أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تحليل سياسي نشرته اليوم الأربعاء،على صدر صفحاتها , أن تنظيم داعش الإرهابي، والذي يجتاح حالياً مناطق سورية وعراقية، ويسعى لجعل دولته الإسلامية المزمع إقامتها منطلقاً لشن هجمات على الأراضي الأمريكية. وتشير واشنطن بوست إلى استناد المحللين عند وضعهم التقرير إلى معلومات استخباراتية، وللاستشهاد بأقوال زعيم داعش أبو بكر البغدادي. ويبين التقرير، الذي وزعت نسخ منه على أعضاء الكونجرس، أن داعش "جماعة إرهابية، حسنة التنظيم، وذات موارد غنية، تضع نصب أعينها أهدافاً محددة، تقوم على غزو أراضٍ، وقتل من ترى المجموعة أنهم كفار". وأكدت عدة عناصر من الاستخبارات الأمريكية بأن داعش تنشئ معسكرات تدريب في العراقوسوريا، وأنها تنوي مهاجمة الولاياتالمتحدة، من خلال تجنيد متطوعين للقيام بهذه المهمة. وتقول الصحيفة إن التقرير المذكور تضمن تهديداً وجهه أبو بكر البغدادي للولايات المتحدة، قال فيه: "اعلموا يا حماة الصليب أن الحرب بالوكالة لن تنفعكم في الشرق، كما لن تنفعكم في العراق، وعما قريب ستكونون في صراع مباشر رغماً عن إرادتكم". وترى الصحيفة الأمريكية أن مما يزيد من خطر داعش هو قدرته على جمع الأموال وسرقتها، فضلاً عن حيازته لمساعدات سخية تلقته من أثرياء في قطر ودول أخرى، من أجل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن حاكم دمشق، تحالف مع إيران ذات الغالبية الشيعية، ومع وكيلها في لبنان، حزب الله. كما أشارت الصحيفة لفرض داعش أتاوات على تجار رجال أعمال في المدن التي يغزوها، حيث أفادت تقارير صحافية باستيلاء داعش على ملايين الدولارات من بنوك سطا عليها في الموصل، فضلاً عن سيطرته الحالية على عدد من مدن الأنبار العراقية، بما فيها الفلوجة والرمادي. وترى الصحيفة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بات عاجزاً عن الوقوف في وجه داعش، بعدما شهد فرار عناصر جيشه في شمال العراق أمام قوته العسكرية. من هذا المنطلق، يقول الضابط الأمريكي المتقاعد، والمحلل السياسي روبرت ماجينيس، إن "داعش يزرع بذور هجمات ضد الغرب، وخاصةً بعد أن بات لديه المئات من الجهاديين من جنسيات غربية، ومن شأن هؤلاء الجهاديين الذين خاضوا معارك ضارية، أن يعودوا إلى بلدانهم الغربية، وأن يشنوا هجمات يستخدمون من خلالها وسائل وحشية تعلموها أثناء تواجدهم في سورياوالعراق". وتبين واشنطن بوست أنه، دون الإرشاد الأمريكي والمعلومات الاستخباراتية، ظهر أن القوات العراقية عاجزة عن التعامل مع هذا النمط الجديد من الجهاديين، والذين ازدادوا قوةً بعد أن تحالفت فلول القاعدة في العراق مع داعش، بعد أن ظن الأمريكيون، قبل انسحابهم في عام 2011، أنهم قضوا على القاعدة إلى الأبد. وهذا، بالفعل، ما عبر عنه المتحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل، الأدميرال جون كيربي، الذي قال "إن داعش يمتلك موارد قوية، وهو أكثر تنظيماً من معظم المجموعات الإرهابية، ويشكل خطراً على أمننا وأمن حلفائنا في العالم أجمع".