نعترف بأن القضيه المطروحة قضيه شائكه ومهمة تضرب بأساس المجتمع، وتؤدي إلي تدمير كيان الأسرة المصرية، ألا وهى العلاقات غير الشرعيه التى يمارسها الشباب تحت مسميات غربية غريبة علي مجتمعاتنا الشرقية والمعروفة اعلاميا بظاهرة الزواج العرفي والتي تأخذ من حين لأخر أشكالا عديدة مثل "زواج الوشم، زواج الكاست، زواج الطوابع، ووثيقه حب بالدم"، كل ذلك تحت لافته الزواج العرفى والذى نتج عنه خلال الآونة الأخيرة ألاف الأطفال مجهولي النسب نتيجه لأكثر من 6 ملايين حاله زواج عرفى . "الوادي" تفتح هذا الملف الذي يدق ناقوس الخطر علي الجميع لينذر المجتمع بمشكله كبري تهدد مستقبل الأسرة المصرية وبداية المأساه بصمه دم.. ْْمريم تزوجت وهى فى ثانيه إعدادى من جارها وكان عمرها حين ذاك 18 سنه فكان يعمل نجار فى ورشه نجاره وكان من الغريب أنهم تزوجا عن طريق بصمه الدم حيث قامت بالبصم على ورقه مكتوب عليها زوجتك نفسى عن طريق جرح صابعها لإنزال الدم منه وبصمت بالدم على الورقه، فقد قضت تلك البصمه على حياتها كما تورطت فى هذه العلاقه الغريبه من نوعها ذلك لعدم الرقابه الكافيه فى المنزل لأن والدها متوفى وأمها تعمل فراشه مدرسه وفى المساء تعمل خادمه فى إحدى البيوت. أما الطالبه زمرده فقد سلكت طريق آخر هو الطريق الذى إعتدنا سماعه فى تلك الفتره، فزمرده طالبه جامعيه تعرفت على أحد أصدقائها بالجامعه وأرتبطت به عرفياً وكانت النتيجه من تلك الكارثه أنها حملت وعندما علمت بذلك طلبت منه التقدم لها بشكل رسمى ولكن تهرب منها، وفى نفس الوقت تقدم لها عريس آخر وقد أصرت أسرتها على الزواج منه، وفى ليله الزفاف إعترفت له بكل الحقيقه وأتفقت معه على أن يتم الطلاق بعد فتره حتى تصبح الأمور عاديه، ولكن عندما وضعت سجلت المولود باسم زوجها الذى وقف بجوارها حفاظاً على سمعتها، وعندما علم الزوج بهذا الفعل رفع قضيه إنكار نسب، وإنكشف كل شئ عندما قال الحقيقه أمام القاضى، وهى أن الطفل ليس إبنه ولكنه إبن شخص تزوجت منه عرفياً. وعلى صعيد آخر يرى محمد المصرى، الطالب بكليه الحقوق جامعه عين شمس أن الأشكال الجديده للعلاقات غير الشرعيه متعددة ومنها الزواج بالدم الذى عن طريق عمل جرح صغير فى يد كل من الشاب والفتاه ويسلم كل منهما على الآخر فيصبحا زوجان، وقد تطورت الآن الاساليب التى يمارسها الشباب فى الزواج و منها زواج الوشم ويتم عن طريق إختيار شكل معين يتم رسمه على ذراع ويكون هذا الوشم بمثابه عقد زواج، وهناك نوع آخر من الزواج وهو زواج الطوابع الذى يتم عن طريق لصق طابع بريدى على جبين كل من الشاب والفتاه. وفى نفس الصدد ترى الطالبه نورهان أحمد الطالبه بآداب عين شمس أن من أسباب لجوء الشباب لهذا العلاقات غير الشرعيه هى البطاله وإرتفاع سن الزواج والتنشئه الإجتماعيه الخاطئه. وأكمل الطالب "محمد أحمد"حقوق عين شمس فى نفس السياق أن عدم الشعور بتحمل المسئوليه وعدم الألفه فى المنزل هو السبب فى ظهور مثل هذه الأشكال. كما أشار "هانى محمود" آداب عين شمس إلى أن غياب القدوه وضعف الوازع الدينى بين الشباب هو السبب فى كل هذه العلاقات المشوهه. وأكدت "ريم مروان" آداب آثار عين شمس أن هذه الأشكال الجديده للزواج موجوده منذ فتره ولكنها منتشره بدرجه كبيره فى الجامعات الخاصه، ويرجع سبب إنتشار هذه الظاهره إلى ما تبثه الفضائيات من أفلا إباحيه شجعت الشباب والفتيات على قيام هذه العلاقات غير الشرعيه. وأضافت "ريم" قائله أنها تعرفت على فتاه فى المصيف وعرفت منها أنها تزوجت من شخص عن طريق الوشم الذى تم برسم كل منهما على ذراعه اسم الآخر وبعد ذلك