يعتبر غشاء البكارة "البعبع" الذي تخشاه الفتيات، لاسيما في المجتمعات الشرقية، فالشرف مقرون بقطرات دماء تنتج من فض هذا الغشاء ليلة الزفاف، وكل ما ينتج عن فقد الفتايات عذريتها يرسم نهاية حياتها حتى ولو كان فقده نتيجة لعملية اغتصاب من ذئاب بشرية. ولكن يبدو أن التلاعب بالشرف أصبح سهلاً بعد انتشار غشاء بكارة مزيف يطلق عليه "غشاء البكارة الصيني" في الأسواق، بل تحولت العذرية إلى لعبة بين الأزواج. وطبقت النجمة اللبنانية هيفاء وهبي استخدام غشاء البكارة الصيني في مسلسل الحرباية الذي يعرض في رمضان هذا العام، لخداع أزواجها بأنها عذراء، الأمر الذي آثار الكثير من الجدل والتساؤلات عن هذا الغشاء المزيف نجيب عليها من خلال السطور التالية. انتشار بيع غشاء البكارة الصيني رصدت "الفجر" انتشار صفحات بيع غشاء البكارة الصيني على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل كبير في مصر والدول العربية، ويصل سعره داخل القاهرة475$ أمريكي. ليس لاستعادة العذرية فقط زعمت تلك الصفحات التي عرضت طريقة تركيب غشاء البكارة الصيني والذي ينرفد بتركيبه بشكل يدوي، أن الغشاء المزيف لا يستخدم لاستعادة العذرية فقط للفتايات التي لم تتزوج أوتعرضت لحادث أو اغتصاب أو ربما عرضت جسدها في علاقة غير شرعية، بل جاء على لسان مروجي منتج غشاء البكارة الصيني أنه يستخدم لتضيق المهبل، وكذلك استخدامه في استعادة ليلة الزفاف بين الأزواج. نزول الدم وروجت تلك الصفحات بأن الغشاء المزيف عبارة عن كبسولة تتمدد فور تركيبها، بل وتعطي نفس نتيجة فض غشاء البكارة الطبيعي من حيث إنزال الدم، موضحةً أنه عبارة عن نسيج طبيعي عن طريق استنساخ الجينات الوراثية. حيلة البيع وأشارت تلك الصفحات، إلى أن غشاء البكارة الصيني يغلف ويباع كمستحضر تجميل ولا يكتب عليه بأنه غشاء بكارة. غشاء البكارة الصيني في الأسواق وفي سياق ما سبق قال الدكتور أحمد أبوطالب، عضو نقابة الصيادلة والخبير الدوائى، إن غشاء البكارة الصيني لا يباع في الصيدليات ولكنه يباع في الأسواق بين مستحضرات التجميل. وأضاف في تصريح ل "الفجر"، أن هناك أماكن معينة معروفة ببيع غشاء البكارة الصيني، محذرًا من شراء أى منتج دوائي إلا من خلال الصيدليات، مؤكداً أن دخول منتج مثل غشاء البكارة الصيني إلى مصر مسئولية رقابةوزارة الصحة والجمارك. أطباء النساء: لم تصادفنا فتايات استخدمن هذا المنتج وتواصلت "الفجر" مع العديد من أطباء النساء والتوليد والذين أكدوا أنه لم يعرض عليهم حالات سواء قبل استخدام غشاء البكارة الصيني أو بعده. وأضاف الأطباء، أن تحديد مدى خطورة هذا المنتج يلزمه التعامل مع حالة استخدمته بالفعل. دار الإفتاء في حيرة من غشاء البكارة الصيني وفي سؤال كان قد ورد لدار الإفتاء المصرية خلال عام 2009 جاء نصه: "ما حكم شراء وترويج أغشية البكارة الصينى التى تعيد للفتاة بكارتها؟ ما حكم من يستورد هذه الأغشية وسيبيعها من رجال الأعمال؟ وما حكم من يروج لها؟ وما حكم من يشتريها من الفتيات الساقطات غالبا؟"، أصدرت دار الإفتاء فتوى حملت رقم (808424) :"يجوز لجهات الاستيراد أن تستورد هذه الأغشية التى تستخدم فى العليات الجراحية، ولا حرمة فى ذلك، وكل العمليات المترتبة على استيرادها حتى عمل العملية". بعدها تراجعت دار الإفتاء وأصدرت فتوى آخرى حملت رقم (622228)، وجاء فيها : "نهى الاسلام عن الفاحشة ودعا لمكارم الاخلاق ولا يجوز فعل الفاحشة، فإن كان المقصود من هذه الأسئلة إباحة الفاحشة للنساء فهذا محرم والزنا من كبائر الذنوب، ولا يعنى ذلك حرمة عملية رتق غشاء البكارة مطلقا".