هشام عبدالعزيز: من الصعب تنفيذ أحكام الإعدام ضد كوادر الإخوان فى الوقت الحالى لأنها قضايا شائكة الجيش المصرى سيتدخل لحماية الدول العربية فى حالة وجود خطر عسكرى مباشر النظام الفردى سوف يأتى بالإخوان والسلفيين إلى البرلمان فرض الحراسة على النقابات كان من أجل ضرب آخر معاقل الإخوان الإفراج عن عبدالله الشامى ومشروع بناء المليون وحدة سكنية بداية عودة العلاقات مع قطر مصادرة الأموال الخاصة بالإخوان تضر بالاقتصاد المصرى الشوبكى من الشخصيات الذى سوف يسعى الحزب لضمها إليه
فى حالة قيام ثورة شعبية ضد النظام الحالى فسوف تكون عواقبها كارثية، لأنها ستكون ثورة ضد الجيش, ولأن انحياز الجيش إلى الشعب فى 25 يناير و30 يونيو كان سببه عدم وجود مصلحة له من الإبقاء على هذا النظام, فمبارك أراد أن يورث ابنه السلطة والجيش كان رافضًا، وفى الثانية الجيش سلّم السلطة للإخوان وكان على أتم الاستعداد أن يتعاون معهم ولكن الجماعة أرادت أن تضع الجيش فى مواجهة الشعب، هكذا ما أكده هشام مصطفى عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة فى حواره مع "المصريون" والذى أشار فيه إلى أن مصر لن تتورط فى مشاكل عسكرية إلا إذا تم استهداف الخليج بصورة مباشرة عسكريًا؛ ففي هذه الحالة سوف يتدخل الجيش المصرى وفقًا للاتفاقيات الموقعة بين مصر والدول العربية لحماية الأمن القومى فيما عدا ذلك تستطيع الدول العربية أن توفق مشكلاتها السياسية. وإلى نص الحوار
*فى البداية ما مصير حزب الإصلاح والنهضة بعد وضع نص فى الدستور يمنع قيام الأحزاب على أساس ديني والحزب مصنف على أنه ذو مرجعية دينية؟ *لم نعلن من قبل أن حزب الإصلاح والنهضة حزب إسلامي أو له مرجعية إسلامية، بالعكس فقد كان أول تصريح لنا أننا حزب مكون من مسلمين ويساريين وأقباط يؤسسون لحزب مدني، وكنا نرى أن المعركة على المادة الثانية من الدستور فى 2012 وهمية، وقد اختلقها حزب النور من أجل أن يلهى المواطنين عن القضايا الأهم، ولكن بعد وثيقة "السلمي" اكتشفنا أن هناك مَن يريد أن يحول مصر إلى دولة علمانية ويغير هويتها الإسلامية وبعد دستور 2014 استقر فى وجداننا أن هذه المادة فوق دستورية ولا يمكن الاقتراب منها، خاصة أن مَن وضع دستور 2014 الكنيسة والتيار العلماني، لذالك لابد أن تختفي الأحزاب الإسلامية، لأنه تأكد أن هوية الدولة من الثوابت ولا يمكن المساس بها وننقل دور المشروع الإسلامى من التأكيد على هوية الدولة إلى تطبيق مفاهيمها على أرض الواقع من خلال مجموعة من النظم والآليات التى توضح للشعب المشروع الإسلامى الحضاري.
*كيف ترى حفل تنصيب السيسى كرئيس لمصر وهل يعيد هيبة الدولة أمام الخارج كما يقال؟ **هذا تصرف شكلي ولكن إذا كان الهدف من هذا الحفل هو تقوية هيبة الدولة فقد يكون إيجابيًا ولكنه ليس المشكلة وإنما استغلال الحدث من قبل المعارضة قد يخلق نوعًا سلبيًا. *وهل إقامة حفل التنصيب بمبالغ كبيرة تتفق مع سياسة التقشف التى ينادى بها السيسي؟ **لو ثبت أن هذا نوع من البذخ وصرف الأموال فى غير محلها فهو تصرف خاطئ، أما إذا كان نوعًا من التسويق وتوصيل رسالة للعالم أن الدولة على طريق الاستقرار من أجل عودة السياحة, ولاقت الرسالة صداها سيكون تصرفًا جيدًا ويُعتبر نوعًا من الدعاية الجيدة دون الحاجة إلى أموال أكثر للتسويق لعودة الاستقرار.
