نظمت إدارة مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي أمس الجمعة ندوة بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة أقيمت على جلستين وذلك على هامش المحور الفكري الثالث تحت عنوان "القضايا العربيه بفضاء المسرح الغربي"، ضمن فعاليات المحاور الفكرية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي الدورة ال "23"، برئاسة الدكتور سامح مهران، بحضور عدد من كُتّاب ونُقّاد المسرح المصريين والعرب، والمهتمين بشأن المسرح. ترأس الجلسة الأولى د. محمد ابو الخير أستاذ الاخراج المسرحي بمعهد الفنون المسرحية، وتحدث بها كل من د. حسين الأنصارى السويد، حول المسرح العربي في المهجر: المضامين وأساليب العرض، وفابيو إبراهام بريطانيا، متحدثا عن الفنان العربي فى الغرب، ود. فاضل سودانى الدنمارك متحدثا حول المسرح الاغتراب الحضاري وهيمنة المراكز الثقافية الغربية. وقد انصب بحث د. حسين الأنصاري حول بعض التجارب العراقية للمسرح العربي في المهجر من حيث المضامين وأساليب العرض، مفتتحا حديثه بمسالة التلاقح الثقافي المسرحي التي حدثت مع الغرب بدءا من تجارب مارون النقاش ف بدايات القرن التاسع عشر، ثم هجرة المبدعين العرب والتلاقح مع المجتمع والمبدع الغربي محاولين تحقيق حالة من الحوار المشترك والاندماج، وقد كان حضورالقضايا العربية -عبر أعمال استمدت مضامينها من التراث العربي أو تناول قضايا عربية معاصرة ومعالجة نصوص غربية برؤية عربية أو العكس - قد أسفر عن التعريف بالثقافة والتقاليد العربية القضايا العربية جزء لا يتجزا من ابداعاتهم. وكان للمهرجانات المسرحية العربية أمثال مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان قرطاج أثرهما الواضح في جذب الكثير من الفرق الغربية التي أصبحت تتفاعل وتستمد مضامين عروضها من المجتمعات العربية بل إن هناك فرقا قد تخصصت باعتماد الثقافات الأخرى في عروضها كما هو الحال في مسرح باسشونين في مدينة مالمو السويدية (BASTIONEN TEATER- باسشونين) الذي عملت فيه وأخرجت بعضًا من العروض المسرحية التي كانت مضامينها تتناول القضايا العربية الاجتماعية او السياسية وذلك من خلال تجارب عوني كرومي في ألمانيا، وفاضل الجاف وحسين الانصاري في السويد، وحازم كمال الدين في بلجيكا،وجواد الأسدي في بعض المدن الأوروبية إلى جانب تجارب باسم القهَّار وكريم جثير في كندا، وسعدي يونس في فرنسا. وتحدث د. فاضل سوداني حول ماهي الصعوبات التي يواجهها الفنان الشرقي عموما والعربي بالذات في بلدان الاغتراب الأوربي ؟ وكيف يمكن أن نجعل الغرب يهتم بمشاكلنا الفكرية أو كيف يمكن أن يفتح لنا بواباته الإعلامية والفكرية وبرامجه الحضارية ؟ وكيف يمكننا أن نخلق لغة تفاهم بيننا وبين الغرب المتفوق علينا تكنولوجيا وحضاريًا؟. وقد لخص المشاكل التي تواجه المبدع المغترب باوروبا في مشكلتين اساسايتين من وجة نظرخ الا وهما تكيف الوعي الذاتي مع حضارة جديدة ( قدرة الذات على التبصر في وعي الآخر)، وتجاوز الإغتراب وخلق لغة التفاهم الحضاري، فعندما يبحث المبدع العربي عن وطن جديد لأسباب سياسية أو كارثية أو اقتصادية أو ظروف حرب يتكثف الشعور بالاغتراب. كيف يمكن للشرقي العربي المغترب أن يدخل سوق العمل الإبداعي في بلد الإغتراب ؟ وتحدث الفنان فابيو ابراهام حول الفنان العربي فى الغرب " التحديات والإستجابات" شارحا المشاكل التي تواجه المغترب المبدع وعوائق اللغة وفكرة احترام الوقت والاندماج دون ضياع للهوية، والجدية والتعلم المستمر وصقل الموهبة، وهو ما خلد نجوماص كبار كعمر الشريف وغيره ن المبدعين الذي تالقوا وفرضوا شرقيتهم واسلوبهم بجدية واحترافية. بعد استعراض المشاركين أبحاثهم العلمية، استقبلت المنصة المداخلات، والتي عقبت خلالها الدكتورة جميلة زيدان من الجزائر عن كيفية المثاقفة التي يشترك فيها الطرفان وهل تتم بحرية أم أن المشاركة تكون قهرية من جانب الفنان، وتساءلت.. هل هناك مسرح عربي في المهجر؟ وجاءت مداخلة الناقد جزائري حسن منيعي التي تحدث من خلالها عن تجارب المسرحين في فرنسا وكيف استقطب المسرحيين العمال في فرنسا وجذب النقاد المسرحيين في أوروبا، وتساءل عن المسرح الذي انتجه العرب المهاجرين وما قدموه لاخوانهم في المهجر؟، كما شارك الفنان المسرحي فتاح الطيوري عبر تجربته للهجرة لألمانيا: متحدثًا عن معاناة الفنان في المهجر، والذي يبدو من وجهة نظره كالغراب. وقد حضر الجلسة الثانية عدد من كُتّاب ونُقّاد المسرح المصريين والعرب، والمهتمين بشأن المسرح من بينهم الجلسة الثانية كاترين كوراى (أمريكا) وتحدث بها كل من كريم فهمى (كندا) حول المسئولية والهوية: نحو صياغة مسرح شرق أوسطى فى أمريكا اليوم، ود. مها شحلاوى (امريكا) متحدثة تحت عنوان كيف أصبحت عربية أمريكية؟، حسن عبد الرازق (بريطانيا) متحدثا حول القضايا العربية على المسرح البريطاني. حيث قال كريم فهمي عن إبتكار المسرح الشرق الأوسطي فى أمريكا فى الوقت الراهن، أن مسرح الشرق الأوسط لا يزال يقوم بترسيخ قدمه فى أمريكا، فلو نظرنا على اماكننا فى التاريخ وما اسميه بمسرح الآخر فى أمريكا نرى بسهولة وجود تاريخ طويل الأمد من العروض الأمريكية الأفريقية والعروض اللاتينية وعدد قليل من العروض الأمريكية الآسيويه حيث لم نبنى بعد تاريخا من العروض الأمريكية الشرق أوسطية. وأوضحت الشلهاوي أنه توجد مجموعة من فناني المسرح جذورهم شرق أوسطية وخاصة عربية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى العديد من المهنيين الذين ترجع أصولهم إلى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، كما قال عبد الرازق انه لابد أن يتسم الكتاب العرب الذين يعملون فى العالم الغربي بالمرونة ويدركوا روح العصر ويظهروا خلفياتهم الثقافية وأن يهدفوا إلى خلق عمل يستهدف الجماهير بشكل كبير لكي تتسنى لهم الفرصة فى ترجمة أعمالهم. وقد فاجأ حضور الجلسة ممثلين شرعا في تمثيل نصا باللغة الانجليزية بعد مداخلة كريم فهمي مباشرة وقد حظي الممثلان على تصفيق الحضور بينما اندهش البعض من ذلك العرض المفاجيء لحضور الجلسة الفكرية للمهرجان. الجدير بذكره أن نفاذ سماعات الترجمة بسبب الحضور الكبير للندوة الذي ملأ القاعة عن آخرها، قد حرم البعض من الحصول على ترجمة لما يقال على المنصة او مداخلات الحضور، مما دفع بعضهم للخروج بسبب حاجز اللغة. تقام الندوة ضمن 4 محاور فكرية تحت عنوان رئيسي هو " الإبداع المسرحي والحركة النقدية.. فضاءات الحوار والتفاعل الخلَّاق"، وذلك خلال الفترة من 21 وحتى 24 سيتمبر الجاري بفندق بيراميزا، وقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة ويدير المحور الفكري بالمهرجان د. حسن عطية.