أصدر فنانون تشكيليون بيانا بعد إقالة صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، حيث قال الموقعون على البيان إن إقالة الفنان المليجي لم تكن مفاجأة لهم، حيث كانوا ينتظرونها في خلال ساعات من افتتاح المعرض العام في دورته ال 35 أمس، لأن المليجي كان قد أخذ قراره بانحيازه لعائلته الفنية وفتح المعرض على مسؤوليته الخاصة، وكان قد وصله فاكس من وزير ثقافة المرشد، بحسب البيان، قبلها بوقت قليل بالموافقة المشروطة على الافتتاح برفع اللوحات التي وصلت بعد ميعاد الفرز الأول، وهو مارفضته لجنة تحكيم وفرز المعرض وأيضاً القوميسير العام الفنان محمد طراوي، موضحا أن الضربة كانت موجعة لوزير مكتب المقطم، الذي تتفتح عيناه على مايسمى بالثقافة لأول مرة في حياته. ودعا الفنانون التشكيليون، الوزير لأن يفتح أذنيه ليسمع ويعي هذا البيان الذي لاهزل ولامزاح فيه من الجماعة التشكيلية والثقافية المصرية، كما أورد البيان خمسة بنود، وصف في أولها إقالة الفنان صلاح المليجي قرار ساذج محدود التأثير والقيمة، علاوة على تعسفه ومخالفته للوائح والقوانين، لأنه فنان كبير فى جماعته التشكيلية وأستاذ قدير في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وله دوره الفعال في هذين الكيانين، كما طالب البيان بعودة المليجي، لذا رفض الفنانون ما وصوفه بالقرار المتعسف، وطالبوا بعودة المليجي إلى مكتبه في قطاع الفنون التشكيلية فوراً بموجب القانون. وقال التشكيليون إنهم "لن يسمحوا بتواجد وزير ثقافة مكتب الإرشاد المطرود من الجماعة الثقافية المصرية في أي فاعلية أو مناسبة ثقافية تخص الحركة التشكيلية بأكملها، ويتضامن معنا في هذا بكل تأكيد الحركات الإبداعية الأخرى بين أدبية وسينمائية ومسرحية، طبقاً لقرارات المؤتمر الأول للمثقفين الذي عقد مؤخراً بنقابة الصحفيين، ونتحداه في كسر أو مجابهة هذا القرار الذي لايستطيع أن يخترقه إلا بالقوة الأمنية التي تحميه وليس بقوة جماعتنا الفنية والثقافية". ودعا البيان لوقفة احتجاجية عاجلة أمام قصر الفنون بالأوبرا يوم الخميس القادم الساعة الخامسة مساء، ومنه إلى مكتب الوزير بالزمالك، إيماناً منهم بأن وجوده في الوزارة هو داخل مكتبه فقط، لذا نريد محاصرته في محيطه الورقي حتى يرحل عن الوزارة نهائيا بلا رجعة. وقرر الموقعون على البيان، إطلاق جماعة "مبدعون من أجل الشعب"، التي ستضم نخبة كبيرة من نجوم الحركة الفنية والثقافية المصرية، حيث سيعتمد المثقفون على أنفسهم من خلال الاكتتاب العام في كل أرجاء مصر بطولها وعرضها للسير في طريق الثقافة المستقلة بالشعب، ومن الشعب وإلى الشعب كما كان سائدا في مصر قبل إنشاء وزارة الثقافة، مع بدايات ثورة يوليو 1952، قبل أن تحمل اسم وزارة (الإرشاد القومي)، بحسب البيان، علما بأن الحركة الفنية والثقافية هي نحن المثقفين وليس حفنة من الأوراق وتلال من المكاتب، وقد تمت كتابة مانيفستو الجماعة بالفعل منذ ساعات، ونحن بصدد تأسيس كيانها المالي والقانوني، والإعداد الآن للاجتماع التحضيري الأول، والذي سيعقبه مؤتمر صحفي كبير لتدشين الجماعة خلال الأيام القليلة القادمة، والتي ستحتوى على كل ألوان الطيف الإبداعي والثقافي. وأوضح الموقعون أنهم يعلممون علم اليقين، أن وزير الثقافة، جاء بخطة تدميرية تستهدف معمار الثقافة المصرية العريقة من منطلق فكر كهنوتي أسود نابع من الكتب الصفراء، لهذا لم ولن يفهم هو وكهنته طبيعة الشخصية المصرية العنيدة التي لاتقبل بالانحناء مهما كان الثمن المدفوع.