تم الإنفصال عندما أزالوا هذا الوشم بماء النار. وفي محاولة للوقوف علي جذور تلك الصور الحديثة من الزواج العرفي اقتربنا أكثر من القضية لمعرفة الأسباب ومحاولة وضع حلول لتقليص الظاهرة في الجامعات والشوارع والمنتديات المصرية، الدكتوره علياء حبيب، أستاذ علم الإجتماع جامعه عين شمس قالت أن الاشكال الجديده من العلاقات غير الشرعيه التى تتمثل فى الزواج بالدم والكاسيت والوشم والمتعه وغيرها موجوده بالفعل ولكنها غير منتشره بكثره ولا يعلم بها أحد لأنها تتم فى الخفاء لأنها ضد الدين والعادات والتقاليد، وأرجعت أن السبب فى إنتشار هذه الظاهره إلى عده جوانب فالجانب الأول هو الجانب الإقتصادى ويتمثل فى غلاء المهور والمبالغه فى الطلبات التى يطلبها أهل العروس. أما الجانب الثانى فهو الجانب الإجتماعى ويتمثل فى ظهور فجوه بين الوالدين والأبناء نتيجه إنشغال الأم فى العمل معظم فترات اليوم بالإضافه إلى أن سفر الأب للعمل فى الخارج يساعد على زياده الفجوه بين الآباء بإعتبارها أفكار صارمه وباليه. بينما ترى الدكتوره عزيزه السيد أستاذ علم النفس بكليه البنات جامعه عين شمس ان الأسباب التى أدت إلى إنتشار هذه العلاقات الغير شرعيه هو إرتفاع سن الزواج بالإضافه إلى العامل النفسى الذى يلعب دور بارز فى هذه القضيه لأن الشباب لديهم رغبات مكبوته لا يستطيعون إشباعها بالزواج الشرعى مما يصيبهم بحاله من عدم التوازن لذا فقد يلجأون إلى هذه الأشكال الغير شرعيه. وأضاف الدكتور أحمد مجدى الطبيب بالعياده النفسيه بجامعه عين شمس عاملاً آخر للجوء الشباب إلى هذه الاشكال من الزواج هو عدم تحملهم للمسئوليه لذلك يجب عل الأسره أن تغرس فى نفوس أطفالها كيفيه تحمل المسئوليه والثقه بالنفس، فالزواج بهذه الطريقه يعد زنا لذا فآثاره تكون سيئه بالنسبه للفتاه التى تصاب بالإكتئاب والإحباط وبالنسبه للأسره فهى التى تفقد كرامتها وإحترام الناس لها. وأشار الدكتور محمد عبد المنعم حبشى، أستاذ الشريعه والقانون بكليه الحقوق جامعه عين شمس أن هناك شروطاً للزواج الشرعى فلابد أن يستوفى أمرين أساسيين الأمر الأول هو ما يتصل بأركانه وشروطه وأساسها الإيجاب والقبول والولى للمرأه، أما الأمر الثانى مراعاه مقاصد الشريعه من الزواج وهو قصد الإستدامه للحياه الزوجيه وتاسيس العلاقه على الموده والرحمه والذريه. وأكد حبشى أن أغلب ما يجرى من الصور التى نسمعها من الزواج السرى والمتعه والوشم يعتبر زنا ويتم إثبات النسب فى تلك الأشكال بعده طرق وهى الشهاده أى إعتراف الزوج بأنه كان على علاقه بهذه الفتاه، ثانيها القرائن وهى الشهود بالرؤيه أى رؤيتهم معاً والشهود بالإستماع وأخرها تحليل DNA، بينما فى حاله عدم إثبات النسب يقيد الطفل باسم وهمى ويتم بعد ذلك بعمل محضر فى قسم الشرطه بأن هذا الطفل مجهول النسب ولا يصح أن يكتب باسم والد الفتاه لأن هذا حرام شرعاً وقانوناً. وفي ذات السياق تؤكد الدكتوره سوزان الفلينى، رئيس قسم الإعلام سابقاً بكليه الآداب جامعه عين شمس أن الأشكال الجديده للزواج تنتشر بين مجموعه من الشباب الذين يعانون من خلل دينى وأخلاقى وعدم إستقرار أسرى ولا شك أن الإعلام له دور كبير فى معالجه مثل هذه المشكلات الخاصه بالشباب إلا أنه أحياناً يعالجها بطريقه خاطئه مثل النعامه التى تدفن رأسها فى الرمال بالإضافه إلى أن الإعلام الوافد من الخارج قد يبث قيماً وتقاليد مختلفه عن قيمنا، وللأسف ينقاد وراءها كثير من الشباب لغياب الوعى الداخلى لابد أن يركز على مخاطبه الشباب من الناحيه النفسيه وتحدد الهدف الذى يوجه من أجله الإعلام الداخلى.