انتشرت فى السنوات الأخيرة ظاهرة " الزواج العرفى " وخاصة بين الشباب فى الجامعات ووصل الأمر إلى حدوثه بين طلبة المدارس الثانوية . من هنا أرداتنا أن نقوم بجولة لتوضح أبعاد هذه الظاهرة ، ووضع الأمر أمام الجميع ، بل وفتح باب الحوار حول هذه الظاهرة التى تؤرق الأباء ، ويخشى الجميع على أبناءهم وبناتهم من الوقوع فى مثل هذا الخطأ . تناولت الأمثال الشعبية الزواج وأنواعه :- اللى ما بيغا يجوز بنته يغلى مهرها دور فى الدرب ولو دارت وخذ بنت السبع ولو بارت اللى تعصى جوزها وما تسمع كلمته ما تستاهل تاكل لقمته إن كان بدك تصون العرض وتلمه جوز بنتك اللى عينها منه جوزها يقدرها وعشيقها يمرمطها مما يشير إلى أن المثل الشعبى والذى يمثل جزء كبير من الثقافة الشعبية يحذر من خطورة ترك البنت بدون زواج لأن الثقافة الشعبية غالباً ما تضع المرأة فى المكانة الثانية فى المجتمع وتصفها بالضعف وقلة الحيلة بجانب الرجل الذى يحظى دائماً بالمكانة الأعلى ويوصف بالقوة ، وغالباً ما يكون له حق السيطرة على الزوجة أو الإبنة . وفى محاولة لإيجاد تفسير علمى لظاهرة الزواج العرفى والتعرف على موقف الدين الإسلامى من هذه الظاهرة إلتقت بالأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور النبوى عبد الواحد شعلان وقال :- الزواج من المفروض أنه يعبر عن فرح ، فمثلاً إذا نجح طالب فى الامتحان يريد أن يفرح بهذا النجاح بين مجموعة من الناس ، وكذلك الزواج عندما يتزوج إثنين يريدوا أن يفرحوا بهذا الزواج ويأتى هذا الفرح عن طريق الإشهار والإعلان فإذا كان الزواج العرفى زواج معلن فهو صحيح أما إذا كان سر بين إثنين فهو باطل . فى العصور الأولى كان الزواج غير موثق بمعنى أنه كان الزوج يقول لوالد الزوجة زوجنى ابنتك ، ويقول له الوالد قبلت ، والإسلام يحرص على الحفاظ على حقوق المرأة سواء فى الميراث أو الحفاظ على سمعتها بمعنى أنه إذا جاء طفل ينسب إلى أبيه . والمقصود بالزواج هو الإشهار فما عدا ذلك يعتبر نوع من أنواع الزنا ، والهدف من إشهار الزواج هو الحفاظ على حق الزوجة والأطفال ، ولقد أحل أحد الشيوخ فى أوروبا وأمريكا زواج المتعة وزواج المسيار حتى يسهل ممارسة الحياة بشكل طبيعى ، وزواج المسيار هو من التطوير لزواج المتعة . وأحب أن أقول للشباب اتقوا الله هل ترضى بذلك لأختك ، وحدث أن جاء رجل إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال له إنى أحب أن أسلم ولكنى أحب أن تحل لى الزنا فأبى الناس ذلك .. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم إجلس وقال له أتحب أن يقع ذلك لأمك قال لا .. قال له أتحب أن يقع ذلك لأختك قال لا .. قال له الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك الناس لا يحبوه لأمهاتم ولا لأخواتهم . وأقول للبنات أن إتقى الله ولا تقبلى هذا الشاب إنه لا يحبك ولا يحترمك وهناك مثل يقول " تروح السكرة تيجى الفكرة " فعندما تفوق البنت من فرحة هذا الزواج تجد نقسها أمام مشكلة كبيرة أنها لا تستطيع إثبات هذا الزواج . وعن رأى الدين المسيحى يقول القس فام :- الزواج العرفى غير معترف به فى الدين المسيحى لأن الزواج الكنسى هو الزواج الوحيد المعترف به كجواز ، والكنسية ترفض الزواج العرفى لأنه زواج خاطئ . وترى الدكتورة أمل السيد - أستاذ مساعد فى كلية الإعلام - أن دور الإعلام أنه يعرف الناس أنه لا يوجد زواج عرفى ، ويلقى الضوء على شروط الزواج من الناحية الدينية ، ويبين أنه ليس جواز أصلاًَ ، ويبدأ يدفع الشباب إلى الهروب من مثل هذا النوع من الزواج ويبصر المجتمع ويضع تصورات جديدة للمواجهات مع مثل هذا