جابر: إزيك يا إسلام؟ إسلام: أهلاً.. إنت جيت ورايا؟! جابر: أنا كنت جاى قبلك بس استنيتك نيجى سوا. إسلام: عايز منى إيه.. مش كفاية اللى عملتوه فيا؟ جابر: مالك يا إسلام؟ والله ما عملت حاجة. إسلام: انت مش قبل ما تنزل كنت قايل انك رايح تهاجم مقرات الإخوان؟ أهو انا مُت بقى فى المقرات دى. جابر: لا يا عم أنا مت فى محمد محمود وانا باهتف ضد الداخلية «مش عيب تظن فىّ كده»؟ إسلام: ماشى يا عم.. الله يسامحك! جابر: انت ناسى ولاّ إيه يا إسلام انى ميّت على إيدين الداخلية اللى بيحكمها مرسى بتاعكم. إسلام: مرسى بتاعنا ما بيحكمش الداخلية وده سبب المشاكل، لو كان مسيطر عليهم ماكانش لا انا ولا انت متنا. جابر: صح يا صاحبى.. يللا بينا عشان مانتأخرش. الحوار تخيلى جمع بين شهيدين لم يجمعهما الواقع، ولا موقفهما السياسى، وشاءت أقدارهما أن يجمعهما الموت بفارق ثوانٍ. المشهد منقسم، والجريمة تفقد ركناً مهماً من أركانها: «من القاتل؟» السؤال الذى تبارى الجميع فى الإجابة عنه، فالاتهام جاهز على صفحات الإخوان من جهة تتهم بلطجية التيار الشعبى والفلول، وعلى الجهة الأخرى تحول مقتل جيكا على يد الداخلية إلى هجوم شديد اللهجة على نظام الإخوان المستقوى بالداخلية على الشعب وهو ما تصفه د. نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع السياسى، بالمشهد الفوضوى مختل المعايير: «إحنا مش عارفين اللى بيحصل ده لصالح مين، الطرفين غلطانين وماحدش عايز يعترف بالخطأ».. لا تجد أستاذة علم الاجتماع السياسى ما تصف به الشهيدين سوى أنهما «أطفال وغُرر بهما»، حسب قولها.