الحوار التالي دار بيني وبين السيدة ليلى جارتي في الدور الأول، أنا كنت ساكن في الدور التاني في عمارة 4 أدوار والدور شقة واحدة. الست ليلى كانت موظفة مرموقة في بنك وزوجها كان مهندس كبير في إحدى شركات القطاع العام والإتنين حالياً على المعاش. حقيقة طيبين جداً وجدعان جداً وشالوني في مواقف كتير جداً. الست ليلى كنت بقابلها تقريباً كل يوم وأنا نازل الشغل وهي واقفة تشرف بنفسها على عم إسماعيل الحارس وهو بيمسح السلم حيث دارت هذه الحوارات (هأنقل مقطتفات لعدم التطويل): هي: صباح الخير، ما شوفتش الدواسة اللي على باب العمارة؟. أنا: صباح النور، لأ!. اليوم التالي: هي: شوفت؟ مش نادية اللي في العمارة اللي جنبنا لقيتها واخدة الدواسة!. أنا: ليه؟. هي: مش عارفة، بس بجاحة بجد إنها تاخدها وتحطها قدام عمارتها كدة!. أنا: إيه البجاحة دي صحيح!، طب حضرتك جبتي الدواسة منها؟. هي: بعت عم إسماعيل يجيبها، لما جه يشيل الدواسة زعقتله، سابها ورجع. أنا: نعم!! طب مش حضرتك ليكي كلام معاها؟ ما تكلميها؟. هي: لأ طبعاً، دي ست قليلة الذوق أصلاً، ما بتشوفش كل يوم والتاني تركن في مكان دكتور حسام جارنا اللي فوق مع إن عندهم جراچ؟. أنا: لأ ما بخدش بالي بصراحة. اليوم اللي بعده: هى: مش هتصدق!، إفتكرت إمبارح لما مرات الدكتور حسام قالتلي إن مرة غسيل من عندها طار عند نادية ولما راحوا يجيبوه قالتلهم مافيش حاجة جت عندنا. أنا: سبحان الله! توصل لدواسة وحتة هدوم، مع إن شكلهم ميسورين ومش هيطمعوا في حاجة حد يعني. هي: ميسورين بس؟ دول ماشاء الله عندهم 4 عربيات والعمارة بتاعتهم آصلاً، ومالهاش دعوة، اللي عينه مش مليانة ممكن يطمع في أي حاجة. أنا: عندك حق. اليوم اللي بعده ما قابلتش مدام ليلى ولا الدواسة رجعت، وشوفت الدواسة زي كل يوم على باب مدام نادية. اليوم اللي بعده كان الجمعة، وبعد صلاة الجمعة في المسجد المجاور قابلت زوج مدام نادية، سلمنا على بعض وإتمشينا للمنزل ودردشنا في السؤال عن أحوال الشغل وخلافه، ولاحظت إن زوج مدام ليلى تجاهل زوج مدام نادية عن عمد وأدار وشه كإنه مش شايفه، بصراحة الموقف ضايقني، إيه الدواسة دي اللي هتعمل وقيعة في الشارع؟!، المهم كملنا تمشية لحد باب عمارة مدام نادية -حيث الدواسة- وقفت أنا وزوجها نخلص كلامنا وبعد ما الكلام خلص دار هذا الحوار: أنا (بمنتهى الهدوء) : هي الدواسة دي بتاعتكوا؟. هو: لأ، دي بتاعتكوا. أنا: مش فاهم!. هو (ضحك وقال): تعالى مراتي تحكيلك، القصة دي حصلت معاها أساساً. دخلت البيت وإتكلمنا: هو (ضاحكاً): وليد سألني عن الدواسة وقولتله تعالى المدام تحكيلك القصة كلها. هي (بحدة): عايز تعرف إيه؟. نظرت أنا لزوجها الذي بادرها قائلاً: لأ وليد مش جاى يتخانق ولا ياخد الدواسة، هو مش فاهم القصة. هي: