إذا كنت فاشياً أو نازياً فلا تسأل عندما تصبح فى موطن ضعف أو ملاحقة عن أهداب الحق وميزان العدل وقيمة الإنصاف، لأن الزمان لو عاد إلى الوراء لكنت أول من سفك الدم وأول من قتل باسم الدين وأول من اعتقل بدعوى الشرعية، إنها آيات الحق فى الحكم والحكام ولكنها السلطة مسكرة مبهرة مغرية بالانفرادية والاستبداد والتعالى والطمع، وما دامت الإخوانية مثل النازية جاءت بالصناديق فإنها خرجت فى مصرنا بحركة الجماهير، الألمان ما زالوا يطاردون حتى اليوم نازيتهم التى تشعرهم بقسوة جرائمهم فى أوروبا والعالم، بل إن برلين ظلت تعرض حتى سنوات قريبة أموالاً لمن يساعدها فى الوصول إلى مساعدى النازى الباقين على قيد الحياة، فمثلاً عرضت فى العام 2007 مكأفاة 130 ألف يور لمن يدلى بمعلومات تساعد على اعتقال الطبيب النمساوى النازى «أربيرت هايم» الذى عمل مع هتلر فى الأربعينات، ألمانيا سيدة أوروبا تبحث عن نازى فاشى رغم بلوغه الثالثة والتسعين والعالم يلومنا لأننا نحاول القضاء على إرهاب تصفه بعض وسائل الإعلام العالمية بأنه تمرد إسلامى فى تغييب لمعايير المهنة وتجاهل لترويع الآمنين وتهديد مصالح البلاد والعباد وقطع الطرق وحرق المنشآت ودور العبادة، ملاحقة المتطرف أياً كان اتجاهه أو تياره أو فكرته أو مشروعه تظل هدفاً لأى دولة تحترم شعبها واستقرارها، فهذه النعرات المتطرفة التى تقسم الأوطان وتحيله إلى مصير الدول الفاشلة يلزمها يد القانون، يد الشعب الذى يحافظ على مقدراته ومستقبله، الولاياتالمتحدة نفسها تحاصر المتطرفين بل وتسحقهم، لديها فى تاريخها سجل طويل من القمع لأى تمرد يخالف القانون والقواعد المرعية فى الحياة الأمريكية، اليابان تلاحق دعاوى قومية لإشعال نار أحرقتها فى السابق بنار القنبلة الذرية، إنها شعوب تعمل بجد لكنها تقسو على من يخالف اختياراتها ومساراتها. استمرار الإخوان فى لعب دور المتمرد لم يعد صالحاً فقد ذهبوا إلى خانات الإرهاب، وعادوا كما كانوا مع كافة جماعات الإسلام السياسى ليصبحوا فى كفة واحدة تجاه المجتمع بعد أن قرروا فى لحظة غباء تاريخية أن يصطفوا علناً فى عباءة العنف مع آخرين بعد أن أخفوا وجهاً قبيحاً منذ العشرينات جملته مساحيق المظلومية وخديعة الاعتدال ومناورات الغرف المغلقة ومؤامرات التنظيمات السرية، ولنا فى الألمان أسوة حتى وإن كانوا ضدنا، فالملاحقات للفكرة والمحاصرة أمران ضروريان لننعم بوطن يفكر بعقله لا بعقل آخرين، ينتصر لتاريخه وليس لتاريخ جماعة ويصطف مع وطنه العربى وليس مع التنظيم الدولى، ولهذا فلنضع نهاية النازية الإخوانية، وليعد التائبون إلى وطنهم بعد أن أنابوا واستتابوا وانحازوا إلى الرشد دون المرشد!