ازداد المشهد السياسى تعقدا، مع دعوات قيادات جماعة الإخوان المسلمين لأنصار الرئيس محمد مرسى للخروج إلى الشوارع والميادين للمطالبة بعودته رئيسا للبلاد، وهو ما جعل كلا من المؤيدين والمعارضين للرئيس مرسى فى مواجهة بعضهم البعض. وتغالى قيادات الإخوان فى دعوتهم إلى حد تخوينهم الجيش، والدعوة لاقتحام المؤسسات العسكرية، بحجه فك أسر الرئيس محمد مرسى، وأكدوا أنهم لن يقبلوا بالانقلاب على الشرعية، وأنهم سيحموه بدمائهم. لغه التهديد بالعنف تلك تضع جماعة الإخوان المسلمين فى مواجهة الشعب المصرى والعالم أجمع الذى احتفل ابتهاجا بمليونية 30 يونية، وكانوا يتعاملون بحذر مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين محترما إرادة الشعب عندما اختاروهم فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية، إلا أنهم خانوا ثقة المواطنين، ولم يفكروا سوى فى مصالحهم الخاصة، وهو ما حذا بالشعب للخروج على مرسى وعزله نظرا لتدهور أوضاعهم. فهل ستعى جماعة الإخوان أن لغة العنف، لن تكسب من ورائها شيئاً، وأنها الخاسر الأكبر من ورائها، وأن السبيل الوحيد أمامها للاندماج مع الشعب هو الرضاء بإرادة الملايين، وبخارطة الطريق التى طرحها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، والتى تشرك جميع الفصائل السياسية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين فى صناعة مستقبل البلاد وإلا سيقصى المجتمع تلك الجماعة للأبد وتعامل على أنها إحدى الجماعات الإرهابية، وحينها سيحظر عليها المشاركة السياسية كافة. الدكتور محمد نصر، وزير الصحة بحكومة الوفد الموازية، قال إن الأعداد التى تحتشد بين الحين والآخر عند ميدان رابعة العدوية ضئيلة جدا إذا ما قورنت بالأعداد التى خرجت يوم 30 يونية، ومن ثم فإن الأقلية عليها أن ترضخ لرأى الأغلبية، وأكد نصر أن دعوة قيادات الجماعة للعنف تكشف الوجه الحقيقى للجماعة وأعضائها، وسيدفع الثمن الشباب المغرر بهم. وتابع «البديل الوحيد الآن أمام الجماعة هو الاندماج فى المجتمع، لأن الشعب المصرى بطبيعته مسالم ولا يقبل لهجة العنف كما أن مصر بيئة طاردة للإرهاب، ولا يمكن أن تكون بؤرة للإرهاب والإرهابيين». مضيفاً: «اندماج الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية أمر سيأخذ وقتاً طويلاً، لكنه لابد منه، لأنه فى حال إصرارهم على موقفهم المعادى للجيش والإرادة الشعبية فسيخسرون آخر مقدار احترام لهم لدى الشعب وسيصبحون أندادا للمجتمع ككل. وأكد «نصر» أن الجيش لن يقبل بتلك اللهجة التهديدية وسيرد عليها بكل حزم، لأنه لن يقبل أن يعبث بأمن البلاد ومقدراتها أى فصيل سياسى. إلى ذلك قال صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر «مظاهرات التأييد لمرسى نوع من أنواع البلطجة والإرهاب السياسى، ومن يحاسب عليه قيادات الإخوان الذين سفروا عائلاتهم وأسرهم إلى الخارج، وزجوا بالشباب المغرر بهم إلى الشارع. وعبر «حسب الله» عن أسفه من دعوات التحريض التى يروج لها قيادات الإخوان مطالبا القوات المسلحة بالتحفظ على تلك القيادات التى دعت إلى اقتحام مبنى الحرس الجمهورى منعا لنشر الفتنة والعنف فى البلاد لأنهم يريدون إدخال البلاد فى حرب أهلية، لافتا إلى قبول كثير من الشخصيات والقيادات الإسلامية العاقلة للأمر الواقع واحترامها للإرادة الشعبية. ولكن يتبقى 20% منهم لا يريدون تقبل الأمر، ويسعون لنشر العنف ومن ثم لابد من التعامل معهم بكل حزم وقوة، محذرا من المساس بالمؤسسات العسكرية لأنه أمر ستتعامل معه المؤسسة العسكرية بكل قوة وحزم. وأكد «حسب