مش عارف إيه اللي جرى للوليه مراتي اللي اسمها سنيه.. من ساعة ما بقوا يعملوا مظاهرات التحرير وهي نازله زن على نافوخي كل أسبوع بصوت زي زمارة القطر.." تعمل حسابك يوم الجمعة تنزلني التحرير..فاهم ولا لأااااااا"..أرد عليها بكل هدوء "يا سنيه حرام عليكي.. أنا من ساعة ما اتجوزتك ما شفتش راحه في يوم الجمعه.. بقالي 17 سنه يوم الجمعه هو يوم التنضيف الرسمي.. مره جمعة الغسيل.. ومره جمعة التنفيض.. ومره جمعة الفنيك.. دلوقتي لما آجي ارتاح.. تقولي لي عاوزه انزل التحرير!!" قال يعني مناضلة! كل اللي قلته ده وبرضه مفيش فايده.. بعدها بيوم تعيد تاني الاسطوانه المشروخة "عاوزه انزل التحرير"..أنا مش فاهم إيه اللي جرالها.. تكونش فاكره نفسها مناضله!!.. كل أسبوع بقيت اطلع لها بحجه مختلفه.. مره تعبان.. ومره مش قادر.. ومره أخوفها واقول لها إن الشرطة العسكرية هتلم الناس كلها اللي في التحرير..ألاقيها ترد عليا وتقول لي.."يلمونا ليه.. احنا ناس مسالمين ونازلين نعبر عن رأينا".. رحت رادد عليها.."ماهو انتي يا سنيه ما تآخذينيش شكلك يدي على بلطجية الحزب الوطني.. يعني مش هيمسكونا وبس.. دول يمكن يهرونا ضرب!!!" أنا قلت كده ولقيت سنيه بقت زي الفيل الهايج وفضلت تجري ورايا جوه الشقة 3 ساعات.. وبقينا عاملين زي "توم" و"جيري" بالظبط.. بس الفرق الوحيد ان "جيري" الفار كان بيعمل عمايل في "توم" القط.. لكن أنا وسنيه العكس.. كل ضرباتها بتيجي فيا.. والحاجه الوحيده اللي بقدر اعملها اني أصرخ!! مفيش كام يوم ورجعت ريما لعادتها القديمه.. رحت واخد حبايه من حبوب الشجاعه وبالعها بشوية ميه ونافش ريشي وقايل بصوت جهوري— وانا قاعد تحت الكرسي بتاع ترابيزة السفرة— " الا قوليلي يا سنيه..إيه حكاية التحرير معاكي؟؟".. راحت قايله بكل بساطة "مفيش..نفسي اتصور مع دبابه أو مدرعة من بتوع الجيش.. كل صاحباتي اتصوروا..اشمعنى انا؟؟"..رحت قايل في عقل بالي.." قولي كده م الأول.. وانا اللي كنت فاكرك مناضلة يا زمارة القطر".. قامت صارخة فيا صرخة طيرت الترابيزه والكرسي " بتبرطم بتقول ايه يا منيل؟".. رحت رادد عليها لما لقيت الترابيزه طارت "حاضر حاضر يا حبيبتي"!! دبابة.. تصوروا جينا يوم الجمعة رحنا نازلين التحرير وكنت لابس قميص وبنطلون بيج.. وكل اللي يشوفني يفتكرني عسكري والغريبه اننا أول ما حطينا رجلينا في الميدان.. لقيت بنات زي الشربات جم جنب "سنيه" وادوني الكاميرا وقالولي "ممكن تصورنا معاها يا أستاذ"!!! مفيش دقيقتين لقيت مجموعه من الشباب أول ما شافونا عملوا نفس الحكاية وبرضه.."ممكن تصورنا"!! قلت في عقل بالي.." يخرب بيت سنينك يا سنيه.. واضح انك مناضلة وانا مش واخد بالي".. يدوب بعد ساعة من نزولنا التحرير كان 90% من اللي في الميدان اتصوروا مع سنيه..وطبعا هي كانت فرحانه وعماله تبص لي من تحت لتحت وتطلع لسانها!!..وياريتها جت ع المصريين بس..حتى الأجانب اللي كانوا بيزوروا التحرير عملوا نفس الحكايه. فضلت مش فاهم حاجة لغاية ما جه واحد الله يكرمه ويرحمه فهمني الحكايه بعد ما ابنه طلب يتصور جنب سنيه!!..لسه فاكر آخر كلمة قالهالي المسكين لما سألته عن سر الموضوع ده..راح رادد عليا قدام سنيه وقايل" أبداً يا أستاذ..