أكد الخبير القانوني د.السيد أبو الخير –أستاذ القانون الدولي- أن نجاح المقاطعة وضعف نسب المشاركة بالطبع يثبت العزلة الدولية على الانقلاب وينزع عنه أي اعتراف دولي أو شرعنة يستهدفها، فأنصار الشرعية ورافضو الانقلاب هم من دعوا للمقاطعة لما أسموه "انتخابات الدم" فاستجاب الشعب، إذن الشعب ليس مع قادة الانقلاب، ويشكل نجاح المقاطعة أكبر فضيحة للانقلابيين وتناولتها بقوة صحف إعلامية غربية، مما أفقد الانقلابيون سيطرتهم على عقولهم وأصابتهم بحالة هلع ورعب واضحة في أوساط ومعسكر الانقلاب، لأن المشهد معناه سقوطه. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أن الغرب علم بعد هذه المقاطعة الواسعة أن "السيسي" ليس معه الشعب، وفشل "السيسي" في ترويضه، والغرب يخاف على مصالحه المتمثلة في أمن إسرائيل وقناة السويس، وعلم أن الشعب ما زال القرار بيده، و"السيسي" فشل في إعادته لحظيرة العسكر.
استحالة الاستئصال ونبه "أبو الخير" إلى أن العلاقات الدولية للغرب تقوم على فكرة الصراع، وأهم آلياته القوة، وأدرك الغرب فشل الانقلاب وأن القوة بيد الشارع المصري، وأنه لا يمكن استبعاد التيار الإسلامي وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين من الحكم بالقوة، ومن العملية السياسية، وأدرك الغرب شيئين أن الشعب لم يعد يقبل بحكم المؤسسة العسكرية وأنه لا يمكن استئصال واستبعاد التيار الإسلامي لأن ذلك سيؤدي لعدم الاستقرار السياسي وأدرك أيضا أنه "من حضر العفريت يصرفه". ورصد "أبو الخير" حالة هلع ورعب لدى الانقلابيين بسبب انخفاض نسب المشاركة، مشيرا إلى وجود ارتباك وخوف واضح على قائد الانقلاب وهو يتابع الانتخابات بالغرفة وأن الشعب "كسفه".
أرقام مفبركة وحذر "أبو الخير" من أن إعلام الانقلاب سيروج لأرقام مفبركة منها الزعم بمشاركة 25 مليونا، لأن إعلامي السلطة يخافون على رقابهم بعد سقوط الانقلاب، بعد تجلي حقيقة التأييد الشعبي للشرعية، وتجلي حقيقة أن كل من شارك في انتخابات 2012 سواء صوت لشفيق أو الرئيس مرسي خرج وقاطع ليدافع عن صوته وحريته وليس عن الإخوان أو تيار أو حزب، فالجماهير أدركت أن سبب الفساد المؤسسة العسكرية، والشعب لن يقبل سواء تيار إسلامي أو معارضة وقوى رافضة للانقلاب بحكم المؤسسة العسكرية ونخبها الفاسدة.
وأشار "أستاذ القانون الدولي" إلى أن الاتحاد الأوروبي أول من صدمته نسب المشاركة المتدنية، واتضح للعالم أن الانقلاب فشل والشعب مع الشرعية كاملة عودة الرئيس مرسي ودستور 2012، فالغرب لا يضحك على نفسه بل على شعوب العالم الثالث، وأوروبا وأمريكا أدركوا أن الشعب بيده القوة ويستطيع تهديد مصالح أمريكا وأمن إسرائيل. وشدد "أبو الخير" على أنه لو سقط الانقلاب بإرادة الشعب ستفقد هذه المؤسسة العسكرية كافة نفوذها لمائة سنة. ورصد "أبو الخير" أن المقاطعة أظهرت أن أصوات النصارى ليست حاسمة وأن أمر الشارع بيد التيارات الإسلامية، وأن تصاعد نفوذ الكنيسة والامتيازات التي أخذتها سرقة لمكتسبات ليست من حقها. ويرى "أبو الخير" أن الانقلابيين فوجئوا بأن الشارع ليس معهم فصدموا صدمة عنيفة، وهم يعلمون جيدا أن الانتخابات ستزور وسيقال أن زورا أن من شاركوا 25 مليون ناخب، لكن الحقيقة أن القاعدة الشعبية العريضة والشارع وقيادته بيد تيار الإسلام السياسي والإخوان والشباب الثائر وهذا خطر على الانقلابيين. فكافة أطياف الشباب قاطعت الانتخابات سواء المنتمين للتيار العلماني أو تيار الإسلام السياسي كلهم قاطعوا.
أبواب تزوير الانتخابات وبشأن قرار اللجنة العليا للانتخابات الهزلية بمد التصويت لليوم الثالث قال "أبو الخير" إن اللجنة نفسها أصدرت بيان بأن الوافدين أصواتهم لا تزيد عن نصف مليون، وإعلام الانقلاب هاجمها لأن قضية الوافدين هي باب لتزوير الانتخابات. مشيرا إلى أنه بعد يومين وضعف الإقبال لا مبرر للمد يوم ثالث فالمد بحالة الإقبال المتزايد، ولذا المد إجراء غير قانوني ولا يجوز المد وهو مخالفة مما يؤكد أن الانتخابات سوف تزور. وحذر "أبو الخير" من أن المندوبين للمرشحين تركوا حماية الصناديق في المبيت وباتت في حضن الجيش والعسكر والشرطة مما يعد أول بداية للتزوير، فمفترض أن تبيت مع مندوبيهم، مما يدل أن صباحي يدرك أنه محلل وكومبارس فقط، ولو أن هناك ذكاء لعلم أن عزوف المرشحين عن الترشح مؤشر أن الشعب سيعزف عن المشاركة.