سمعنا على مدار الأعوام القليلة الماضية عن أنواع شاذة من الزواج التي اجتاحت الأوساط الشبابية والطلابية فى مصر، منها الزواج بالدم والزواج بالوشم والزواج بكلمة "زوجتك نفسي"، إلا أن أحدث صيحة لهذه النوعية من الزيجات الدخيلة على مجتمعنا هي الزواج على طابع بوستة ...! وفى لقاء لمحررة "مصر الجديدة" مع طالبة بجامعة القاهرة – فضلت عدم ذكر اسمها – ذكرت أن ما يسمي "الزواج بورقة بوستة" قد بدأ يجد له سوقا رائجة فى أوساط الطلاب الجامعيين، خلال العام الدراسي الحالي باعتباره أحدث موضة للارتباط غير الشرعي واللا أخلاقي بين شاب وفتاة، حيث يقوم الشاب بلصق طابع البوستة على جبينه لوهلة، قبل أن يقدمه للفتاه لتضعه بدورها على جبينها، ويذوب عرقه بعرقها، فيصبحان ...... زوجين...! طرق "أخري" وفى تعليق منها، أكدت د. عزة كريم – أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس والخبيرة بمركز البحوث الجنائية والاجتماعية – أن من أهم وأخطر المشكلات التى تترتب دائما على التدهور الاقتصادى الذى أصاب كيان الدولة منذ عهد الرئيس المخلوع، هى مشكلة تأخر سن الزواج لدى الشباب نتيجة عدم توافر فرص عمل حقيقية وتدنى مستوى المعيشة مما يدفع بهم للتفكير فى طرق "أخرى" لممارسة حقوقهم الطبيعية كبشر وهي الزواج. وأشارت إلى أنه وفى ظل الظروف القاسية التى يعانيها ملايين من شباب مصر، فإن البعض منهم يلجأون إلى وسائل لا علاقة لها بالشرع أو القانون، من أجل إضفاء صبغة الشرعية على علاقات غير سوية بين الجنسين، اعتقادا منهم أنها الحل "المؤقت" لمشاكلهم المزمنة، وبالتالى انتشرت ألوان عدة من الزواج غير الشرعي، مثل زواج المسفار ..... على وزن زواج المسيار وذلك للعقد بين فتاة تريد السفر وبين "محرم" يرافقها أثناء حصولها على فرصة عمل أو لكي تكمل دراستها بالخارج، وهناك زواج الكاسيت أو ال"سى دى" وفيه يقوم الطرفان بتسجيل صوتهما علي "سي دي" وقبول الزواج فيما بينهما، وأيضا الزواج العرفي بين شاب وطالبة لم يسبق لها الزواج ودون علم أهلها، والغريب أن ضعاف النفوس من التجار قد استغلوا تلك الظاهرة لتحقيق مكاسب كبيرة دون وازع من ضمير، فانتشرت عقود الزواج العرفي التى تباع النسخة منها بعشرة جنيهات فقط، لدي بعض الأكشاك المحيطة بالجامعات. وأوضحت د. كريم، أن أحدث الاحصائيات تؤكد أن هناك نحو 255 ألف حالة زواج عرفى بين طلبة الجامعات نتج عنها 14 الف طفل مجهول النسب، بينما وبالمقابل تكشف إحصاءات أخري عن وجود 13 مليون امرأة عانس تجاوزت سن ال 35 عاما، دون أمل قريب فى تحقيق أحلامهن بالعثور على زوج مناسب. جدير بالذكر أنه وفى مواصلة لحديث الإحصاءات، فقد كشفت دراسة أجراها مركز السموم بالقاهرة، عن إقدام حوالي 2700 فتاة مصرية سنويا على جريمة الانتحار بسبب العنوسة. صيغ ثلاث للزواج وعلى صعيد العلم الشرعي، فقد أجمع علماء الامة ومنذ بدء نزول الرسالة المحمدية وحتى الآن على أن هناك أركان أساسية، لا يتم بدونها الزواج الشرعى بين رجل وامرأة، وذلك حفاظا على حقوق الطرفين وكذا حقوق الأبناء، وقد حددت مصادر رسمية بمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف، ثلاثة صيغ تتم للفصل فى صحة الزواج، أولها الزواج السري دون إشهار واعتبرته علاقة زنا، وثانيها زواج شرعى غير موثق وهو مستوف للأركان والشروط الشرعية من شاهدى عدل وإشهار وولى ولكنه لايسجل فى وثيقة قانونية رسمية وهو زواج لا تنقصه الصحة ولكنه لا ينصح به لأنه قد يسبب المشاكل للأبناء والزوجة، أما الصيغة الثالثة فهي الخاصة بزواج شرعى مستوفى للأركان ثم تم توثيقه رسميا بحيث يجمع بين الصحة الشرعية والسلامة القانونية لكل أطراف الزواج من زوج وزوجة وأبناء.