الجماعة تسعى للاعتصام ب «رابعة العدوية» يوم 5 رمضان «الطوق الحديدى».. خطة الأجهزة السيادية لمواجهة أحداث العنف فى الذكرى الأولى للثورة تخطط عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لإفساد مشهد 30 يونيه وذكرى الثورة الأولى التى أطاحت بحكم الرئيس المعزول، محمد مرسى، وبينما تواصل أجهزة الأمن عملها وضبط بعض الخلايا الإرهابية التى تسعى لتنفيذ عمليات تفجيرية فى المصالح الحيوية مثل مقار شركات السياحة والبترول، كشفت مصادر عن أن جماعة الإخوان تخطط للاعتصام فى ميدان «رابعة العدوية» فى 5 رمضان، فى محاولة لخلق بؤر من التوتر فى المشهد المصرى.
وكشفت تحريات الأجهزة السيادية اعتزام الجماعات المتطرفة تنفيذ عمليات إرهابية فى مختلف محافظات مصر بالتزامن مع احتفال المصريين بالذكرى الأولى لثورة 30 يونيه. وأكدت مصادر مطلعة ل «الصباح» أن القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز المخابرات، وضعت خطة تسمى ب «الطوق الحديدى» لتأمين الحدود والداخل المصرى بالتزامن مع الاحتفالات، والتى تمتد حتى مرور ذكرى فض اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة» منتصف أغسطس، تحسبا لقيام عناصر تنظيم الإخوان بارتكاب أعمال عنف فى البلاد.
وأشارت المصادر، إلى أن الخطة تعتمد على تفعيل دور قوات الانتشار السريع التابعة للقوات المسلحة، وهى الوحدات التى أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل مغادرته منصب وزيرا للدفاع بأيام قليلة بتشكيلها للتدخل حال وقوع أى أزمات، خاصة أنها قادرة على الوصول إلى جميع مناطق الجمهورية فى أية لحظة، حيث تضم مجموعات من ضباط وجنود سلاحى الصاعقة والمظلات.
وأضافت المصادر، أن الخطة تشمل أيضًا نشر قوات الصاعقة والعمليات الخاصة فى محيط الميادين العامة وبخاصة «رابعة العدوية والتحرير والنهضة»، وكذلك قرب المنشآت الحيوية مثل وزارات الدفاع والداخلية ومديريات الأمن وغير ذلك، ونشر قوات وأكمنة على الطرق الرابطة بين المحافظات، وبمداخل ومخارج المحافظات المختلفة وبخاصة القاهرة الكبرى، علاوة على تأمين الكنائس، لافتة إلى أن طائرات الجيش ستقوم بعمليات تمشيط واسعة لرصد أى تحركات أو تجمعات مريبة، وكذلك تخصيص غرف عمليات بوحدات وتشكيلات وقيادات الجيش فى الأماكن المختلفة لرصد أى أحداث من شأنها إثارة الفوضى فى البلاد، فيما ستتواجد عناصر سلاح حرس الحدود بكثافة على الحدود المصرية مع دول الجوار.
المصادر كشفت عن أن الأجهزة الأمنية وتحريات المخابرات رصدت خلال الفترة الأخيرة مخططين لتنفيذ عمليات إرهابية، الأول خاص بمجموعة إرهابية تضم 50 عنصرا فى إحدى مدن الدلتا، والتى خططت لدخول القاهرة قبل ذكرى 30 يونيه بيوم واحد، والتمركز بإحدى المناطق الشعبية لتنفيذ عمليات إرهابية متزامنة بهدف إثارة الرعب والفزع بين المواطنين، حيث تم إحباط المخطط وإلقاء القبض على 20 من عناصر تلك المجموعة وتبين أنهم ينتمون لجماعة الإخوان.
فيما وضع المخطط الثانى 4 مجموعات تكفيرية، بهدف ارتكاب عمليات تخريبية وإرهابية بالتزامن مع الاحتفال بمرور عام على ثورة 30 يونيه، وأن تلك المجموعات تعمل تحت قيادة شخص يدعى «أبو مسلم» وهو مصرى الجنسية، عاد من أفغانستان فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، وشكل مجموعة إرهابية تستقر حاليا فى شمال سيناء، مشيرة إلى قيام مجموعتين منهم خلال الشهر الماضى بمبايعة «أبو مسلم» أميرا عليهم، بالإضافة إلى المجموعة التى يترأسها بالفعل، وذلك بغرض التحرك الجماعى لتنفيذ عمليات إرهابية فى مناطق مختلفة سواء فى سيناء أو مدن القناة أو القاهرة.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعات الإرهابية ال4 تضم ما يقرب من 420 عنصرا، تابعين لتنظيم أنصار بيت المقدس والسلفية الجهادية وجماعة الإخوان، وأن تلك العناصر تتخذ من المناطق الجبلية الوعرة بؤر تمركز لها، علاوة على امتلاكها كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التى وصلت إليهم عبر الحدود الغربية وأيضا من خلال الأنفاق الرابطة بين غزةوسيناء، كما تضم تلك المجموعات عناصر أجنبية تملك خبرة فى تصنيع القنابل شديدة الانفجار.