يبقى دكتور حسام ما قالش لحد اللي حصل. أنا (مبتسماً لتخفيف حدة التوتر): واضح إنها قصة فعلا. هي: المفروض إنها مش قصة أصلاً، طب إسأل السواق بتاع دكتور حسام هو يحكيلك. اليوم اللي بعده: قابلت سواق دكتور حسام وأنا راجع من الشغل ودار هذا الحوار: أنا: مساء الفل، إيه موضوع الدواسة ده؟. السواق (بإرتياب): مين حكالك؟. أنا (ضاحكاً): لو حد حكالي كنت هسألك ليه؟. السواق: ولا حاجة، الولية المهبوشة مدام نادية وأنا بمشي الكلب بتاع الدكتور، قام الكلب ولامؤاخذة عمل ماية على الدواسة بتاعتها وهي شافته. أنا (عامل وش جد جداً): وبعدين؟ السواق: ولا حاجة، قعدت تزعق شوية وبعدين قالتلي شيل الدواسة دي إرميها في الزبالة وهات الدواسة اللي على باب بيتكوا حطها هنا لحد ما الدكتور يجيب دواسة جديدة بدل اللي الكلب بوظها. أنا: وإنت عملت إيه؟. السواق: خدت الدواسة بتاعتنا وحطيتها عندها، دي ولية مهبوشة أساساً. أنا: أيوة وبعدين عملت إيه؟. السواق: ولا حاجة، قولت لمدام كاميليا مرات الدكتور. إختصار القصة: السواق بيمشي الكلب اللي عمل پيپي على دواسة بيت، قامت صاحبة الدواسة طالبت السواق بحقها في دواسة على باب بيتها والسواق جاب لها الدواسة وقال لمرات دكتور حسام -اللي ما يعرفش حاجة عن الموضوع- . مدام ليلى وأنا وصمنا مدام نادية بالبجاحة والسرقة لإن مدام كاميليا لا قالت لحد ولا جابت دواسة. والسواق وصم مدام نادية بالمهبوشة لإنها طالبت بحقها في دواسة ما عليهاش پيپي كلب د. حسام. وحاجة كمان، هدوم مدام كاميليا موجودة على سقف جراچ مدام نادية وعلشان كدة مدام نادية ما شافتهمش. ومدام كاميليا إشتكت لما الهدوم طارت وبرضو ما قالتش حاجة لما عرفت إنهم فوق الجراچ. والهدوم اللي مدام كاميليا إشتكت (بس) إن مدام نادية إستولت عليهم هم في الحقيقة تيشرت لإبنها الصغير اللي غالباً قصة "مدام نادية والتيشرت" عاشت أكتر ما التيشيرت كان هيعيش مع الواد. والمحصلة إن الكلب والسواق ومدام كاميليا وأنا ومدام ليلى ظلمنا مدام نادية، ومدام نادية زعلانة من دكتور حسام اللي ما يعرفش حاجة عن الموضوع. بعد القصة دي لقيت نفسي بسأل (وهسألك معايا عزيزي القارئ): تفتكر أنا (وإنت) شكينا ووصمنا كام مدام نادية في حياتنا عن جهل؟. تفتكر كام مرة أنا (وإنت) عملنا زي مدام كاميليا وعلشان ما تعترفش بخطأ عبيط -هيكلفها بالكتير دواسة وكلمة حلوة- سابت ناس تتشتم ويتشك في شرفها؟. أخيراً، تخيل معايا كدة كان يحصل إيه لو مدام ليلى من أول يوم إتصرفت بإيجابية راحت سألت مدام نادية؟. أو كان يحصل إيه لو كنت أنا من أول يوم إتصرفت بإيجابية وروحت سألت بنفسي عن الموضوع؟. أو كان يحصل إيه لو كانت مدام كاميليا من أول يوم إتصرفت بإيجابية قالت معلش الكلب عمل كذا وجابت دواسة جديدة؟.