الله»، رئيس حزب المواطن المصرى، أن كل دقيقة تمارس فيها جماعة الإخوان العنف، يخسروا أمامها البقية الباقية من احتمالات مشاركتهم فى الحياة السياسية فى الفترة المقبلة، وعلى من سيراجع نفسه وينضم للأحزاب الأخرى أن يعى أنه لابد من عدم دمج الدين فى السياسة واستغلال الدعوة من أجل تحقيق مكاسب سياسية. وعول «حسب الله» على حكمة القوات المسلحة وقدرتها على إدارة الأزمات فى البلاد فى إدارة الحوار بين جماعة الإخوان المسلمين وكافة فصائل المجتمع حال تخليها عن لهجة العنف. إلى ذلك وصف المهندس أحمد السجينى وزير تنمية الحكم المحلى بحكومة الوفد الموازية مشهد مظاهرات الإخوان فى رابعه العدوية بالمؤسف، لأنهم بيروجوا لإرهاب ستدفع البلد ثمنه، محملا قيادات الإخوان مسئولية الزج بالشباب الذى يريد إعلاء الإسلام ويتوهم فى جماعة الإخوان ذلك. وأكد أن أى نقطة دم مصرى ستسيل هى مسئولية كافة القيادات الإخوانية بما فيهم الرئيس محمد مرسى، مناشدا القوات المسلحة بضبط النفس والتعامل بحكمة مع أبناء الوطن المغرر بهم، مشيراً إلى مبادرة جبهة الانقاذ التى طرحتها برئاسة الدكتور السيد البدوى، والتى أعلنت عن فتحها مقراتها وأحزابها أمام شباب الجماعة وقواعد حزب الوسط وكافة الأحزاب الإسلامية لينضموا تحت راية حزب الوفد وكافة الأحزاب لننأى عن الصراع والعنف الذى سيدخل البلاد فى حرب أهلية لا يعلم عقباها سوى الله. وحذر «السجينى» من تهميش شباب الإخوان لأنهم سيتحولون إلى قنابل موقوتة تهدد أمن الوطن وسرمته، مدللا بما حدث من اعتداءات على الجيش فى سيناء ومحاولات اقتحام مبنى الحرس الجمهورى. إلى ذلك أكد محمد السعيد، عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية» أنه إذا أصرت جماعة الإخوان على لهجة العنف واعتباره الخيار الوحيد فإن التاريخ سيطوى صفحة الجماعة نهائيا، ولن يذكرهم سوى كجماعة إرهابية، تتحدث باسم الدين وتتخذ منه ستارا لتحقيق مصالحها الشخصية. ووجه السعيد رسالة للاخوان قائلاً: «أنتم أثبتم للعالم أنكم جماعة دعوية تعدو للعنف والتدمير، مشيراً إلى تصريحات قيادات الإخوان وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تدعو إلى عمل عمليات استشهادية وإرهابية ضد الجيش والشعب، فضلاً عن تخوين كافة فصائل المجتمع، مؤكداً أن كل هذه الأكاذيب التى تختلقها الجماعة لا يصدقها سوى أعضائها أما أغلبية الشعب فعلى يقين تام ببواطن الأمور. وتابع «على الإخوان أن يعوا أن الديمقراطية معناها الارتكان إلى الإرادة الشعبية، وفى مصر إرادة ملايين الشعب نادت بطوى صفحة جماعة الإخوان المسلمين وإخراجهم من المشهد السياسى نهائيا، مؤكدا أن الإخوان يفقدون بتصرفاتهم تلك آخر شعرة فى التعاطف معهم فرغم أن كل الأحزاب فتحت أبوابها لشباب جماعة الإخوان إلا أنهم مصرون على عنادهم واستكبارهم وهى اللهجة التى جعلت الشعب ينأى عنهم ويرفض استمرارهم فى الحكم. وندد «السعيد» بما قام به أعضاء الجماعة من هجوم على مطار العريش وعلى أكثر من 10 نقاط للجيش والشرطة، وكذلك المتظاهرين، مؤكداً أن تلك السياسة ستزيد من الرفض الشعبى لممارساتهم، مؤكدا أن قيادات الجماعة أصابهم الجنون، ولا يريدون أن يصدقوا أنهم أصبحوا خارج السلطة ويسعون لإحراق الوطن مهما سالت دماء شباب وأناس أبرياء، موجها رسالة لأعضاء الجماعة بالرجوع إلى عقولهم وقبول الأمر الواقع والانضمام إلى صفوف الشعب المصرى، لأنهم جزء من نسيج المجتمع المصرى، ولا يمكن إقصاؤه، وأن البلد فى أمس الحاجة إلى جهدهم ورغبتهم الجامحة فى إصلاح أمور ولكن دون عنف ودون استغلال الدين فى السياسة.