*ما السيناريو الأقرب لتعامل السيسى مع جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء الحزب الوطنى خلال المرحلة المقبلة؟ **السيناريو الأول هو أن السيسى يعلم أن جماعة الإخوان سقطت وتحاول أن تعود مرة أخرى، وهو لن يسمح لها بذلك، لأن نظام الإخوان قد أسقطه الشعب فى 30 يونيو كما أسقطت ثورة 25 يناير نظام مبارك، ومن غير الطبيعي أن يعود نظام الإخوان لأن ذلك ليس من طبيعة الثورات. أما السيناريو الآخر وهو سيناريو يدعم اتجاه السيسى نحو تحقيق الاستقرار، فهو لن يقع فى خطأ مرسى ويقصى فصيلاً سياسيًا من المجتمع، فيذهب نحو عدم الاستقرار، والحكمة تقتضى أن تقوم الأطراف، التى قامت بسببها الثورات، بمراجعة أنشطتها ومواقفها بشكل ما وتعيد اندماجها مرة أخرى فى المجتمع, فجماعة الإخوان عانت كثيرًا ولن تستطيع الصمود ويمكن أن تراجع مواقفها فى حالة شعورها بوجود إمكانية للرجوع وعندما ترى حجم التأييد الشعبى للنظام الحالى سوف تراجع مواقفها وتبقى مشكلتها فى حجم الخسائر وحجم المعتقلين فى السجون وكيفية خروجهم، أما السيسي لن يسمح بعودتهم للحكم مرة أخرى دعمًا لتحقيق الاستقرار.
*وهل تحقق الاستقرار بعد انتخاب السيسي؟ **هناك عدة مقومات لو حدثت سيحدث الاستقرار؛ أولها التعامل مع ملف الحريات وملف العدالة الاجتماعية, وملف الديمقراطية بصورة صحيحة. *وهل ترى وجود مؤشرات لتحقق الاستقرار؟ **من المبكر أن ندرك هذه المؤشرات، خاصة أننا نتعامل مع ملفات كبيرة وما زال الوضع بعيدًا نسبيًا وإن كان هناك بعض التقدم، وكلما استقرت الدولة على شكلها القائم يحدث انفتاح فى التعامل وتقل العصبية السياسية ولا يمكننا أن نقيس فترة حكم المستشار عدلي منصور بالوضع الحالى، لأن المرحلة السابقة كانت وما زالت توحي بعودة النظام القديم أو الأقدم، فكان هناك مبرر للتعامل الحاد الذي ينعدم عنده الاستقرار، أما النظام الحالى يوجد به دستور ورئيس منتخب له مؤيدون كثر بنسبة معقولة، وهو بحاجة إلى أن يسترضى الفريق الآخر, وهو الذي يطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية وإذا لم يحدث هذا سيكون هناك انقسام بين الشعب، فريق يطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية ولن تتحقق فى ظل عدم الاستقرار، والآخر يضغط للحصول على حريته والكرامة الإنسانية، ولكي يحدث توازن لا بد أن يكون الرئيس عاقلاً وهذا متوفر لأنه لابد أن يستفيد من تجربتي مبارك ومرسي.
*فى ظل كثرة المعتقلين السياسيين وإحالة أوراق عدد كبير من جماعة الإخوان إلى المفتى كيف سيتصرف السيسى إذا قامت ثورة شعبية ضده؟ وما موقف الجيش تجاهه؟ *من المبكر أن نقيس تعامل الجيش مع نظام مبارك بنظام السيسى، لأن الوضع الحقيقي لقيام الثورات غير موجود ومن 25 يناير إلى 30 يونيو توجد تحركات شعبية لكنها لم تصل إلى مرحلة النضج السياسى ولكي تحتكم إلى صناديق الانتخابات وقيام ثورة حقيقية لا بد أن يكون هناك صراع بين الطبقات وهذا غير موجود، أما المطالبات الاجتماعية يمكن أن تتم الاستجابة لها, وفى حالة قيام ثورة شعبية ضد النظام الحالى فسوف تكون عواقبها كارثية، لأنها ستكون ثورة ضد الجيش, ولأن انحياز الجيش إلى الشعب فى 25 يناير و30 يونيو كان سببه عدم وجود مصلحة له من الإبقاء على هذا النظام, فمبارك أراد أن يورث ابنه السلطة، والجيش كان رافضًا، وفى الثانية الجيش سلّم السلطة للإخوان وكان على أتم الاستعداد أن يتعاون معهم ولكن الجماعة أرادت أن تضع الجيش فى مواجهة الشعب على الرغم من كون مصلحة الجيش أن يستمر الإخوان ثلاث سنوات أو أربع، حتى يتم امتصاص الرواسب السلبية, ثم بعد ذلك يضع حدًا لها ولكن جماعة الإخوان وضعت نفسها فى مواجهة مبكرة أمام الشعب واضطر الشعب للتدخل فوجد نفسه فى مواجهة الإخوان فحدثت علاقة انفصام نهائي بين الجيش والإخوان.
