في "أسطورة الفردوس" التي رواها الرحالة ماركو بولو، استوطن شيخ الحشاشين قلعة "ألموت"، حيث الجداول التي تفيض بالخمر واللبن والعسل، والبنات الجميلات، وكان يُدخل المنضمين الجدد من "الحشاشين" إلى القلعة، ثم يُشرِبهم الحشيش ويتركهم نيامًا، ليستيقظوا في الحديقة، حيث يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، ليتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق إلى شيخ الجبل فيركعون أمامه، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى. دور خاص جدًا يلعبه النبات المخدر حتى اليوم، فمن طائفة الحشاشين إلى أزمات الحشيش المتكررة والمرتبطة بأحداث جسام، وصولاً إلى القبض على نجل الرئيس السابق محمد مرسي بسيجارتيّ حشيش، وظهور حملات ورسوم جرافيتي تطالب بتقنين وضع هذا النبات نظرًا لفوائده! "لقد ظهرت كلمة غرزة بسبب هذا النبات، وهي كلمة قديمة تعني أن القدم قد انغرست في مكان معين بصاحبها لكي يتعاطى الحشيش، والغرزة يمكن أن تكون في أي مكان، بيت أو طريق أو حارة"، هكذا يتحدث الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ، الذي أشار إلى أن لفظة "محشش" أصبحت فيما بعد لفظًا شائعًا في الثقافة المصرية تقال لمن يقول كلامًا غير واقعي أو يبالغ فيقال له "محشش". لأجل المخدرات اندلعت الحروب، معها أو ضدها كما جرى في حرب "الأفيون" بالصين، فإنجلترا من ناحية أرادت ترويج المخدر والاستفادة منه، والصين من ناحية خشيت على أبنائها من تأثير المخدرات: "الحشيش مرتبط بالسياسة من وقت طويل" هكذا يؤكد الدكتور عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، مشيرًا إلى أنه عبر زمن طويل التف "الحشاشون" حول أبوالحسن الصباح، وأقاموا دولة أرهقت الدول والممالك الإسلامية التي كانت قائمة وقتها، مرورًا باستخدام الحشيش والأفيون في تمويل الحرب التي شنتها المجموعات الجهادية في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، كذلك حرب الأفيون التي أرهقت بها إنجلتراالصين واستعمرتها، وصولاً إلى استخدام أجهزة استخبارات عبر العالم للحشيش في تمويل حركات متطرفة ومسلحة في مختلفة أنحاء العالم. يؤكد عمار علي، انشغال الرؤساء المتعاقبين بقضية توافر الحشيش على اعتبار أن نفاده قد يتسبب في سخط على السلطة: "ينطبق هذا على السادات وحسني مبارك، كما أن كثيرًا ممن تولوا منصب وزير الداخلية كانوا يدركون أهمية الحشيش، فما إن حاول وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي، القضاء عليه حتى اندلعت أحداث الأمن المركزي في 26 فبراير 1986، ليطيح بالرجل، فتجار الحشيش يمثلون قوة ضغط شديدة جدًا في مصر". على شبكات التواصل لا تنتهي حملات المطالبة بتقنين أوضاع الحشيش.. "الحملة المصرية لإصلاح قانون تجريم الحشيش" واحدة من هذه الحملات التي تستخدم الجرافيتي في نشر أفكارها، يؤكد القائمون عليها باستمرار: "الخمرة اللي تؤذي الجسم مسموح بيها، والحشيش اللي بيبسط وفي النهاية مجرد نبات طبي مجرم.. يرضي مين ده يا ناس".