تواجه مصر مشكلات كثيرة، ومن أصعبها مشكلة القمامة المنتشرة في الشوارع ، بعد أن أصحبت أكوام القمامة منظرا مألوفا في في شوارع القاهرة والمحافظات. ومخاطر مشكلة القمامة على البيئة لا تعد ولا تحصى، الأمر الذي دفع بعض المفكرين والمخترعين للتفكير في كيفية استغلال أكوم القمامة وإعادة تدويرها بما ينفع المجتمع. وقدم د. عادل العقاد، بكلية العلوم جامعة عين شمس، اختراعا يجعلنا نستغنى به عن الطوب الأحمر في البناء وقد حصل على براءة إختراع من أكادمية البحث العلمي. يتكون هذا الطوب من مخلفات مواد البناء المختلفة مثل الرمل والخشب والطين والورق والكرتون و الفلين و الزجاج وغيرها من المخلفات، حيث نقوم بخلط هذه المواد بالمادة الرابطة ونخلطها أيضا بمادة تمنع أنتشار الحريق وهي المادة التي حصل د.عادل بها على براءة إختراع أخرى ، وبعد خلطها تصبح على هيئة عجينة يمكننا تشكيلها كيفما شئنا، وبعد أن نشكلها نتركها لتجف وبعد أن تجف نطليها بمادة أخرى عليها وهي مادة تمنع أنتشار الحرارة والرطوبة والماء، و لن نحتاج إلى وضعها في أفران مثل الطوب الأحمر وهي سهلة التكوين. ويؤكد د. عادل أن هذه الطريقة غير مكلفة تماما فتكلفة الطوبة الواحدة حوالي 25 قرش في حين يتراوح سعر الطوبة الواحدة من الطوب الأحمر حوالي 2جنيه، ومن الممكن أن يقل سعرها إذا توفرت العمالة والمصنع لبناء هذا النوع من الطوب. ومن مزايا هذا الاختراع أن الطوب الذي يتم تصنيعه بهذه الطريقة، يمنع انتشار الحرائق، عكس الطوب الأحمر، حيث تتسبب الفراغات بين قوالب الطوب في تفتت الجدران وانتشار الحرائق، أما الطوب الجديد المصنوع من القمامة بهذه الطريقة لا توجد به أي فرغات بالإضافة إلى المادة المضافة إليه التي تمنع انتشار الحريق وبهذا نقلل الخسائر التي تنتج عادة من الحريق.. ويضيف د. عادل أنه يمكننا أيضا إنشاء مصانع أو شركات وأماكن تتخصص في جمع المواد المتخلفة عن مواد البناء بحيث نستغل هذه المواد بدلا من تركها لتلوث الشوارع، وأن تقوم هذه المصانع بصناعة الطوب من هذه المواد، مما سيوفر في التكلفة كما أنه يمكن ان يقوم بحل جزء من مشكلة البطالة حيث أنه يوفر فرص عمل للشباب، كما أنها ستخلصنا من أكثر المشاكل التي باتت تؤرق مجتمعنا في الفترة الأخيرة وهي مشكلة القمامة. وعن طبيعة هذه المادة الجديدة يوضح د. عادل أنها تتكون من نوعين الأول أساسا للبناء وهو عبارة عن بقايا الرمل وبقايا مواد البناء ومخلفاتها، والثاني وهو للتزين وهو "الخشب الفرعوني" الذي يتكون من نشارة الخشب المخلوط بالمادتين السابقتين، وتزين به واجهة المباني بأي شكل و بأي لون وأسهل وأرخص بكثير من المواد التي تستخدم في نقش وتزيين المباني من الخارج.