إيران تبدأ رابع موجة من هجومها الصاروخي على إسرائيل    الطوارئ الإسرائيلية: أكثر من 70 إصابة جراء ضربات الصواريخ الإيرانية منذ بدايتها    أشرف داري ل«المصري اليوم»: درسنا إنتر ميامي ونعرف ميسي جيدا (فيديو)    بالفيديو ..تامر حسني لجمهور الكويت : هتقوني علشان اغني ..انتوا عارفين الظروف    كأس العالم للأندية، موعد مباراة بوكا جونيورز ضد بنفيكا والقنوات الناقلة    علقة موت لمدرب كمال أجسام تعدى جنسيا على طفلين بالفيوم    تعرف على أسماء وأماكن لجان الثانوية العامة 2025 بمحافظة الشرقية    مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إسرائيل دمرت الجزء الموجود فوق سطح الأرض من منشأة نووية إيرانية رئيسية    واقعة ياسين تتكرر.. والدة طفل تتهم مدرب كاراتيه بهتك عرض نجلها بالفيوم    قناة مفتوحة لنقل مباراة الأهلي وانتر ميامى في كأس العالم للأندية    الآن.. موعد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس وخطوات الاستعلام الرسمي    معاذ: جماهير الزمالك كلمة السر في التتويج ب كأس مصر    فرنسا تحذر مواطنيها من السفر إلى الشرق الأوسط    مندوب أميركا أمام الأمم المتحدة: نسعى لحل دبلوماسي يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي    إنفانتينو: بطولة كأس العالم للأندية ستكون لحظة تاريخية فى كرة القدم    حدث منتصف الليل| خطة الحكومة لتأمين الغاز والكهرباء.. وهبوط 5 رحلات اضطراريا بمطار شرم الشيخ    مؤتمر أخبار اليوم العقاري.. «رواد القطاع العقاري يضعون خارطة طريق لمستقبل الصناعة»    اعرف رد محافظ الإسكندرية على جزار يبيع كيلو اللحمة ب700 جنيه.. فيديو وصور    رئيس جامعة سوهاج في ضيافة شيخ الأزهر بساحة آل الطيب    ريبيرو يوجه رسالة حاسمة بشأن مراقبة ميسي.. ويشعل حماس لاعبي الأهلي «فيديو»    كوكا: من الصعب إيقاف ميسي.. ولن ألعب في مصر لغير الأهلي    ميسي يتوعد: كأس العالم للأندية فرصة لصناعة التاريخ مع إنتر ميامي    الدبيكي: إعتماد إتفاقية «المخاطر البيولوجية» إنتصار تاريخي لحماية العمال    هل تتأثر قناة السويس بالصراع الإسرائيلي الإيراني؟.. الحكومة ترد    الأزهر يدين العدوان الصهيوني على إيران ويطالب بوقف الانتهاكات الصهيونية بحق دول المنطقة    الجنح تسدل الستار في قضية انفجار خط الغاز.. اليوم    مصرع فتاة سقطت من الطابق السادس بسوهاج    قبل وفاته مع «حذيفة».. «محمود» يروي لحظات الرعب والانفجار ب خط غاز طريق الواحات: «عينيا اسودّت والعربية ولّعت»    ضبط عاطل وراء إشعال النار بشقة والده في الطالبية    الكويت تدعو مواطنيها فى مناطق التوتر بتوخى الحذر والمغادرة حال سماح الظروف    مراسل برنامج الحكاية: فوجئنا بوجود أجانب على كارتة الاسماعيلية    «قصور الثقافة» تعرض طعم الخوف على مسرح مدينة بني مزار.. غدًا    تامر عاشور يظهر بعكاز فى حفل الكويت.. صور    كاتب سياسي: رد إيران يشمل مئات الصواريخ الباليستية لم تشهد تل أبيب مثيل لها    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    احذرها.. 