في حياة كل إنسان مجموعة من المشاكل اليومية التي تؤثر فيه، حتى إذا كانت بسيطة، ومن ثم فعليه أن يشفق على غيره الذي لا يرى في حياته سوى المشاكل، كأطفال الشوارع، والمتسولين، حتى لا يزيد من الضغوط الواقعة على عاتقهم. فإذا وجدت في طريقك أحد أطفال الشوارع، أو المتسولين يحاول أن يأخذ منك بعض النقود، فلا تنظر إليه بنوع من الاشمئزاز أو الغضب، فتنهره، وإنما حاول أن تبتسم في وجهه، وتقول له بعض الكلمات الرقيقة التي قد تغير يومه إلى الأفضل، بل تقلب حياته رأسًا على عقب. يحكى أنه في إحدى محطات (مترو الأنفاق) كان هناك صبي هزيل الجسم، يجلس في ركن بعيد بالمحطة، ويبيع أقلام رصاص، ويمارس الشحاذة، وفي يوم من الأيام تواجد في المحطة أحد رجال الأعمال الذي رأى الصبي من بعيد، فاقترب منه، ووضع دولارًا في الكيس الموضوع أمامه، ثم استقل المترو، ولكنه خرج من المترو بسرعة مرة أخرى، ورجع للصبي، وأخذ منه بعض أقلام الرصاص التي كان يبيعها، ثم اعتذر للصبي؛ لأنه نسى التقاط الأقلام التي اشتراها منه، وقال له: "إنك رجل أعمال مثلي، ولديك بضاعة تبيعها، وأسعارها مناسبة للغاية"، ثم ركب المترو مرة ثانية، وبعد سنوات في إحدى المناسبات، تقدم موظف مبيعات مهذب وأنيق للغاية، وذهب إلى رجل الأعمال، وقال له: "إنك لا تذكرني على الأرجح، وأنا لا أعرف حتى اسمك، ولكني لن أنساك ما حييت؛ فأنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي لنفسي، لقد كنتُ شحاذًا أبيع أقلام الرصاص إلى أن جئت أنت، وأخبرتني أنني رجل أعمال". لاحظوا معي أن مجرد جملة بسيطة جعلت من هذا الصبي شخص آخر، إن الكلام الجميل لا يكلف الإنسان شيئًا، ولكن أثره على المستمع يكون كبيرًا حيث تقول حكمة قديمة "أن الكلمة الطيبة كالماء الذي يطفئ لهيب الغضب"، كما أن طريقتك في التعامل مع غيرك هامة للغاية، ولذلك غير طريقتك لتتغير حياتك، وحياة الآخرين إلى الأفضل.