قال الداعية الإسلامي الماليزي الشهير الشيخ عمران نزار حسين: إن جماعة الإخوان المسلمون، نأوا عن اتباع السنة النبوية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك مدى التنوع الذي ماجت به المدينةالمنورة، مقدمًا اعتذاره لمسيحي مصر.
وتسائل الشيخ عمران نزار- في محاضرة له تحدث فيها عن الدستور المصري وبثت على موقع "يوتيوب" -: ماهى وظيفة الدستور؟ ثم أجاب قائلا: عندما يكون هناك أناس متنوعون يقررون العيش معًا فى وطن واحد، تحتاج فى هذه الحالة إلى الدستور. وأشار عمران إلى أن الإخوان المسلمون، لم يتبعوا السنة النبوية فى الاستفتاء على الدستور، موضحًا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كان يعي ويفهم التنوع فى سكان المدينةالمنورة، حيث هناك قبائل يهودية متنوعة بعضها فى حرب مع البعض الآخر، وكانت هناك قبائل وثنية عربية والذين أصبحوا مسلمين، وهناك أيضًا المهاجرين من مكة، مضيفًا أن النبي الكريم قضى 7 أشهر فى صبر فى مفاوضات خاصة مع كل قبيلة على حدة، حتى تم التفاوض على اتفاق وإجماع، وخرج ب"ميثاق المدينة" مضيفًا: "لا يمكن أن يكون لديك دستور بدون إجماع فى الرأى عليه". ووجه عمران خلال الفيديو، رسالة إلى الإخوان المسلمين قائلا لهم: "يا إخوان يا مسلمين، لا يمكن أن يكون إنشاء الدستور على استفتاء، لا يمكن إنشاء الدستور عن طريق الانتخابات، فهذا هراء -على حد قوله- فكيف يخرج الدستور دون توافق وطنى عليه وقد خرج النصاري من المناقشات على الدستور فى مصر". ووجه سؤالاً للإخوان المسلمين تعقيبًا على طريقتهم في الاستفتاء على الدستور، قائلا: هل نسيتم السنة النبوية؟ هل هذا هو المثال الذي تقدمونه للعالم الإسلامي؟ واستمر في مخاطبتهم، ليست هذه هي الطريقة الصحيحة، وهذا أسلوب ضال ومتهور، فهناك أصوات حول العالم تحذركم من تهوركم هذا، ندعو الله ونتمنى ألا تشعرون بالاستياء، من كلماتنا وأن تعتبروننا إخوانكم، كما أقدم اعتذاري لنصارى مصر على ما فُعل بهم.
وختم عمران قائلا: "لو أننى مصريا فلن أصوت على هذا الاستفتاء على الدستور أبدًا، وأحث كل مصرى ألا يصوت على دستور من أجل الشريعة، لأنه بعيد عن السنة النبوية، وبدل هذا الاستفتاء كان يجب أن تدخلوا في تفاوض صبور مع حكمة، والحكمة قليلة اليوم. يذكر أن الشيخ عمران ولد في جزيرة ترينداد عام 1942 من أبوين هاجر أجدادهم من الهند، تخرج من معهد العليمية في كراتشي ودرس في العديد من معاهد الدراسات العليا بما فيها جامعة كراتشي وجامعة جزر الهند الغربية وجامعة الأزهر وفي المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف. عمل في السلك الدبلوماسي في وزارة خارجية ترينيداد وتوباغو ولكنه استقال في عام 1985 ليكرس حياته من أجل خدمة الإسلام، كما عاش في نيويورك لعشر سنوات خدم خلالها كرئيس للدراسات الإسلامية لدى اللجنة المشتركة للمنظمات الإسلامية بنيويورك الكبرى، وحاضر عن الإسلام في عديد من الجامعات الأمريكية والكندية وفي الكليات والكنائس والمعابد اليهودية والسجون وقاعات المجتمعات، وشارك في كثير من حوارات الأديان مع علماء مسيحيين ويهود بينما كان يمثل الإسلام في أمريكا.
وعمل الشيخ عمران سابقاً كمدير لمعهد العليمية للدراسات الإسلامية في كراتشي، بباكستان، وكذلك مديرًا للبحث في مؤتمر العالم الإسلامي في كراتشي، كما عمل أيضًا كمدير لمعهد التعليم والبحوث الإسلامية في مدينة ميامي، فلوريدا، ومديرًا للدعوة في التنظيم الإسلامي لأمريكا الشمالية.