4 أطعمة تدمر نومك في الليل    «تضامن الدقهلية» تطلق قافلة عمار الخير لتقديم العلاج بالمجان    7 خطوات أساسية من المنزل لخفض ضغط الدم المرتفع    أطباء بالمنيا يسطرون ملحمة إنسانية داخل غرفة العمليات وينقذون مريضة ووليدها    4 أبراج يتسمون ب «جاذبيتهم الطاغية»: واثقون من أنفسهم ويحبون الهيمنة    «الأهلي في حتة عاشرة».. محمد الغزاوي يرد على المنتقدين    محمد صبري: شيكابالا من أساطير الزمالك وله الحرية في تحديد موعد اعتزاله    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 14 يونيو 2025    سعر الذهب اليوم السبت 14 يونيو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الارتفاع الكبير (تفاصيل)    تراجع سعر طن الحديد الاستثمارى وعز وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 14 يونيو 2025    مصرع عاملين وإصابة 12 آخرين في انقلاب ميكروباص بالعياط    بعد نصف قرن على رحيلها.. صوت أم كلثوم يفتتح تتر مسلسل «فات الميعاد»    طوارئ نووية محتملة.. السعودية توضح: لا مواد مشعة في مياه المملكة    إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والمدارس في مصر رسميًا (الموعد والتفاصيل)    نائب رئيس جامعة القاهرة يتفقد امتحانات الفرقة الأولى بطب قصر العيني (صور)    رسالة ماجستير فى كينيا تناقش مفهوم الخطايا عند المسلمين والمسيحيين.. بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها    علامات إذا ظهرت على طفلك يجب الانتباه لها    خطيب المسجد النبوي: الرحمة صفة تختص بالله يرحم بها البر والفاجر والمؤمن والكافر    مطار شرم الشيخ يستقبل رحلات محوّلة من الأردن بعد إغلاق مجالات جوية مجاورة    خطباء المساجد بشمال سيناء يدعون للوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية    بعثة حج الجمعيات الأهلية تنظم زيارات الروضة الشريفة    الدولار الأمريكي يرتفع متأثرا بالضربة الإسرائيلية على إيران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقيب الأطباء السابق يكشف ل«الوطن» كواليس علاقة «الإخوان» و«أمن الدولة» فى عهد «مبارك»
د. حمدى السيد: «مرسى» لديه علاقات قوية مع ضباط أمن الدولة.. وكان ينسق مع «الداخلية» خلال المظاهرات
نشر في الوطن يوم 13 - 09 - 2014

هو أحد الكوادر السابقة بالحزب الوطنى «المنحل»، وأحد النواب «المخضرمين» بمجلس الشعب، حيث كان نائباً عن دائرة «النزهة» لسبع دورات متقطعة، قبل أن يخسر مقعده فى انتخابات 2010 متهماً الحكومة ب«التزوير». هو الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء السابق، الذى كشف فى حواره ل«الوطن» عن كواليس وساطته بين «الدولة» و«الإخوان» أثناء فترة حكم «مبارك».
وسرد «السيد» تفاصيل العلاقات الطيبة بين محمد مرسى وضباط أمن الدولة أثناء حكم «مبارك». وطالب نقيب الأطباء السابق بتأجيل انتخابات البرلمان لمدة عامين، موضحاً أن التسرع فى تشكيل البرلمان الجديد ربما يجهض ثورة 30 يونيو، وقال إن تنظيم الإخوان سيدفع بقيادات الصف الرابع والخامس فى الانتخابات، وسيرفعون شعارات بعيدة عن هويتهم الإخوانية.
وقال إن مشروع توريث الحكم لجمال مبارك «كذبة»، وإن محاكمة مبارك «ظالمة»، وكان يقودها الشارع فى فترة حكم الإخوان، ويتوقع أن يحصل على البراءة، لأنه أصدر تعليماته للحرس الجمهورى بعدم التعرض للثوار فى ذلك الوقت، ولو كان الحرس الجمهورى تصدى للمتظاهرين لتكرر سيناريو «سوريا».