الزواج . ويقول للشباب والبنات إن أى شخص على استعداد أنه يقيم مثل هذه العلاقة تحت مسمى الزواج هو إنسان لا يملك الشجاعة أنه يواجه المجتمع .. والشباب لابد أن يحرص من الوقوع فى مثل هذا الفخ خاصة أنه لا يترتب عليه أى حقوق قانونية ، فإذا توفى الزوج لا يصبح للزوجة أى حقوق ، كذلك إذا أرادت الطلاق لا يكون لها أى حقوق . بالإضافة إلى أن الدين سواء مسلم أو مسيحى وضع حدود للزواج حتى يحافظ على حق المرأة ويجب الإلتزام بمثل هذه الحدود وما يحدث غير ذلك من زواج فهو زواج باطل ونوع من أنواع الزنا . المحامى ناصر أبو السعود يقول : هذا الزواج مرفوض شكلاً وموضوعاً فهو مخالف لكل الشرائع السماوية ، فالزواج له شروط وتفاصيل كثيرة ، وإلتزامات حددتها الشريعة . فعلى كل مسلم ومسلمة أن يبتعد عن هذا الزواج المشبوه الذى يصل عند البعض أنه نوع من أنواع الزنا . وأقول للشباب ألا يقعوا فى هذه الغلطة التى تدفع ثمنها الفتاة وحدها وخاصة لو حدث حمل وولادة ، فتضيع الحقوق سواء للفتاة أو للإبن . رأى الشباب فى الزواج العرفى :- الشيماء السيد 26 سنة :- أنا ضد الزواج العرفى لأنه يضيع حق البنت وليس حلال ومحرم شرعاً ، ومن الأسباب التى تدفع البنت للزواج العرفى اعتراض الأهل على الشاب الذى يتقدم للزواج ، البطالة ، المهر ، وطلبات الأهل التعجيزية ، والأهل أحياناً يعترضوا على العريس المتقدم لأتفه الأسباب ، وتكون مثلاً البنت تحبه فتلجأ للزواج العرفي . دور الأهل :- تساهل الأب مع العريس ولا يحمله فوق طاقته . وجود علاقة تفاهم بين الأهل والأبناء . توعية الشباب بالحلال والحرام . دور الإعلام :- توعية الشباب بعواقب الزواج العرفى . وتوضيح العقوبات المترتبه عليه . وضع الخسائر التى تخسرها البنت التى تلجأ للزواج العرفى أمام عينها . هبة محمد 26 سنة حاصلة على ليسانس فى الآداب :- لا أقتنع بما يسمى الزواج العرفى لأنه إهانة للمرأة ، ولا يحافظ على حقوق الزوجة والأطفال ، بالإضافة إلى أن الزواج لازم يكون فيه إشهار وشهود ولازم يكون بعقد موثق ، ومن أهم اسباب اللجوء إلى الزواج العرفى الفساد الأخلاقى والتربوى وعدم وجود ترابط أسرى . أحمد محمد 22 سنة :- الزواج لا يصح إلا بالإشهار ويشترط وجود ولى للفتاة . وفى الحديث الشريف : اذا نكحت المرأة بدون إذن وليها وشاهدى عدل فنكاحها باطل . والزواج العرفى ليس له أسباب ، وقد يظن الزوجين إنه جواز ويضعوا أهلهم أمام الأمر الواقع . على الأهل توعية أبناءهم إن هذا حرام وزنا . ودور الاعلام أنه يبين مدى إسائته وحرمانيته للبنت والولد . إبراهيم محمد 29 سنة :- من أهم أسباب الزواج العرفى الأسباب المادية والحب ، أكيد كل واحد أو واحدة لديه مشاعر عايز يطلعها ، لكنى أرى إنه لا يصلح فى كل الأوقات . حامد محمد 28 سنة :- الزواج العرفى نوع من أنواع المتعة لأن أى إثنين يتزوجوا عرفى يكون هذا هو هدفهم الحقيقى ، إنما الزواج الشرعى يكون بهدف الاستقرار وبناء أسرة والاستمرارية ، بعكس الزواج العرفى بعد فترة الولد يشعر بالزهق ويحاول بيعد عن البنت ويهرب منها ، يعنى هو مجرد أن واحد عجبته واحدة وعايز يعمل معها علاقة من غير النية فى الإستمرار معها . محمود على 27 سنة :- رأي الشباب أكيد هيكون إنه جميل لكى يريح نفسه وتريح نفسها وكون اني أستفتي عليه أعطي له شرعيه وأشجع الناس عليه k والبنت هنا ليس لها أى حقوق . لما واحدة تتزوج بدون علم أهلها و في السر هل يعتبر هذا زواج ؟ الشاب بعد الزواج ينكر ويحاول يبعد عنها لأنها فرطت في نفسها أصلاً ورخصتها ، وهل يكون الحب مبرر للمعصية . المصدر :- صحيفة " فنون الخليج " الإلكترونية.