*هل المنطق يقبل أن يتم الحكم بالإعدام والحبس على أطفال وعجائز وأشخاص غير موجودين على قيد الحياة وعلماء دين بتهمة الإرهاب؟ **هذه القضية يناقش فيها وكيل النيابة التى حولها للمحكمة, ولكن فى مثل هذه الأحكام يصدر القاضى أقصى عقوبة فى حالة غياب المتهم, وفى حالة القبض على المتهم سوف تتم إعادة المحاكمة، ومن الصعب أن يتم تنفيذ أحكام الإعدام فى مصر لأنها لم تستكمل إجراءات التقاضي، لا سيما أن تنفيذها فى حالة الجنائيين يكون بصعوبة فما بالك بهذه القضايا الشائكة المختلف عليها.
*هل تتوقع أن يتدخل الجيش المصرى لمساندة الإمارات لاسترداد الجزر المغتصبة من إيران ردًا على دعمها المالي لمصر؟ **مصر لن تتورط فى مشاكل عسكرية إلا إذا تم استهداف الخليج بصورة مباشرة عسكريًا؛ ففى هذه الحالة سوف يتدخل الجيش المصرى وفقًا للاتفاقيات الموقعة بين مصر والدول العربية لحماية الأمن القومى فيما عدا ذلك تستطيع الدول العربية أن توفق مشكلاتها السياسية.
*ما رأيك فى المظاهرات المستمرة للمطالبة بعودة مرسى وهل هم إخوان فقط أم هناك تيارات مختلفة؟ *هم مجموعة من المتأثرين بالدعاية الإخوانية بأن الثورة ضاعت وما حدث بعدها من فض اعتصامى رابعة والنهضة بطريقة وحشية إلا أنهم سيكتشفون أنهم على خطأ.
*هل كنت تؤيد فض رابعة والنهضة؟ **نعم كان يجب فض هذين الاعتصامين ولكن ليس بهذا الشكل الوحشي، لأن الطريقة التى تم بها الفض قد أضرت بالجميع، وكان يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة دون خسائر وكثير من المتظاهرين لهم أقارب قتلت فى رابعة والنهضة، وهذا سبب تأثرهم حتى الآن وعدم اعترافهم بما حدث.
*كيف ترى عزوف الشباب عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية؟ وهل هذا ينذر بكارثة؟ **الانتخابات لا تعترف بهذا المنطق ولكنها تستهدف شريحة معينة، لتحقيق الفوز وإذا ما نجحت يمكنها العمل على ضم الشرائح الأخرى الرافضة بطريقة ما، ولكن لا يعنى عدم مشاركتها أنها غير مهمة ولكن يجب على السيسى أن يدرس القطاعات التى دعمته والتي رفضت تدعيمه ويحاول جذبها إليه وتغيير الخطاب العام لضم شرائح أكبر وهذا ما يستدعيه الذكاء السياسي.
*ما رأيك فى تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم محلب؟ **من المبكر الحكم عليها، لأن مصر تواجهها مشكلات كبيرة وتحتاج إلى جهد كبير، ولكن محلب رجل نشيط وتنفيذي وميداني، وهذه من متطلبات المرحلة.
*هل قانون انتخابات مجلس النواب سوف يؤثر فى تشكيل الحكومة، خاصة أنه ينص على انتخاب ثلثي المجلس بنظام الفردي والثلث بالقائمة وتشكيل الحكومة يكون من حزب الأغلبية فى البرلمان؟ **النظام الفردي سوف يكون فى صالح الطرف الذي يريد النظام إقصاءه، ويعتقد أنهم لن يصلوا إلى البرلمان بنظام الفردي، ولكن تقسيم الدوائر بشكل أصغر يدعم موقفهم، خاصة أن الإخوان والسلفيين كانوا يحصلون على نسب أصوات مرتفعة فى الدوائر الكبيرة، والتجربة أثبتت أن الإخوان والسلفيين حققوا نسبًا أعلى فى انتخابات الفردي من نظام القوائم.