■ متى بدأت علاقتك بالإخوان؟
- بعد نجاحى على منصب النقيب فى 92، بدأت علاقة طيبة مع عدد من قيادات التنظيم الموجودين بالنقابة، نظراً لطبيعة عملى. وحرصت على عدم استغلال النقابة سياسياً، وأبلغت الإخوان بأننا لسنا حزباً سياسياً، ولكن مؤسسة مهنية تدافع عن المهنة أولاً، للارتقاء بها والدفاع عن أخلاقيتها والدفاع عن مصالح الأطباء باعتبارها نقابة مهنية، وأرفض تماماً أن تتحول النقابة إلى حزب، أو استغلالها فى السياسة على حساب مسئوليتها الأساسية وهى حماية المهنة. وبالفعل نجحت فى تطبيق هذه القواعد أثناء فترة تولى منصب النقيب.
■ هل حاول الإخوان السيطرة على قرارات النقابة خلال فترة توليك منصب النقيب؟
- الإخوان كان لديهم 16 مقعداً من أصل 24 بمجلس النقابة، لذلك حرصت على ألا يكون هناك أى قرارات تحتاج إلى التصويت داخل المجلس، لمنع سيطرة الإخوان على قرارات النقابة، حتى لا ندخل فى صراع مع الدولة.
■ وهل نجح الإخوان فى السيطرة على باقى النقابات وتسخيرها فى السياسة؟
- بالفعل نجح تنظيم الإخوان فى توظيف النقابات، مثل «المحامين»، لخدمة مصالحهم السياسة، وجعلها منفذاً سياسياً لهم. وكان عذرهم فى ذلك عدم وجود حزب سياسى لهم ينخرطون من خلاله فى الحياة السياسية، لذلك استغلوا النقابات فى العمل الحزبى، وحاولوا تطبيق ذلك فى نقابة الأطباء أثناء فترة وجودى فى منصب نقيب الأطباء، إلا أننى رفضت ذلك، خصوصاً أننى لم أستغل النقابة لصالح الحزب الوطنى، فليس من وظيفة النقابات أن تعمل فى المجال الحزبى، وهذا لا يعنى تغييب دورها فى القضايا الوطنية، مثل حقوق الإنسان وحقوق المساجين والكوارث البيئية، أما أن نستغلها لإدارة معركة ضد الحكومة أو تشويهها فهذا ليس مقبولاً.
■ ما تقييمك لمشاركة الإخوان فى ثورة 25 يناير؟
- صُدمت من موقف الإخوان من ثورة يناير، خصوصاً أن كافة القيادات التى كانت موجودة بالنقابة كانوا غير مشاركين فى أى أعمال عنف. وهناك قصة تعكس طبيعة تفكير العقيدة الإخوانية التى تستغل كل ما حولها لخدمة أيديولوجيتها السياسية، فصباح يوم 26 يناير 2011 كان هناك مؤتمر مقام بجمعية الأمراض النفسية والعصبية، المملوكة للدكتور أحمد عكاشة، وكنت مدعواً لإلقاء كلمة أثناء الافتتاح، وبعد انتهاء كلمتى وأثناء نزولى من المنصة قابلت القيادى الإخوانى عصام العريان فسألته عن غياب الإخوان عن تظاهرات 25 يناير: «إنتم فين من مظاهرات إمبارح؟»، فرد قائلاً: «والله إحنا قررنا عدم المشاركة علشان ده يوم احتفال الشرطة بعيدهم، وما حبناش نصطدم بيهم ونجرح مشاعرهم، خصوصاً أن عيدهم يتزامن مع تضحياتهم فى الإسماعيلية فى فترة الخمسينات».
■ وكيف استقبلت هذا الحديث؟
- الإخوان أرادوا أن يراقبوا مجريات الأمور حتى لا يتورطوا مع النظام، لحين التأكد من نجاح التظاهرات واقتراب سقوط «مبارك»، وهو ما حدث بالفعل فى الأيام التالية، حيث استغل الإخوان أحداث يناير و«ركبوا الموجة» للإطاحة بالنظام للوصول إلى الحكم.