وأوضحت المصادر، أن إحباط المخطط جاء بعد مداهمة أوكار المجموعات الأربعة بناء على معلومات وتحريات أجهزة المخابرات، حيث تمكنت قوات الأمن التى ضمت عناصر من الصاعقة والعمليات الخاصة، من إلقاء القبض على أكثر من 100 عنصر إرهابى من تلك المجموعات، علاوة على قتل وإصابة عدد آخر، بينما يجرى حاليا مطاردة باقى العناصر التى هربت إلى المناطق الحدودية. العناصر المقبوض عليها، اعترفت وبحسب تأكيدات مصادر أخرى، بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية ضد وحدات وأكمنة أمنية وشركات سياحة وبترول، كما خططت لاستهداف تجمعات المواطنين فى القاهرة، سواء باستهداف المواصلات العامة أو زرع القنابل فى المناطق المزدحمة بالسكان بغرض إثارة الفزع والرعب فى نفوسهم. وفى تصعيد جديد، أعلنت جماعة الإخوان الاستنفار بين أعضائها، وطالبتهم بالاعتصام فى الميادين الكبرى، حيث أصدرت الجماعة بيانا دعت فيه لاستغلال شهر رمضان لتكرار سيناريو ميدانى «رابعة العدوية والنهضة» وتكرار الاعتصام بهما. واتخذ بيان الإخوان، شعار «اللهم بلغنا الخامس من رمضان»، والذى يكشف بوضوح ساعة الصفر التى حددتها الجماعة لبدء تنفيذ مخطط الاعتصام؛ حيث وضعت خطة تضم ثلاث مراحل وفق بيان أنصار دعم الشرعية، تتمثل فى «تعمير المساجد، وإشعال الشوارع ومقاطعة الباطل». كما طالب البيان، بأن يكون «شهر رمضان رسالة لكى تشهد شوارع مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها، حشودنا وفعالياتنا ومقاطعتنا الاقتصادية لأعوان الانقلاب» مطالبة بالاحتشاد للصلاة أمام المساجد التى تم إغلاقها والخطابة فى الشوارع. وأشار مصدر سيادى، إلى أن جماعة الإخوان خططت لضرب الاحتفال بذكرى ثورة يونيه وإسقاط مرسى، مطالبة عناصرها بالانطلاق فى أسبوع ثورى تحضيرى لانتفاضة 3 يوليو تحت شعار «سنحيا كراما». وأكد المصدر، أن التحقيقات مع عدد من المقبوض عليهم، كشفت تورط جماعة الإخوان الإرهابية فى كثير من الحوادث التى تشهدها مصر فى الآونة الأخيرة، بتكوينهم خلايا إرهابية عنقودية، وتلقيها تدريبات عسكرية بمعاونة حركة «حماس» وعدد من الذين منحهم هشام قنديل رئيس الوزراء الأسبق الجنسية المصرية بقانون تم إعداده خصيصا لهم عبر باب «ساقطى القيد». وكشفت تحقيقات وشهادة ضباط الأمن الوطنى، عن خلية جديدة أطلق عليها «الردع الإخوانية»، والمتهم فيها 13من أعضاء الجماعة الإرهابية بمحافظة الدقهلية، من بينهم فلسطينى الجنسية ومقيم بمحافظة شمال سيناء، وأظهرت التحقيقات كيف تمكن أفراد الجماعة الإرهابية من تشكيل خلايا إرهابية ضد مؤسسات الدولة وسعى حركة حماس لنشر الفوضى عقب ثورة 30 يونيه، إضافة إلى حصولهم على أسلحة متطورة وتدريبات بالقطاع، وكذلك اعتراف أحد المتهمين بتورط جماعة الإخوان فى قتل ضباط من الشرطة والجيش خلال أحداث الحرس الجمهورى والمنصة. وقال المصدر، إن اعترافات المتهمين كشفت عن تطور التكليفات لاستهداف المدنيين وأماكن الزحام بهدف إثارة الرعب فى نفوس المصريين، فى حالة من العقاب الجماعى، ولتعطيل الخطوات الجادة التى تتخذها الحكومة للنهوض بالبلاد. ومن جانبه، أكد طارق أبو السعد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان لن تستطيع أن تعيد سيناريو اعتصام «رابعة العدوية» مرة أخرى فى رمضان، رغم دعوة أنصارها لتكرار نفس السيناريو، مشيرا إلى أن الجماعة ستحاول العودة إلى هذا السيناريو ولو ليوم واحد.
وقال اللواء طلعت مسلم الخبير الأمنى، إن الإخوان لجأت إلى تغيير تكتيك المواجهة إلى أقصى درجات العنف بالتحول إلى استهداف المدنيين، بعد تكثيف الإجراءات الأمنية فى محيط الوحدات والجهات السيادية والعسكرية، مشيرا إلى أن الجماعة تريد أن تعاقب الشعب على إقصائها، وأن تلك المحاولات تضرها وتستعدى ضدها فئات أخرى من المواطنين.