*كيف ترى خريطة التحالفات فى الفترة القادمة؟ **سوف تتبلور التحالفات من خلال اتجاه ليبرالي واتجاه إسلامي أو الأحزاب المحافظة وما بين هذا وذلك تحالف ثالث يضم عددًا من الأحزاب التى ليست لها توجه واضح.
*وهل حزبك سوف ينضم إلى تحالف سياسى معين؟ **نبحث فى الوقت الحالى جميع التحالفات التى تظهر ونميل إلى الدخول فى تحالف مدني وطني، وسوف نبتعد عن التحالف الإسلامى الذي قد يمثله حزب النور أو التحالف اليساري بقيادة المصريين الأحرار.
*هل تلقيتم عرضًا للمشاركة فى الحكومة أو تولى بعض المناصب السياسية كالمحافظين؟ **لم نتلقِ أى عروض للمشاركة فى الحكومة أو أى منصب سياسى، وليس لدينا رغبة فى المشاركة فى الوقت الحالى، لأن الوضع السياسى غير مستقر والمشاركة تعد حرقًا للكوادر الحزبية لدينا.
*هل حزبكم يمتلك قاعدة شعبية؟ **نعم نمتلك قاعدة كبيرة من الكوادر الحزبية المدربة بخلاف الأعضاء ونعتمد على العمل الاجتماعى بشكل أكبر ونسعى لضم شخصيات سياسية محايدة مثل عمرو الشوبكي، ونتواجد فى خمس محافظات رئيسية، هى الإسكندرية والقاهرة والبحيرة وكفر الشيخ وشمال سيناء، وتدريجيًا سينتقل إلى جميع محافظات مصر, ووضعنا خطة مدتها خمس سنوات يدخل بعدها الحزب بقوة فى تشكيل الرأي العام ومضى منها ثلاث سنوات.
*ما مصير حزب النور فى ظل دستور يمنع إقامة الأحزاب على أساس ديني؟ **الأحاديث عن مثل هذه الأمور مصطنعة، لتحقيق مصالح؛ ف"النور" يمكنه تأسيس حزب آخر ليس ذا مرجعية دينية لممارسة العمل السياسى، طالما أن القانون يسمح بإقامة أحزاب.
*هل استعانة السيسى ببعض رموز مبارك سوف تنقص من شعبيته؟ **الذكاء السياسى يقتضى أن يستخدمهم لبعض الوقت من أجل تصفية خصومه ثم بعد ذلك يقضى عليهم، خاصة أنه رئيس منتخب يتمتع بشرعيه وصلاحيات قوية مثل جمال عبدالناصر.
*هل حزب الإصلاح والنهضة سوف يشارك فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ **هذا سيتوقف على دراسة الحالة السياسية وإجراء تعديلات على قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر ما يوفر فرصًا متكافئة.
*هل ترى أن هناك شخصيات تنافق السلطة الحالية وبدأت تحاول التقرب بشكل أو بآخر؟ **هناك الكثير منهم يحاولون أن يعيدوا للأذهان حاشية مبارك ولن يستطيعوا الوصول إلى أى شيء لتحقيق أطماعهم، والطريقة التى يسير بها النظام الحالى فيها شيء من توازن السلطات من خلال تساوى صلاحيات رئيس الوزراء مع رئيس الجمهورية إلى حد ما وعدم وجود سلطة منفردة يتحكم من خلالها الرئيس فى جميع مقاليد الحكم كما كان فى عصر مبارك.
*ما دلالات عودة الحراسة القضائية على بعض النقابات؟ **هى عبارة عن محاولات مؤقتة من النظام الحالى والهدف منها إقصاء جماعة الإخوان المسلمين من جميع المناصب النقابية التى حصلوا عليها، وعلى الإخوان بدلا من أن تستنزف نفسها فى هذه المعركة، أن تعترف بأخطائها التى قد تجعلها تخسر الكثير وتضر بها البلد وتعيد ترتيب أوراقها من جديد.