■ هل ندمت على إقامة علاقات طيبة مع الإخوان؟
- بالطبع، ندمت أشد الندم، خصوصاً أننى كنت من بين القلائل المدافعين عن الإخوان، لدرجة أننى أدليت بشهادة لصالحهم فى إحدى المحاكمات العسكرية بصفتى نقيباً للأطباء، بل وصل الأمر إلى التوسط بين الإخوان ودولة «مبارك» للمصالحة بينهما فى ذلك الوقت، ولم ألاحظ عليهم أى انحراف أو ميل للعنف، لأفاجأ بعد الثورة بهذا العنف الإخوانى، ابتداء من أحداث الاتحادية أثناء حكم «مرسى» مروراً باعتصامى «رابعة» و«النهضة»، وانتهاء بالأحداث التى تمر بها البلاد الآن.
■ وما تفاصيل تلك الوساطة؟
- طلب منى عصام العريان فى أواخر التسعينات، أثناء الدورة البرلمانية «1995 - 2000»، التوسط للجلوس مع الدولة، وجاء الحديث على لسانه: «من فضلك يا دكتور، إحنا تعبنا من علاقتنا مع الدولة، واحنا بنتاخد ظلم بقانون الطوارئ، وبنتحبس، مع العلم أننا لا نفعل شيئاً يغضب الدولة، واحنا عايزين نهدى الأمور مع الدولة، فشوف الدولة عايزة مننا إيه واحنا نعمله، ونفسنا نقعد مع حد مسئول فى الدولة أو الحزب الوطنى»، فعرضت الأمر على زكريا عزمى ويوسف والى وكمال الشاذلى، فكان ردهم: «يا عم ملناش دعوة، وما نقدرش نتكلم فى الموضوع ده».
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- عرضت الأمر على حبيب العادلى، وزير الداخلية فى ذلك الوقت، فأخبرته: «أنا جاى أبلغك رسالة من الإخوان إنهم عايزين يتصالحوا مع الدولة والنظام، وبيعرضوا إنهم مستعدين يقابلوا أى حد علشان يتكلموا معاه»، فكان رده: «يا دكتور ما تتخدعش بكلامهم، ده توزيع أدوار، الجهاديين والإسلاميين يواجهوا الدولة بالسلاح والقتل والعنف، والإخوان يشتغلوا بالكلمة والمدارس والمستشفيات، ولكن فى وقت اللزوم الصفوف هتنضم، فلا تنخدع بكلامهم».
خرجت من مكتب حبيب العادلى وأنا غضبان، وبداخلى اتهامات بأنه سبب الأوضاع السيئة التى تمر بها الدولة، وإيه المشكلة أن يتم استقطاب الإخوان ويشاركوا فى المسيرة السياسية ويُسمح لهم بتشكيل الحزب ويتنافسوا مع باقى الأحزاب طالما لديهم الرغبة للعمل تحت مظلة الدستور والقانون؟! ولكن الآن تيقنت أن العادلى «كان عنده حق».
■ وهل توقفت محاولاتك عند هذا الحد؟
- لا، قررت أن أعرض الأمر على الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبالفعل اقترحت عليه أن يلتقى عدداً من الشخصيات ذات الميول الإخوانية، أمثال يوسف القرضاوى والدكتور سليم العوا وكمال أبوالمجد والمستشار طارق البشرى، التى لا تنتمى للإخوان بشكل تنظيمى حتى لا تحسب عليه، فكان رده: «ما تروح تقابلهم انت يا خويا، الموضوع ده تنساه وما تشغلش دماغك بيه».
■ هل عاصرت أى مواقف للدكتور محمد مرسى قبل ثورة يناير؟
- نعم، فأثناء تنظيم مظاهرة احتجاجاً على الغزو الأمريكى للعراق، طلب منى الدكتور محمد مرسى التنسيق معى للتظاهرة، وذهبنا أنا ومرسى إلى رئيس أمن الدولة لترتيب المظاهرة، وأثناء اللقاء فوجئت بوجود علاقة طيبة من خلال الحديث الذى دار بينهما، الذى كان لا يخلو من الحميمية، وفوجئت من عدم وجود أى حساسية فى تعامل الإخوان مع ضباط أمن الدولة.
