حالة من الاستياء تدور بين العاملين فى «ماسبيرو» بسبب سلسلة من التعليمات والممنوعات التى يبدو أنها أصبحت من أساسيات تيسير الأعمال داخل التليفزيون، والتى أصبحت تثقل كاهل المذيعين والمعدين بسبب زيادتها عن الحد مؤخراً، وكان آخرها التعليمات التى صدرت من رؤساء القطاعات لرؤساء القنوات لتعميمها على جميع المذيعين والمذيعات، بعدم الربط بين قتلة الرئيس الراحل أنور السادات، والجماعات الإسلامية بأى شكل من الأشكال، ومنع ذكر هذا الحدث فى أى برنامج يكون ضيفه أحد أعضاء هذه التيارات أو الحركات الإسلامية، وعدم ذكر اسم عبود الزمر بصفته قاتل السادات فى أى برنامج، والاكتفاء فقط بتوصيفه بأحد الأعضاء البارزين فى الجماعات الإسلامية. كما تم التنبيه على الجميع بمنع الحديث عن تخوّفات المواطنين فى الشارع من الجماعات التى أعلنت عزمها عمل لجان شعبية بديلة لوزارة الداخلية لتنظيم الأمن فى الشارع. يقول مصطفى كفافى المذيع بقناة «نايل لايف» إن حسين زين رئيس القناة، أمره بالتوقيع على إقرار بالعلم والاستلام يفيد معرفته بأن جمال سمك الأمين العام المساعد لحزب البناء والتنمية «الذراع السياسية للجماعة الإسلامية»، تقدَّم بشكوى ضده إلى صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، بحجة أنه عندما استضافه فى برنامجه سأله عن اللجان الشعبية التى نظّمتها الجماعة الإسلامية فى أسيوط، وأن البعض يتخوّف منها كونها قتلت الرئيس الراحل «السادات»، وتم تحويل الشكوى من مكتب الوزير إلى رئيس القناة، الذى نبه بدوره على المذيع بعدم ذكر هذا مرة أخرى فى أى حلقة. وفى نفس الأسبوع تم توجيه إنذار رسمى إلى «انتصار غريب» المذيعة ب«الشباب والرياضة» بسبب ختامها حلقة برنامجها «إنسان بدرجة فنان» بجملة «الشعب يريد إسقاط النظام». وفى نفس السياق أصدر شكرى أبوعميرة، رئيس التليفزيون، قراراً لكل رؤساء القنوات بمنع المذيعين من الكلام فى السياسة أو حتى طرح موضوعات سياسية، وقد تم التطبيق الأول للقرار على برنامج «صوت مصر» على الفضائية المصرية، حيث طلب «أبوعميرة» تغيير موضوع الحلقة الذى كان من المفترض أن يكون عن الانتخابات، وتمت استضافة الشيخ خالد الجندى للحديث فى موضوعات دينية، رغم رفض أسرة البرنامج، إلا أن رئيس التليفزيون أصر على موقفه. يقول شريف محمد مخرج برنامج «دفاتر الوطن»، الذى يُعرض على القناة الثالثة: إن «الرقابة منعت حلقة خاصة من برنامجى قبل موعدها بساعات لاحتوائها على العديد من الإسقاطات السياسية على أحاديث محمد مرسى رئيس الجمهورية، وعن وجود عصابات من الميليشيات التابعة لحركة (حماس) داخل مصر، والدعوة التى وجهها عصام العريان لعودة اليهود إلى مصر، وأخونة الدولة فى الأماكن السيادية فى الوزارات والمحافظات والمحليات، وأخيراً المستندات الخاصة بدولة قطر التى كانت تطلب تأجير الآثار المصرية، ورغم محاولاتى عرض الحلقة أكثر من مرة فإن طلبى قُوبل بالرفض نهائياً». أما أطرف الممنوعات، فهى قرار رئيس التليفزيون، إلزام كل المذيعات بارتداء ملابس محدّدة على الشاشة، ومنعهن من ارتداء الملابس الجينز فى البرامج، بالإضافة إلى منع ارتداء الملابس «المقلمة» و«المشجرة» و«الضيقة» والابتعاد عن الموضات الغربية فى أسلوب ارتداء الملابس، وذلك بحجة تحسين شكل شاشة التليفزيون، وهو ما قُوبل بالرفض من مذيعات التليفزيون، اللائى رأين أن قرار إلزامهن بملابس محدّدة يأتى تلبية لمطالبات بعض التيارات الإسلامية، خصوصاً أنه لا توجد مذيعة فى التليفزيون المصرى تخرج بشكل مبهرج، ولذلك فإن القرار لا فائدة منه، ومن الخطأ تعميمه لأن طبيعة البرامج هى التى تحتّم شكل ملابس المذيعة.