الواد ابني كان نفسه يتصور جنب الدبابه.. وكل ما اسأل حد في التحرير يقولي فيه دبابه واقفه هناك أهي وجنبها عسكري غلبان!!" بقلم: عمرو عكاشة ------------------------------------------------------------------------ عاشق الدبابه!! من ساعة الدبابه ما جرشت على أول الشارع وانا صدري انشرح.. مش عارفه ليه باتبسط لما ابص عليها في الرايحه والجايه.. وواضح انه مش انا وحدي اللي عجباني الحكايه دي.. كل واحد يمر جنب الدبابه لازم يعمل لها باي باي.. وشويه شويه والدبابه بقت حاجة أساسية في حياتنا.. لدرجة إني حاسه ان ممكن يجي لنا اكتئاب لو ملقناش دبابه حوالينا.. خدوا عندكم مثلا.. لما أم نجيب حبت تهني جارتنا قالت لها: "ربنا يكرم ابنك يا رب واشوفه راكب دبابه قد الدنيا".. ولما مسعود بيه دخل قافيه مع واحد رزل قال له: "بقولك ايه.. لو متعدلتش وديني لافرمك تحت اتخنها دبابه". ده غير ان كل يوم الاقي الناس متجمعة تتصور مع الدبابه.. وانا هاتجنن واتصور معاها.. بس مكسوفه اروح لوحدي.. وقلت في عقل بالي مفيش قدامي غير المحروس جوزي اللي أكيد في الطراوه.. ده مش بعيد يكون مخدش باله ان فيه دبابه راكنه أصلا.. حاولت اجيب قراره فاستعبطت وقلت له: " تخيل..أنا مكنتش عارفه إن الدبابه كبيره أوي كده".. راح رادد بتلقائيه: "عادي.. ده بس لأنك هبله".. بلعتها وضحكت على إنه بيهزر: " لأ بتكلم جد..انت وقفت جنبها؟.. طب جربت تركن العربيه جنبها.. هتتخض!!"..راح رادد بنرفزه: " ريحي نفسك ياختي.. الدبابه النبي حارسها واخده مكان تلات عربيات لما خلاص هاطلع من هدومي وانا كل يوم ادوخ عشان الاقي لي ركنه". حاولت برضه اركز في هدفي وميهمنيش من اللي بيقوله: " دي حاجه مؤقته.. وحاجه تاريخيه.. لدرجة الناس هي وولادها بيتصورا معاها.. أصلك متعرفش الحكايه دي ممكن تتكرر تاني ولا لأ".. لقيته ولا الهوا ولا بيرد.. رحت مكمله: "عندك جيرانا كلهم معلقين الصور مع الدبابه في الصالة.. وابن الست مبروكه وابن أخوه طابعين الصور على التي شيرتات اللي لابسينها.. وزمايلي في الشغل كلهم حطوا صورهم مع الدبابه على المكتب قدامهم.. تخيل احنا الوحيدين اللي متصورناش معاها.. عارف ده معناه إيه؟".. حسيت وشه بدأ يجيب ألوان وهو بيقول: "معناه انكم ناس تافهة ومحدثين نعمه.. أنا فاهم حركاتك كويس يا وليه.. صور مع الدبابه مش هاتصور..ارتحتي". أقرب طريق قلت في عقل بالي الطريق للمحروس بطنه.. وبقيت اتوصى بيه في الأكل شويتين.. يعني اجيب له طبق رز بلبن لغاية عنده.. وطبعا أول ما يشوفه يسيبه على طول من اللي في إيديه وما يركزش الا فيه..ألاقيها فرصه واقوله بدلع: "هيا صوره واحده بس.. هانروح لأول الشارع نتصور ونرجع صد رد".. يلهف الرز بلبن ويلحس الطبق ببقه وشويه بصباعه لغاية ما يخليه فله ويروح متكرع وقايل: " العبي غيرها يا وليه.. مش عشان حتة طبق رز بلبن ميشبعش هاهزأ نفسي على آخر الزمن واتصور جنب دبابه". قلت اديها زن.. مادام الذوق منفعش.. بقيت كل يوم أصبحه وأمسيه بنفس الموشح: " هما الناس أحسن مني في إيه عشان يتصورا مع الدبابه وانا لأ".."هو انت فاكر نفسك مين عشان تتحكم فيا كده.. أنا هاتصور مع الدبابه يعني هاتصور مع الدبابه".. يروح رادد عليا وصوته جايب لآخر الشارع: " تتصوري مع مين ياختي..متنشريها كمان.. أهو ده اللي ناقص.. الوليه عايزه تتصور ومع مين.. دبابه.. هاأو.. ده بعدك" بصراحه مايئستش.. قلت في عقل بالي مفيش قدامي غير إني احطه قدام الأمر الواقع.. جهزت الكاميرا وقعدت اراقبه من الشباك.. وأول ما شفته بيركن العربية جريت على تحت واستنيت قرب الدبابه.. وأول ما المحروس شافني فاجأته وقلت له بعلو حسي عشان احرجه: " ياللا نتصور مع الدبابه".. بس الغريبه اني لقيت العساكر أول ما شافونا جالهم حالة هلع ونطوا ورا بعض ودخلوا من فتحة الدبابه وهما بيصرخوا وبيقولوا: "يانهار اسود..رجع بدري ليه ده".. وقبل ما انطق.. كان فيه عسكري يا حرام نسيوه بره ملحقش ينط وراهم فقربت منه لقيته بيعيط وهو باصص ع المحروس وبيقول: "حرام عليك.. انت ايه.. معندكش قلب.. معندكش عيال.. مكفاكش 3000 صوره لغاية دلوقتي!!" بقلم: رانيا صالح