■ هل حدث أى لقاء بينك وبين الإخوان بعد ثورة 25 يناير؟
- نعم، قابلت عدداً من القيادات الإخوانية مثل العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح واستفسرت منهم عن موقفهم من السلطة وتحركاتهم المقبلة تجاه الحكم، فكان ردهم «لن نسعى لأى أغلبية أو حتى السيطرة على البرلمان، إحنا معندناش خبرة فى إدارة الدولة، ومعندناش كوادر تقدر تدير، وسنكتفى بالمشاركة فقط فى هذه المرحلة، لننافس خلال المرحلة المقبلة على الحكم». وهو ما حدث عكسه، خصوصاً بعد محاولات أخونة الدولة والسيطرة على كافة مفاصلها، وكان هناك مخطط للسيطرة على الجيش والشرطة والقضاء فى خلال 10 سنوات، فالتنظيم كان يجهز بالتنسيق مع «المعزول» قائمة ب3000 محام لتعيينهم بالقضاء والسيطرة عليه.
■ ما موقفك من «المصالحة» مع الإخوان؟
- الإخوان لا عهد لهم، فهى جماعة تؤمن بمبدأ «اظهر عكس ما تبطن فى سبيل المصلحة»، وبالتالى إذا تصالحت الدولة مع التنظيم الآن سيعرقل عملية بناء الدولة واستقرارها، ومع ذلك فيمكن إجراء مصالحة مع الإخوان بعد 20 عاماً لحين إجراء مراجعات داخلية لهم والنهوض بالبلد، ليكون ذلك بمثابة صمام أمان ضد أى محاولات إخوانية لتخريب البلد.
■ بعض النخب السياسية لا تعترف بثورة 25 يناير، فما موقفك؟
- أرى أن أهم حدث حصل فى تاريخ مصر، هو 30 يونيو، ولست من المرحبين ب25 يناير، لأن الإخوان «ركبوها»، وانحرفوا بها، ولولا شخص اسمه «السيسى»، غامر بوجوده ومستقبله، وأخذ موقفاً تاريخياً بعزل محمد مرسى، وانحاز للشعب، لاستمر البلد فى حالة الظلمة التى عاش فيها خلال حكم مرسى، لذلك ما حدث معجزة بكل المقاييس.
■ هل حدث تواصل بينك وبين الرئيس السيسى بعد ثورة 30 يونيو؟
- لم يحدث لقاء مباشر بيننا، ولكننى أرسلت له طلباً، أثناء فترة الرئيس السابق عدلى منصور، يتضمن اقتراحاً بإجراء الانتخابات البرلمانية أولاً، حتى لا يدخل المجلس مجموعة من المنتفعين يؤثرون بالسلب على الرئيس المقبل، والوضع السليم، وطالبته بتشكيل كتلة لمجلس الشعب يخوض بها الانتخابات، لكن فوجئت بأنه يقول «ليس لى علاقة بالأحزاب».
■ إذن.. أنت ترى أن انتخاب البرلمان الآن سيعيق عمل الرئيس السيسى؟
- نعم، خصوصاً إذا جرت الانتخابات البرلمانية بالطريقة التى تتعامل بها الأحزاب الآن، بالبحث عن مصالح ضيقة تحقق نجاحاً لحزبه النكرة، فعلى سبيل المثال قرار السيسى برفع الدعم عن البنزين لم يكن ليحدث لو أن مجلس الشعب موجود، وكان سيعيق مشروع قناة السويس ليضيع الوقت فى المناقشات، وأيضاً تحركاته الإيجابية لدعم صندوق «تحيا مصر».
■ وأيهما تفضل نظام «الفردى» أم «القائمة»؟
- أفضل النظام الفردى، خصوصاً أن «القائمة» لا يمكن تطبيقه الآن فى ظل الأحزاب الهشة والضعيفة والورقية، التى لا تتمتع بأى وجود بالشارع، بل إن أغلب المواطنين لا تعلم بوجودها من الأساس، هذا بخلاف أن «القائمة» تشعل الخلافات داخل الأحزاب بسبب التسابق على ترتيب القوائم، بشكل يدفع الكوادر للانسحاب والانضمام لقوائم ضعيفة غير قادرة على المنافسة، والدليل على عدم جدوى «القائمة» هو فشل التجربة السابقة.
