قال هشام النجار، القيادى السابق بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن قيادات الجماعة والإخوان حرّضوا على العنف، وزجوا بالدين فى صراعات سياسية، وصوروا الخلاف على السلطة على أنه صراع دينى، وادعوا أنهم يسعون لنصرة الإسلام، وعليهم فى المرحلة المقبلة تنقية خطابهم الدينى، بعيداً عن لغة التخوين. ■ كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى؟ - المشهد الحالى معقد ومتأزم، وتوجد أزمة بين التيار الإسلامى والدولة، ونحن وصلنا إلى ذروة الصراع، وبعد 30 يونيو وصل بنا الحال إلى حرق الأقسام والمساجد والكنائس، وهذه مرحلة لم نكن نتمناها لمصر، ووصلنا إلى انعدام الأفق السياسى والعناد من قبل جميع الأطراف، وعدم قبول التيار الإسلامى تقديم تنازلات لتحقيق المصالحة، وتضمن الخروج من الأزمة والحفاظ على الدولة المصرية وكيانها وعلى مؤسسات الدولة كالجيش والأزهر والحركة الإسلامية والكنيسة وعلى وحدة النسيج الوطنى. ■ ما الرسائل التى وجهتها إلى الجماعة الإسلامية؟ - أتمنى من الجماعة الإسلامية ألا تصل إلى مرحلة الحظر كتنظيم الإخوان، وألا يُحظر نشاطها. وأنا أوجه إليها عدة رسائل كطوق نجاة، وهى أنه لا بد لها أن تنفرد وحزبها البناء والتنمية بخط سياسى واضح بعيداً عن التحالف مع الإخوان، وألا تتحمل أخطاءهم، وتعلن انسحابها من التحالف الوطنى لدعم الشرعية، وأنها فى حاجة إلى مراجعات فكرية للأخطاء التى ارتكبتها فى الفترة السابقة من ناحية، ولخلطها الخطاب الدينى بالسياسى من ناحية، كما تحتاج إلى مبادرة حقيقية من داخلها لتحسين صورتها وإلا سيجرى حظرها مثل الإخوان. ويجب على القيادات المطلوبة لجهات التحقيق أن تسلم نفسها لإثبات براءتها أمام الرأى العام. ■ كيف ترى مستقبل الجماعة الإسلامية؟ - مستقبلها فى يد أبنائها، والمرحلة الحالية من أصعب المراحل التى تمر بها الجماعة على مدار تاريخها، وهى تحتاج إلى وقفة مع نفسها ومراجعة أخطائها، وأن تتخذ قراراً مصيرياً قوياً ومسئولاً حتى لا تصل إلى طريق مجهول لا يعلم مداه إلا الله. أرى أنها فى حاجة إلى تحكيم العقل والمنطق، خصوصاً أن قياداتها حرضت على العنف، وزجوا بالدين فى صراعات سياسية، وصوروا المشهد على أنه صراع دينى، وادعوا أنهم يفعلون ما يفعلون نصرة للإسلام. يجب التفريق بين الصراع السياسى والدينى، ومراجعة الخطاب الدينى، والبعد عن لغة التخوين وتكفير الآخر والتحريض على العنف. ■ هل الإخوان والجماعة الإسلامية أضرا بالدين الإسلامى؟ - بالتأكيد، جماهيرية الحركة الإسلامية خسرت كثيراً فى الشارع، لأنها تسعى إلى السلطة وأولوية الحكم، وهذا خطأ ولا بد أن يعرفوا سياسة التحالف مع السلطة من أجل الوطن، و«الإخوان» كانت لديها مشكلة كبرى؛ أن الرجل المصرى البسيط كان ينظر إلى المشايخ على أنهم عنوان الرسالة الإسلامية، وعندما دافع رجل الدين عن السياسة اهتزت صورتهم وأضرت بالمشايخ والدعاة الذين تصدروا المشهد الإعلامى والسياسى. النور والإخوان على الإخوان أن يبدأوا مراجعات فكرية شاملة لشباب التنظيم، لكن تاريخ الإخوان لا يشجع على ذلك، بالنسبة لحزب النور، فعليه أن يقدم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية.