مصر تتحول إلى سودان آخر فى ظل حكم الإخوان المسلمين.. تحذير أطلقه تقرير لشبكة «يو. إس. نيوز» الأمريكية، وقال إن الأمر لا يحتاج إلى تكهنات. ووفقا للتقرير، فقد قام الفريق عمر البشير، رئيس السودان، بانقلاب فى يونيو 1989، خطط له ونظمه الدكتور حسن الترابى، وهو واحد من قادة الإخوان المسلمين والمنظرين السياسيين، وأشار التقرير إلى أن «البشير» هو وحكومته كانوا من اتباع «الترابى»، وكان «الترابى» العقل المدبر لسياسات الحكومة لمدة 10 أعوام، حتى قام «البشير» بحل البرلمان فى عام 1999، ومنذ ذلك الوقت أصبح «الترابى» أشهر وأقوى معارض للحكومة السودانية، وقد قامت جماعة الإخوان فى مصر بعدة محاولات غير ناجحة لعلاج الاختلافات بين «البشير» و«الترابى» وأتباعهم. وذكرت الشبكة الأمريكية أن إنهاء مفاوضات السلام بين شمال وجنوب السودان، كان واحدا من الأفعال التى قام بها «الترابى»، الذى أعلن على الملأ استراتيجيته لتعريب وأسلمة جنوب السودان باستخدام السودان كقاعدة للثورة التى أسسها، ونظم «الترابى» المؤتمر الشعبى العربى الإسلامى كبديل للجامعة العربية المعتدلة، بمساهمة 100 مليون دولار من إيران، التى ترتبط بالجماعات الأكثر راديكالية وعنفا، ودعا «الترابى» و«البشير» هذه المجموعات، بما فى ذلك أسامة بن لادن، لنقل مقارها ومعسكرات تدريبها للسودان. ورأت الشبكة الأمريكية أنه لأكثر من عشر سنوات، قام خلالها «الترابى» بتطهير الخدمة المدنية والعسكرية وفقا لأجندة الإخوان وتدريجيا حل محلهم أتباعه من الإسلاميين، وبحلول عام 1999 كان ما لا يقل عن نصف عدد الضباط يدينون بالولاء ل«الترابى» وأجندته، وهو ما تسعى جماعة الإخوان لتكراره فى مصر بخطة « أخونة الدولة». ولم تنته خطة الإخوان لتحويل الحكومة السودانية بالقطاع الأمنى، لكن امتد إلى نظام المحاكم، وقام «الترابى»، الحاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون، الذى أصبح فيما بعد عميدا لكلية الحقوق بجامعة الخرطوم، بتصميم قانون المحاكم الخاصة التى تم إنشاؤها موازية لنظام المحاكم الإسلامية. ولضمان مراقبة الشعب السودانى أقام «البشير» و«الترابى» واحدا من أكثر أجهزة الشرطة السرية وحشية فى العالم العربى، الذى قام -بانتظام- بعمليات تعذيب على نطاق واسع، وعمليات إعدام خارج نطاق القضاء. واختتمت «يو. إس. نيوز» تقريرها بتحذير مصر من أنها قد تتحول إلى سودان آخر، وأن الربيع العربى سوف يتحول إلى الشتاء العربى.