■ لدينا الآن مجموعة تحالفات.. كيف تقيم هذه التحالفات؟
- هذه التحالفات ليس لها وجود فى الشارع، هذه التحالفات لن تحصد أصواتاً حقيقية بالانتخابات المقبلة، ومن سيحصلون على الأصوات هم من يتمتعون بالعصبيات القبلية، أو من يستطيعون شراء الأصوات بالأموال، وبالتالى فالمجلس سيمتلئ بمجموعة من المنتفعين الذين يبحثون عن مصالح شخصية فى نطاق الدوائر، وليس مجموعة وطنية تستطيع مساعدة السيسى فى بناء الدولة.
■ وما الحل؟
- هناك مجموعة من الاقتراحات؛ أولاً يتم تأجيل الانتخابات لمدة سنتين، حتى يمكن تكوين هذه الجماعة بعيداً عن الأحزاب الهشة، حتى تستطيع تلك الأحزاب الاندماج فى 3 أو 4 أحزاب قوية تستطيع المنافسة الحقيقية بالشارع، حتى يمكن دعم البلد بقوة، أو أن يختار السيسى مجموعة من كل حزب، تسمى ب«جماعة السيسى»، يكون هدفها دعم وتنفيذ برنامج الرئيس، أما إذا استمرت التحالفات بهذه الصورة، فسيتم حل البرلمان والرئيس سيلجأ لذلك، لأنه سيصبح ضرورة وطنية من الدرجة الأولى.
■ ومن ترشح لقيادة «جماعة السيسى»؟
- أرشح عمرو موسى الأمين السابق لجامعة الدول العربية، خصوصاً بعد أن أثبت كفاءة عالية فى رئاسة لجنة الخمسين التى كانت مكلفة بوضع دستور البلد.
■ هل تتوقع أن ينجح البرلمان المقبل فى اختيار رئيس الحكومة المقبل؟
- هذا البرلمان سيجد مشكلة فى تشكيل حكومة، وإذا اختار المجلس حكومة لن يصبر عليها ويقيلها مع أول مشكلة، وهذا البلد ذاكرته ضعيفة، والناس ستنسى مواقف السيسى، وستبدأ تقول إن الرئيس غير قادر على الحكم، وتبدأ المظاهرات من جديد.
■ هل معنى كلامك أن البرلمان المقبل يمثل خطراً على ثورة 30 يونيو؟
- نعم، فمن الممكن أن يجهض البرلمان المقبل ثورة يونيو إذا فشلنا فى دعم مجموعة وطنية فى الانتخابات تستطيع دعم السيسى لا إعاقته.
■ هل تتوقع أن يخوض تنظيم الإخوان الماراثون الانتخابى؟
- نعم.
■ كيف؟
- سيدفع التنظيم بقيادات الصف الرابع والخامس، غير المعروفة من جانب الشعب أو الجهات الأمنية، على أن يخوض الانتخابات فى شكل مستقلين أو من خلال تحالف حزب الوسط المزمع تدشينه، أو من خلال بعض الأحزاب الإسلامية الأخرى مثل «مصر القوية»، وسيحرص مرشحو الإخوان خلال الانتخابات على عدم رفع أى شعارات تكشف عن هويتهم الإخوانية، بل سيرفعون شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية لجذب شريحة جديدة.
■ ما تقديرك لفرص الإخوان فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- فرص الإخوان فى البرلمان المقبل تقلصت إلى النصف، فقدرتهم الانتخابية فى الماضى كانت تنجح فى استقطاب حوالى 10% من كتلة الناخبين التى يحق لها التصويت بشكل يوفر لهم 40% من المقاعد الانتخابية، أما الآن فلا يستطيعون حصد سوى 5%، وهو ما يجعلهم قادرين على حصد 20% من المقاعد، خصوصاً فى ظل التمويل القوى الذى سيوفره التنظيم الدولى لإخوان مصر لخوض المعركة الانتخابية.
