتراض التي لم تُكلل بالنجاح. وكشفت المصادر أن الصاروخ سقط وسط مطار بن جوريون بعد تجاوزه 4 طبقات للدفاع الجوي وأسفر عن انفجار في المطار أحدث حفرة بعمق 25 متراً. فيما أعلنت هيئة الإسعاف الصهيونية،عن إصابة 8 أشخاص إثر سقوط الصاروخ وأكدت الهيئة أن أحد المصابين في حالة متوسطة، بينما تتراوح حالات المصابين الآخرين بين طفيفة إلى متوسطة. وقال يسرائيل كاتس، وزير دفاع الاحتلال، إن تل أبيب ستُوجه ضربةً وصفها ب"القاسية" للحوثيين في اليمن. وأضاف:سنُواجه أي قصف على إسرائيل بأضعاف مضاعفة وفق تعبيره.
تطور استراتيجي من جانبه أكد خبير الشئون الإسرائيلية أحمد شديد أن سقوط صاروخ يمني في محيط مطار بن جوريون يمثل تطورًا استراتيجيًا خطيرًا، يعكس تحولًا نوعيًا في قدرات جماعة أنصار الله وتراجعًا ملموسًا في أداء منظومات الدفاع الجوي الصهيونية والأمريكية على حد سواء. وقال "شديد"، فى تصريحات صحفية إن دولة الاحتلال رصدت الصاروخ منذ لحظة انطلاقه من الأجواء اليمنية، أي قبل حوالي 10 دقائق من وصوله، وفعّلت صافرات الإنذار قبل 3 إلى 4 دقائق من سقوطه، وهو ما يعني أن هناك وقتًا كافيًا للتعامل معه، إلا أن الصاروخ "تملص" من الدفاعات الجوية ولم يتم اعتراضه. وأشار إلى أن منظومة "ثاد" الأمريكية، ومنظومة "حتس 3" الإسرائيلية، فشلتا في إسقاط الصاروخ، رغم كونهما مصممتين للتعامل مع التهديدات الباليستية بعيدة المدى. ضربة في العمق وأضاف "شديد" أن وصول الصاروخ إلى منطقة مدرج مطار بن جوريون يضرب السيادة الصهيوينة في عمقها، مؤكدا أن الحماية التي يتمتع بها مطار بن جوريون تشبه الحماية التي تحيط بمفاعل ديمونة النووي. وأوضح، أن موقع سقوط الصاروخ كان على مسافة قريبة جدًا من محطة كهرباء ضخمة، ولو أصابتها القذيفة، لكان حجم الضرر أكبر بكثير على المستوى الجغرافي والديمغرافي. وأكد "شديد" أن الحدث يحمل دلالات عسكرية خطيرة، ويضع دولة الاحتلال والولايات المتحدة أمام معادلة جديدة، حيث أصبح اليمن قادرًا على ضرب أهداف استراتيجية داخل العمق الصهيوني، مشيرًا إلى أن الأداء الدفاعي الصهيوني يشهد تراجعًا ملحوظًا رغم التطور التكنولوجي.