*ما تفسيرك لعدم تهنئة أمريكا وبريطانيا للسيسى بالرئاسة رغم تهنئة الدول العربية له؟ **أمريكا وبريطانيا تنظران إلى الوضع المصرى بشيء من الترقب، خاصة أنهما يريان أن الأمور لم تستقر سياسيًا بعد، ولكن الأمور بدأت تتحسن بعد اعتراف الاتحاد الإفريقي، وأمريكا نفسها اعترفت بالوضع، ولكنّ هناك فرقًا بين الاعتراف بالوضع السياسى واستئناف المساعدات أو تقليلها فهذا يتعلق بأمور أخرى من وجهة نظرهم.
*لماذا أصبحت العلاقات بعد 30 يونيو بين مصر وإسرائيل أكثر حميمية من ذي قبل؟ **أعتقد أن الوضع لم يتغير فى العلاقات مع إسرائيل منذ عهد مبارك ولا حتى مرسى، والتصريحات التى تصدر من الصحافة الإسرائيلية عن تهنئة السيسى واعتباره بطلاً هى تصريحات لا يعول عليها كثيرًا، فالعلاقة مع إسرائيل تحكمها المصالح طالما أنها لم تعتدِ على السيادة المصرية.
*ماذا عن وجود تصريحات بإمكانية توجيه السيسى ضربة عسكرية إلى غزة؟ **لو كان هذا الكلام صحيحًا لتم من قبل, عندما كانت الفرصة متاحة ولكن من المستبعد أن يقدم السيسى على هذا العمل، خاصة أن حماس عندها خبرة سياسية كبيرة تمكنها من التعامل باحترافية مع النظام الحالى وسوف تعود علاقتها مع الأجهزة الأمنية المصرية كما كانت من قبل جيدة, وفترات التوتر طبيعية يمكن أن تحدث بين أى طرفين ثم تعود مرة أخرى كالعلاقات المصرية القطرية التى تأثرت بعد مرسى وبدأت خلال الأيام الحالية فى التحسن بالإفراج عن عبد الله الشامى وعرض بناء شركة قطرية مليون وحدة سكنية على غرار الإمارات.
*كيف ترى تحركات داعش فى العراق واتهام الإخوان المسلمين بأنها على صلة بهذا التنظيم رغم اتهام داعش لمرسى بالمرتد؟ **لا أتصور أن الإخوان تتحالف بشكل حقيقي مع هذه النوعية من التنظيمات؛ فالإخوان تؤيد مجموعة من القواعد والمبادئ التى تقوم بها مثل هذه التنظيمات عبر استنكارها بطريقة وكأنها تؤيدها، فمثلا عندما تقول إننا نستنكر الموت ولكن مَن الذى أدى إلى ذلك أكيد هو الانقلاب، فهذا يقرب الرؤى بينهم بطريقة غير مباشرة مما يدعو للربط بينهم.
*هل هناك إرهاب فى مصر؟ **أكيد والدليل استهداف رجال الشرطة والجيش باستمرار.
*هل هناك دعم حقيقي من النظام الحالى فى مصر لخليفة حفتر بليبيا؟ *لن يكون هناك تدخل فى ليبيا إلا فى حالة استمرار دعم النظام الحالى للجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها والتي قد تمس الأمن القومى لمصر، خاصة أن ليبيا يربطها حدود طويلة مع مصر والتى قد تصبح بؤرة لتدريب جماعات مسلحة تهدد أمن مصر، ففي هذه الحالة سيتم توجيه ضربة عسكرية هناك قبل أن تتسلل هذه الجماعات إلى مصر.
*هل تحركات انتصار السيسى توحي بعودة شخصية سيدة مصر الأولى؟ لا أرى أن الفترة الرئاسية الأولى للسيسى ستتيح للسيدة انتصار أن تصبح سيدة مصر الأولى وظهورها اللافت جزء منه مجاملات إعلامية، تحاول أن تضعها فى مكانة هى ليست بها من الأساس، خاصة أن أسرة السيسى محافظة ومتدينة وقد لا يتيح لها ذلك التحرك.
*ما تعليقك على تأميم محلات زاد وسعودى وهل هذه بداية لتأميم المزيد من الاستثمارات الخاصة لمعارضين؟ **أرفض هذه الإجراءات التى قد تضر بسمعة الدولة وعدم احترامها للملكية الخاصة، ولكن طالما أنه حكم قضائى وليس قرارًا من الجهات الأمنية، فنناشد القضاء أن يكون عادلاً ويحكم لما فيه صالح الدولة, وهذا لا يعد تأميمًا، طالما أنه لم يُحكم فيه وإنما هو إجراء احترازى لحين التحقيق فى الأمر.