■ وكيف تستطيع الدولة مواجهة مخطط الإخوان لدخول «البرلمان»؟
- عن طريق الحشد المقابل، خصوصاً أن هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها خلال ثورة 30 يونيو واستطاعت مواجهة حشد الإخوان بالشارع. وهذا الحشد المقابل لن يتم إلا من خلال إعلان السيسى دعمه لشخصيات وطنية معينة لخوض الانتخابات البرلمانية، يستطيع من خلاله الاستفادة من الأصوات التى أدلت له فى الانتخابات الرئاسية.
■ وماذا عن أعضاء الحزب الوطنى السابقين؟
- فرصتهم لن تختلف كثيراً عن فرص الإخوان، وبالتالى لن تتعدى فرصهم 20%، وسيساعده فى ذلك انتماء بعض العائلات الكبيرة لأعضاء الحزب الوطنى المنحل، وتربطهم مصالح معهم، أما عن باقى المقاعد فستوزع على الأحزاب والمستقلين.
■ هل ستترشح للانتخابات المقبلة؟
- لا.
■ ما تقييمك ل«حكومة محلب»؟
- حكومة محلب أفضل من حكومة «الببلاوى»، خصوصاً أنها ليست سياسية لذلك فهى ليست المثالية فى ظل نظام ديمقراطى يعتمد على دعم البرلمان لها، ولكنها فى الوقت نفسه حكومة تنفيذية تحت قيادة رئيس تنفيذى يشجع وزراءه على اتخاذ القرار، لذلك فهى الحكومة المثلى فى الوقت الحاضر، ولكن بمجرد انتخاب البرلمان سنكون فى حاجة لتشكيل حكومة جديدة تواكب المرحلة المقبلة.
■ ما تقييمك لفترة حكم مبارك؟
- رجل طيب جداً، بدليل أنه كان يتشتم كل يوم فى الجرائد، ولم يتخذ أى قرارات انتقامية، بعكس الرئيس السادات، الذى لم يسمح لأحد أن يهينه وإلا انتقم منه شر انتقام. ولم يقترب أحد من السادات إلا «وخلص حسابه معاه»، ومع ذلك حدث خلاف بينى وبين مبارك خلال فترة حكمه، ولكنه انتهى بسرعة.
■ وما طبيعة هذا الخلاف؟
- وصلت إليه شائعات منسوبة لى بأنى أقول «لو نزلت الانتخابات أمام مبارك هكسبه»، واستدعانى ليسألنى عن هذا الكلام فنفيت هذا الحديث.
■ هل تحدثت مع مبارك بشأن واقعة هزيمتك فى انتخابات 2010؟
- نعم، أخبرته أن الحزب الوطنى والحكومة وأحمد عز زوروا النتيجة ضدى، فكان رده: «أنا أصدرت تعليمات بأن محدش يزور فى الانتخابات، ولكن مع ذلك يا حمدى صبراً جميلاً».
■ باعتبارك أحد رموز الحزب الوطنى سابقاً، هل كان هناك مشروع لتوريث الحكم ل«جمال مبارك»؟
- هذه كذبة، فأثناء فترة وجودى بالحزب الوطنى لم نتطرق لأى أحاديث جانبية أو رسمية لمشروع التوريث، حتى مبارك لم يتحدث فى هذا الأمر على الإطلاق.
■ وكيف تتوقع الحكم فى قضية محاكمة «القرن» التى يحاكم فيها مبارك؟
- هذه محاكمة ظالمة، وكان الشارع يقود المحاكمات، خلال فترة الإخوان، وأتوقع أن يحصل مبارك على براءة، خصوصاً أنه أصدر تعليماته للحرس الجمهورى بعدم التعرض للثوار فى ذلك الوقت، ولو كان الحرس الجمهورى تصدى للمتظاهرين لتكرر سيناريو «سوريا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.